خلال شهر سبتمبر الجاري، شهدت السوشيال ميديا العديد من “الترندات”، التي أحدثت جدلًا واسعًا لأيامٍ، وانصرفت بعد انتهاء أثرها، أو اختطاف الأضواء منها من قِبل “ترند” جديد، وكان من بينها “الملاك“؛ الفيلم الأمريكي الذي تناول قصة أشرف مروان، صهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، من وجهة نظر إسرائيلية، وهو حدث جلل، ثارت من أجله الأوساط العربية وليس المصرية فقط، خاصة لتضارب ما جاء فيه مع المعروف عنه بأنه بطل مصري شجاع، قدم لمصر تضحيات كبيرة، وليس لإسرائيل كما زعم الفيلم المعروض على شبكة “نتفليكس“.
انتهى ترند “الملاك” سريعًا بعد يومين، خاصة بعدما ظهر بأداء وحبكة سينمائية ضعيفة، فعزف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن الحديث عنه واتجهوا لأمور أخرى، أكثر حداثة منه، إلا أن الأمر يجب أن يختلف كثيرًا عند العاملين في سوق الميديا، والمنشغلين بالتطورات الحديثة التي طرأت عليه، وكان “الملاك” إشارة دقيقة وقوية لمفهوم يطرق أبواب ثورة حداثية جديدة لمجال الإعلام وهو “التلفزة الذكية”، بمصطلحها العربي، أو (OTT-TV) كما تعرف علميًا وعالميًا، وهي عبارة عن نظام الاشتراك للمستخدمين المسجلين لمشاهدة المحتوى المقدم على المنصة موفرة الخدمة، سواء كان هذا المحتوى أفلاما سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية، أو برامج، أو حتى محتوى رياضي أو خبري أو موسيقي.
اسم “نتفليكس” ليس وليدًا، فقد اشتهرت الشركة وما تقدمه من خدمات لعشاق السينما تحديدًا الأجنبية، وكذلك الدراما التلفزيونية الغربية، ومؤخرًا بعد تعاونها مع OSN، صاحبة الحصريات العربية الأقوى، وبعد ذلك تعاقدها على شراء محتوى عربي من شركات إنتاج مصرية؛ أصبحت الترجمة الوحيدة لمصطلح “التلفزة الذكية” لدى المشاهد العربي، الذي يغيب عنه المنافسة الشرسة والضارية بينها وبين مقدمات نفس الخدمة الأخريات، من شركات ذات صيت عالمي، مثل iflix، وhulu، وغيرهما، وكذلك في المحيط العربي هناك “شاهد.نت” التي تقدم نفس الخدمة بعرض محتوى قنوات مجموعة MBC حصريًا عليها، بالإضافة لاستقطابها لمحتوى شبكات أخرى منافسة، مجانًا، وبعد نجاحها في استقطاب المشاهدين، وفرت منذ فترة وجيدة “شاهد بلس” الذي يعمل بمبدأ الدفع مقابل الخدمة.
أولئك المنافسون، ليسوا الوحيدين على الساحة حاليًا، فهناك “فيوكليب” المنافس الجديد، الذي يتسلل ببطءٍ في السوق العربية منذ 2016، وهي شركة عالمية رائدة في مجال الإعلام القائم على التكنولوجيا وتقديم خدمة الترفيه حسب الطلب إلى الأسواق الناشئة بما في ذلك الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وهي إحدى شركات شركة “PCCW” الإعلامية الشهيرة، والتي تقدم عدة خدمات منها “فيوكليب فيديو”، و”فيو لايف”، وألعاب “فيو كليب”، وأيضًا “فيو” الخدمة التي أطلقت في 2017 في الوطن العربي، بداية من الإمارات والسعودية والكويت والأردن ومصر ثم البحرين وقطر وعمان، لتضيف إلى مقرها الأساسي في ميلبيتاس، كاليفورنيا، ومقراتها الفرعية في سنغافورة وكوالالمبور ومومباي ودلهي وبيون وجاكرتا، مقرًا جديدًا للشرق الأوسط في دبي.
