دعا الدكتور خالد منتصر، الطبيب والإعلامي الشهير، لتبني نقابة الأطباء مشروع تدشين قناة طبية عامة، لمواجهة ما وصفه بـ”تجار الطب” على الفضائيات، مستشهدًا بأحد تجار الأعشاب الذي استطاع أن ينشئ 3 قنوات فضائية طبية تمارس الجرم الطبي على الهواء، حسب قوله.
وقال منتصر، خلال ندوة “العلم والعلم المزيف”، التي عقدت بصالون نقابة الأطباء، مساء أمس الأول، إن الإعلام الطبي في مصر يحتاج إعادة نظر من نقابة الأطباء وملاحقة “تجار الطب” قضائيًا وقانونيًا، لافتًا إلى أن ما وصفهم بـ”أصحاب العلم الزائف” أذكياء جدًا ومواجتهم ليست سهلة وتحتاج وقتًا طويلاً ومعالجة جذرية.
وشن هجومًا حادًا على التعليم الطبي في مصر، قائلاً:” بيعلمونا في كليات الطب ميكانيكا الجسم البشري، والطلاب بيقعدوا يفعصوا في المريض بلا قلب أو رحمة، من أجل تحصيل الدرجات” وذلك حسبما ذكر موقع جريدة الوطن.
وتابع:” العلم المزيف يقدم إجابات سهلة وفورية ويخدم احتياجات عاطفية قوية، بل يدعي السرية التامة ويوهم المواطنين بالكتمان، والعلم المزيف حل محل العلم الحقيقي، ما سيؤدي إلى هدم قدراتنا الثقافية”.
وتابع:” العلم الحقيقي هو الذي يسعى وراء التفاصيل وتجميع المعلومات، بينما العلم المزيف يعتمد على حقائق مفبركة، وأن العلم المزيف يتجه دائمًا للحصول على سلطة دينية أو عسكرية أو سياسية أو شرعية، بينما العلم الحقيقي لا يهتم بذلك”.
ولفت إلى أن العلم الحقيقي دائمًا يركز في معامله وأبحاثه ولا يثير انتباهه ما يحدث خارج معمله من مؤمرات خارجية، بعكس العلم المزيف الذي دائمًا ما يخترع المؤامرات لعدم استناده على ما يثبت صحة نتائجه، وتابع :” أصبحنا خارج مدرجات العلم وهي حقيقة مرة”.
من جهته، قال الدكتور محمود خيال، أستاذ الفارماكولوجي بطب الأزهر، إن مصر تعانى من عدم وجود إعلاميين علميين، مضيفا:” جلست مع أعضاء رابطة العلميين الإعلاميين العرب، ثم اكتشفت قمة تخلفهم”.
فيما ردت الدكتورة منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء، على منتقدى دور النقابة فى محاسبة نصابى الطب على الفضائيات، قائلة:” فرض على النقابات المهنية دور مزودج منذ نشأتها وهو الدفاع عن أبناء المهنة ومحاسبتهم فى نفس الوقت”.
وأضافت خلال الندوة:” اقترحت على النقابات الفرعية تأسيس مجلس طبي قومي على غرار المجلس الطبى البريطاني، يكون ممثلا فيه نقابة الأطباء وأساتذة الطب والقانون والطلبة، لرفع كاهل محاسبة الأطباء عن النقابة”.
وأضافت:” نعانى من قانون قديم وإجراءات طويلة، والرد على “مدعي العلم” طوال الوقت أمراً صعباً، نظراً لأن النقابة ليست لديها قاعدة بيانات دقيقة عن الأطباء المعتمدين”.