تعد الصالونات الثقافية واحدة من أبرز الأنشطة التي اعتاد كبار الأدباء والمثقفين خلال القرن الماضي القيام بها، في محاولة منهم لإثراء الحياة الثقافية وزيادة الوعي ومناقشة أبرز القضايا التي تشغل المجتمع، ولعل من أبرز هذه الصالونات، صالون العقاد، ومي زيادة، وأحمد تيمور.
ومع ازدياد وسائل التواصل الاجتماعي، في السنوات الأخيرة، أصبحت هناك العديد من التحديات التي تواجه الصالونات الثقافية، الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين عن تقديمها أو الاهتمام بمناقشة القضايا المجتمعية والثقافية من خلالها، مكتفيين بما تتيحه صفحات السوشيال ميديا.
نرشح لك – شروط التقدم لجائزة يوسف زيدان للإبداع الأدبي للشباب
لكن خلال الأسابيع القليلة الماضية، أعلن الشاعر أحمد شبكة عن انطلاق صالون “شبكة” الثقافي، وذلك بمركز “بيرم وسيد” الثقافي بالإسكندرية، في محاولة منه لإحياء فكرة الصالونات الثقافية، ومناقشة العديد الموضوعات الثرية والمتنوعة، وهذا ما أوضحه ل “إعلام دوت أورج“، في حديثه عن كواليس تأسيسه للصالون، وأبرز التحديات التي تواجه مثل هذه الصالونات الثقافية بمصر، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- فكرة صالون “شبكة” كانت تراودني منذ بداية تأسيس “بيرم وسيد” الثقافي بالإسكندرية؛ بحيث يكون الصالون ملتقى دوري للتفاعل بين الكُتاب والشعراء وأهل الوسط الثقافي، ولم يكن لدي الرغبة في أن أصبح صاحب الصالون بل مشرفا فقط على الفعاليات والتي تقام به، وذلك حتى لا يؤخذ انطباع خاطئ على صالون “شبكة” على أنه سيكون مساحة لإلقاء أشعار أحمد شبكة فقط، ولكن سرعان ما أزيحت هذا الانطباع مع بدأ الحلقات النقاشية، ومن ثمً جاءتني ردود أفعال إيجابية كثيرة، تشيد بفكرته وتطلب استمراره لفترة طويلة.
2- الصالون جاء لإحياء فكرة إنشاء الصالونات الثقافية وإعادة انتشارها من جديد، بعدما قلً الإقبال عليها في زمننا الحالي. أما عن اختيار الموضوعات فأحاول في نهاية كل جلسة نقاشية اقتراح عدد من الموضوعات التي من الممكن مناقشتها في الجلسة المقبلة، ويقوم الحاضرين باختيار أحد منها.
3- كانت هناك قصة مميزة لأول حلقة نقاشية، حيث أنني كتبت على صفحتى الشخصية على “فيس بوك” سؤالا عن أفضل ممثل، وقد جاءت أغلبية الإجابات في صالح الفنان الراحل أحمد زكي، لكني وجدت ثلاث إجابات عن الراحل خالد صالح، فقررت أن يكون أول نقاش بعنوان “خالد صالح.. الشهاب الذي مر سريعا”
4- عملية التحضير لكل جلسة نقاشية جديدة للصالون تكون هامة جدا بالنسبة لي، كما أن هناك عدد من الأصدقاء المتطوعين مثل محمد أيمن، وإسلام مصطفى، وإبراهيم عزت، ومي سعيد، الشاعر محمد السيد يشاركونني في التجهيز للمناقشة، حيث يقوم أحدهم بالبحث عن نشأة الشخصية التي نتحدث عنها، إلى جانب شابِ اَخر يقوم بالبحث عما قدمه خلال مسيرته وهكذا، نقسم العمل ونتشارك فيما بيننا.
نرشح لك: أبرز 20 مركزًا ثقافيًا في مصر
5- صالون “شبكة” لا يستهدف شريحة معينة من المجتمع، ويقبل عليه شرائح مختلفة من أعمار متنوعة؛ تشمل الشباب وكبار السن، وهو أمر يسعدني جدًا.
6- لم أفكر في نقل صالون “شبكة” في أي من المحافظات الأخرى، خارج حدود الإسكندرية حتى الاَن، وأفضل استمراره في “بيرم وسيد” بشكل دائم.
7- الصالون يدفعني للإقبال على أشياء لم أنفذها من قبل وتعلم أشياء جديدة، مثل البحث بعمق أكثر في حياة أشخاص فنية أحببتها ولكني أغفل جزءًا من تاريخها أو مشوارها المهني.
نرشح لك: قائمة أسعار أحدث الإصدارات في 10 مكتبات بصيف 2018
8- انشغال الناس حاليًا بدرجة كبيرة خاصة الكتاب والمثقفين، وخوفهم من الالتزام بمواعيد ثابتة للمناقشات، يعد أبرز المعوقات التي تواجه تأسيس صالونات ثقافية،بالإضافة إلى صعوبة الاتفاق بشكل دوري مع ضيوف متخصصين في كل مجال، وتثبيت ترددهم على الصالون بشكل مستمر.
9- اعتقد أن توثيق جلسات الصالون بتصويره كمقاطع فيديو صغيرة؛ يتم نشرها عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”؛ تتيح فرصة وصل المحتوى إلى كل المهتمين به في أي من المحافظات الأخرى.
10- أتمنى أن يشجع “صالون شبكة” على انتشار فكرة إقامة صالونات ثقافية في كافة ربوع مصر وليس فقط في المحافظات الكبرى، كما أرجو من المهتمين بالمشهد الثقافي بالاعتناء بالحلقات النقاشية وتناول موضوعات متنوعة لجذب أكبر عدد من الجماهير خاصة الشباب.
حديث الكاتب والناشر كريم الشاذلي على هامش حفل توقيع كتاب “الملك والكتابة ” للكاتب محمد توفيق