خدمة “فيو” التي أطلقتها “فيو كليب” في نهاية فبراير 2017، متوفرة في 15 سوقًا، بما في ذلك هونج كونج وسنغافورة وماليزيا والهند وأندونيسيا والفلبين وتايلاند، وبعد نجاحها الكبير في تلك الأسواق، ووصول عدد مشتركيها إلى حوالي 18 مليونًا، قررت إطلاقها في السوق العربية، والتمدد تدريجيًا في كلٍ من البحرين ومصر والأردن والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لتدخل السباق مع من سبقوها إليه، وحققوا نجاحات كبيرة في استقطاب المشاهد العربي، وأبرزهم بالطبع “نتفليكس”، على المستوى العالمي، و”شاهد.نت” عربيًا، ولكن هل تنجح؟
للوهلة الأولى، تكون الإجابة على السؤال “مستحيل”، فالأمر مستبعد خاصة لتعلق المشاهد العربي بالنجاحات الكبيرة التي حققتها المنصتين المذكورتين، فما المنتظر من خدمة وليدة تأتي من شرق آسيا لتستهدف الوطن العربي بمحتوى إلى الآن أسيوي، سواء هندي أو كوري، وقليل من العربي؟ مقابل ما يقدمه منافسوها في المنطقة؟ للإجابة على تلك الأسئلة، يرصد “إعلام دوت أورج” فيما يلي تتبعًا لخطوات “فيوكليب” قبل وبعد دخولها المنطقة العربية:
1- في عام 1998 أسس الريادي الهندي نيكهيل جاكاتدار، 4 شركات باع ثلاث منها، واحتفظ بالأخيرة لأنها “مسلية” بحسب وصفه آنذاك، كونها تعتمد على عرض مجموعة من أفلام “بوليوود” التي يعشقها لأنها تفصله عن ضغوطات الحياة المحيطة به، خاصة أنه كثير السفر بسبب عمله.
2- الشركة المفضلة لـ”جاكاتدار” كانت تحمل اسم (BlueApple.mobi)، والتي كانت عبارة عن تطبيق يعمل على الهواتف النقالة يبحث عن الفيديوهات داخل “يوتيوب”، واستمرت إلى عام 2006، ولكن بعد استحواذ “جوجل” على “يوتيوب” تم تغيير العلامة التجارية إلى (VUclip)، وبدأ الاستثمار الحقيقي فيها بداية من عام 2008، لتصبح الخدمة الرائدة في مجال عرض الأفلام على الموبايل في الأسواق النامية، حيث صرح وقتها نيكهيل، أنه يطمح بأن يكون (Netflix) المنتقلة للدول النامية، بتوفير خدمة مشاهدة المحتوى على الهواتف النقالة.
3- “فيوكليب” التي استهدفت الدول النامية، أي الأكثر فقرًا من أمريكا وأوروبا، كانت صاحبة رؤية دقيقة، من خلال إيمانها بأمرين، وهو الانتشار الكبير والواسع للهواتف النقالة، وبالتالي فإن تقديم خدمة مشاهدة فيديو مجانية عليها، ستكون مجدية، وسيزيد عليها الطلب، وأيضًا طبيعة احتياج الدول النامية لمشاهدة ذلك المحتوى والذي لخصه “جاكاتدار” وقتها في أمرين هما: الاعتماد على تقديم الخدمة في وجود سرعات محدودة مثل الموجودة في الدول المستهدفة، وأيضًا بسعرٍ زهيد، يحارب محاولات “القرصنة”، وقد نجح في ذلك.
4- بالرغم أنه في عام 2008 الذي شهد انطلاقة الشركة الحقيقية، تأثرت الكثير من المؤسسات الكبيرة بالانهيار المالي العالمي وجفت موارد التمويل عالمياً، وعد مؤسس “فيوكليب” مستخدمي الخدمة بمستقبل أفضل للأسواق التكنولوجية، وهو ما حدث بالفعل، فمنذ تلك اللحظة، إلى عام 2014، نجحت “فيو كليب”، من تقديم خدمتها لحوالي 7 ملايين مشترك في أنحاء العالم، من خلال شراكات إستراتيجيه مع أكثر من 200 أستوديو في العالم.
5- على مدار تلك الأعوام نجحت “فيو كليب” في توفير أفلام هوليوود، الأكثر شعبية عالميًا، وكذلك أفلامًا إقليمية تخاطب شرق آسيا، ثم برامج تلفزيونية، وكل هذا المحتوى توفر بـ20 لغة مختلفة، واستهدفت الشركة في ذلك الوقت بشكلٍ رئيسي المحتوى المناسب للشباب بين سن الـ 18 و الـ 25 عاماً في الأسواق الناشئة، نظرًا لأنهم أصحاب القوة الشرائية الأكبر، خاصة للمحتوى الترفيهي، والتي تزداد يومًا بعد يوم، ما ساهم في انتشار الشركة، وتواجدها في مقرات أخرى غير المقر الرئيسي في مدينة ميلبيتاس في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى وصلت إلى دبي، في الخطوة الأولى لاستهداف السوق العربية.
6- في تلك الآونة، كان على الطرف الآخر شركات أخرى بالطبع منها “نتفليكس”، و”آي فليكس” وآخرين، يسيرون في خطوط متوازية، ما دفع “فيوكليب” للتفكير في احتماليات الاستحواذ، أو أزمات عدم القدرة على التوسع، خاصة في الأسواق الكبيرة خارج أمريكا، مثل السوق الصيني العظيم، فقررت تأمين الدخول له، ببيع أغلبية أسهمها لشركة هونغ كونغ للترفيه والإعلام PCCW في مارس 2014، بعدما وقعت اتفاقًا مع شركة (IndoSat)، التي تخدم قرابة الـ55 مليون مشاهد في أندونيسيا، وفي نفس العام، قررت اختراق السوق العربية، بتأسيس مقر جديد في دبي؛ أصبح مكتبها الإقليمي لخدمة الشرق الأوسط وإفريقيا، من ثم عقدت اتفاقيات مع شركات تلفزيونية لبث برامجها من خلال خدمة “فيوكليب”، منها شركه MBC السعودية وشركة مزيكا ومجموعة قنوات ميلودي الترفيهية، وشمل الاتفاق مع الأخيرة عرض محتوى أغاني وأفلام نجومها مثل: نانسي عجرم، وسيرين عبدالنور، وخالد صالح، وهاني سلامة، وياسمين عبدالعزيز”.
7- في نهاية 2014، بدأت “فيوكليب” استقطاب السوق المصرية على وجه الخصوص، كأحد أهم الأسواق العربية، بعقد عدة اتفاقيات مع شركات إنتاج كبرى، منها “ديوان”، لتقديم منتجاتها في الأوساط الإقليمية العالمية التي تخدمها “فيوكليب”، وبعدها في 2015، كانت أبرز الاتفاقيات المبرمة مع شركة “السبكي” للإنتاج الفني، لتبدأ عرض أحدث أفلامها على منصتها وهي: “الحرب العالمية الثالثه” و”عش البلبل” و”الحرامي والعبيط” و”تتح” و”عبده موته”.
8- وفق ما أعلنته “فيو كليب” في أكتوبر 2016، في مؤتمر صحفي كبير، فإنها دخلت في شراكة إستراتيجية مع “أورانچ مصر”، سعيًا منها لمضاعفة جهودها في تقديم أفضل أدوات الترفيه، وأكدت وقتها أن مكتبتها تحتوي على 6000 أغنية مصورة لأفضل النجوم العرب، بالإضافة للأغاني العالمية، وكذلك عشرات الآلاف من الساعات من المحتوى الترفيهي الإقليمي والعالمي، مثل أحدث الأفلام العربية، والأمريكية، والهندية المدبلجة، والمسلسلات العربية المشهورة من جميع أنحاء الوطن العربي التي تشمل المسلسلات المصرية والسورية، والخليجية، والتونسية، وكذلك عدد من البرامج العالمية التي تبث لأول مرة في الشرق الأوسط، والتي تتناول الطهى، والسيارات، والمقالب الساخرة، والأزياء، مشيرة إلى إعلان خدمة “فيو” لأول مرة في مصر، والتي تمكن مستخدمي أورانج لمشاهدة كل هذا المحتوى مقابل 45 جنيهًا فقط في الشهر.
9- التعاون مع أورانج مصر، كان باكورة الاتفاقيات التي وقعتها “فيوكليب” بعد تعيين شريف دهان بمنصب مدير إقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشهرٍ، والذي اختارته نظرًا لدوره في تأسيس أول وكالة رقمية لتطبيق آليات الألعاب (Gamification) في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما شغل منصب المدير العام لشبكة “MSN” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمدير الإقليمي لشركة “لينك دوت نت” لمنطقة الخليج العربي.
10- في نهاية 2017، وصل عدد مشتركي “فيو كليب” إلى 21 مليوناً يتوزعون عبر 15 سوقًا، منها الدول العربية، خاصة أنها اتجهت تزامنًا مع توسعها الإقليمي لإنتاج محتوى ترفيهي خاص بها، وصل في ديسمبر 2017 إلى 3.000 ساعة من المحتوى العالمي، وقد لاقى ذلك قبولًا كبيرًا من المشتركين في الخدمة، ما دفعها للاهتمام بإنتاج المحتوى الخاص، وقررت إصدار أول مسلسل عربي خاص بها وهو “حب الطيبين” السعودي، بالتعاون مع شركة “يوتيرن” الترفيهية بمقرها في المملكة العربية السعودية.
11- مع دخول عام 2018، الذي شهد العديد من العوامل المبشرة لزيادة فرص النجاح أمام مقدمي خدمة “التلفزة الذكية” في الشرق الأوسط، نظرًا للتغيرات الكبيرة في سوق الميديا العربية، خاصة السعودية، بتطوير التلفزيون السعودي، وافتتاح سينمات بالمملكة لأول مرة، أعادت “فيوكليب” هيكلة إدارتها في الشرق الأوسط، بتعيين وجوهٍ جديدة، أبرزها وسام قطان، كنائب لرئيس المحتوى والتسويق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للشركة، وهو صاحب خبرة تصل إلى 14 عامًا في مجال التسويق الإذاعي والتلفزيوني، مع مؤسسات كبيرة مثل “MTV” العربية، و”روتانا”، و“MBC” و”كريتيف إيدج إنترناشيونال”، و”باراجون إنتيرتينمنت”، وأخيرًا “كويست” العربية، وقد صرح سلمان حسين، مسؤول الإيرادات الرئيسي في “فيو كليب”، وقتها بأن التعاقد مع “قطان” نظرًا لأن سوق الشرق الأوسط باتت ذات أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة للشركة، نظراً لاستعدادها لبث عدد من الأعمال الأصلية تلبية للطلب المتزايد على المحتوى العربي المتميز في المنطقة، ما يعني أنه سيخدم أهداف الشركة ويساعد في تحقيقها لإلمامه الواسع بقطاع أعمال البث والإعلام.
12- في حواره مع مجلة “digital studio.me” في مايو الماضي، كشف “قطان” أن الشركة اندمجت مع 3 شركات رئيسية في الشرق الأوسط وهي:FoxConn واحدة من أكبر شركات تصنيع الرقاقات النقالة، وHony capital شركة أسهم خاصة تستثمر الكثير في مجال الترفيه عبر مختلف الصناعات، وأخيرًا Temasek، واصفًا تلك الشراكة بأنها ستعطي “فيو كليب” المزيد من الوقود للوصول إلى جانب الترفيه من خلال خدمة “فيو”.
13- في نفس الحوار قال “قطان” إنه تم منح “فيو” جائزة التطبيق الأكثر تسلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2017 من قِبل Google، لافتًا إلى أنهم يستخدمون قاعدة المستخدمين في دراسة السوق، مشيرًا إلى أنهم خلال الفترة المقبلة يستهدفون 3 أسواق عربية هي بالنسبة لهم الأهم حاليًا، وهي المصرية، والسعودية، والإماراتية، مؤكدًا أنهم باتفاقهم مع شركة روتانا وديزر، قد حصلوا على غالبية الأفلام المصرية التابعة لها، بالإضافة إلى استهدافهم للدراما المصرية.
14- ما قاله “قطان” في الحوار السابق، يتوافق مع ما أعلنته “فيوكليب” في إبريل 2018، بعزمها إنتاج 70 عنوانًا جديدًا من المحتوى الخاص، بما يزيد عن 900 حلقة بحلول نهاية عام 2018، باللغة الهندية والصينية واللغات الإندونيسية والعربية، وقالت جانيس لي، العضو المنتدب في مجموعة بي سي سي دبليو ميديا، إن الشركة قررت الاهتمام وزيادة الضخ في الإنتاج الخاص، لما ناله من ردود أفعال إيجابية.
15- في رمضان 2018 عرضت منصة “فيو” أول ثمانية برامج وأعمال درامية عربية حصرية لشهر رمضان وهي: المسلسل السعودي “حُب الطيبين” وبرنامج “أزكى أكل في العالم”، والمسلسل الكوميدي عن عالم التواصل الاجتماعي “كليك”، وبرنامج “فروم ذي اند”، وبرنامج المقابلات بين الكبار والصغار”كاشف الأرانب”، وبرنامج الطبخ “كشتة”، والبرنامج الناقد للمسلسلات الرمضانية”ساليزون”، والموسم الأخير من مسلسل الكوميديا الاجتماعية “يوميات زوجة مفروسة”.
16- تزامنًا مع إقامة مونديال روسيا 2018، عرضت “فيو” البرنامج الكوميدي “واحد واحد”، من إنتاجها، وقدمه كل من أيمن وتار، من مصر، والفنان السعودي شاكر الشريف، للتعبير في مواقف كوميدية عن المنافسة العربية في كأس العالم، حيث لعب منتخب البلدين الشقيقين فيه، ولم يعرض البرنامج بحلقاته الـ11 إلا على “فيو”، وتم طرحه حاليًا مجانًا على التطبيق المتوفر على متاجر الأندرويد و”أبل ستور”.
17- في نفس فترة عرض “واحد واحد” الذي استهدف المشاهد المصري والسعودي، على السواء، وبأكثر المجالات اهتمامًا في الوطن العربي -الرياضة- أعلنت “فيوكليب” عن تعيين آيب شادي أبو النجا، كمديرٍ عام لمنطقة الشرق الأوسط، لقيادة استراتيجية نمو خاصة بالمنطقة لصالح خدمة “فيو”، حيث انتقل “أبو النجا” للشركة بعد 17 عامًا من الخبرة في مجال البث والمحتوى الرقمي على الإنترنت، حيث كان يدير أحد أهم منافسي “فيوكليب” في المنطقة العربية، وهي منصة “شاهد.نت”، وقد كان أحد العاملين في مجموعة MBC لما يقرب من 10 سنوات، وآخر ما شغل فيها منصب مدير الأعمال الرقمية.
18- عن اختيار آيب قال سلمان حسين، رئيس شؤون الإيرادات في الشركة أنه جاء لتحقيق توسع خدمة “فيو” السريع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة في المرحلة الحساسة التي تمر بها الشركة، بسبب انتشارها في الوطن العربي، وإنتاج أعمال عربية خاصة بها.
19- ذلك الانتشار الذي ذكره رئيس شؤون الإيرادات في الشركة، يمكن ملاحظته مؤخرًا، بوجود “أبو النجا” على منصة إحدى الحلقات النقاشية، ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، يوم الاثنين الماضي، عن المحتوى الرقمي، في حلقة بعنوان “من الخلق إلى الحصول على التمويل”.
20- الجدير بالإشارة أن “فيو” الخدمة التي تقدمها “فيوكليب” متوفرة لجميع الهواتف الذكية على المتاجر الخاصة بها، باللغة العربية، بالإضافة لتقديمها عدة لغات لترجمة المحتوى المتواجد عليها منها العربية، بالإضافة لإمكانية اختيار السرعة المناسبة، وبسعر اشتراك شهري 2 جنيه استرليني أي ما يقارب 45 جنيهًا، لكافة شبكات المحمول، بنفس السعر الذي أعلنت عنه الشركة في 2016، وقت عقد اتفاقيتها مع “أورانج مصر”.
كنتيجة لتتبع خطوات “فيوكليب” في المنطقة العربية منذ 2014 تقريبًا، يمكن الوصول لنتيجة مهمة، وهي أنها بالفعل ستصبح خلال الفترة المقبلة منافسًا قويًا لكافة مقدمي خدمة “التلفزة الذكية” في مصر، وذلك لعدة أسباب يمكن اختصارها مما سبق ذكره فيما يلي:
1- الخطوات المدروسة منذ البداية للأسواق الدول النامية، كما وصفها مؤسسها وقت إنشائها، واعترافها بقوة منافسها الأكبر (Netflix)، بتصريحه بأنه يريد أن تكون “فيوكليب” مثلها لكن للدول النامية فقط.
2- تقديم الخدمة بما يتناسب مع هدفه الرئيسي، بتقديم لغات الدول التي يستقطبها، بتحديد سعر زهيد بالمقارنة بباقي الخدمات المشابهة -45 جنيهًا فقط- وتزويد الخدمة بسرعات إنترنت محدودة، يمكن الاختيار منها، والأهم أن كلا الأمرين يخدم فئة الشباب المستهدفة فعليًا من 15 لـ 25 عامًا.
3- ضم عناصر قوية لها خبرة كبيرة في السوق العربية، وقد عملوا من قبل في أماكن منافسة، وساهموا في إنجاحها بالفعل.
4- التعامل مع كبرى الشركات المقدمة للخدمات الترفيهية في مصر والوطن العربي، وتحديد 3 أقطار رئيسية للمنافسة، وهي التي تشهد فعليًا في الوقت الراهن لتغييرات كبيرة وملحوظة، على اختلافها، في مجال “الميديا”، والترفيه.
5- خوض تجربة الإنتاج الخاص، ولكن بعد دراسة السوق جيدًا، مع تقديم محتوى من إنتاج شركات أخرى كبرى، كثير منها مجاني.