أمر غريب يحدث لم أشهده من قبل وهو غاية فى الخطورة وتحت مسميات عدة.. عندما خرجت على شاشة التليفزيون وقلت إنى أرى أن الرئيس السيسى يجب أن يصطحب معه زوجته كما تقتضى البروتوكولات، بعدما كسرت زوجة الملك فيليبى البروتوكول وحضرت مأدبة على شرف الرئيس السيسى لأنه كان من المفترض ألا تحضرها، بما أن زوجة الضيف المحتفى به لم تحضر.. وبعد أن قلت رأيى وجدت نوعين من ردود الأفعال كلاهما سلبى. أولهما أن هناك أناساً سألوا باندهاش شديد هل فعلا قلت هذا؟ وكأنى جرؤت على قول ما لم يكن من المفترض أن أقوله مع أنى فى نفس الوقت تسلمت رسائل تأييد لرأيى ولكن على البريد الخاص أى لم يجهروا برأيهم. والجزء الثانى رافض تماماً للفكرة من منطلق أن السيدة الأولى يجب ألا يكون لها دور أصلا.. وفى رأيى الجزءان استغربهما بشدة ويستحقان التوقف أمامهما. أولا من المفترض ألا يكون هناك موضوع لا نستطيع مناقشته، ولا يجب أن تكون هناك حساسيات وإن وجدت يجب أن يتم تجاوزها فالقواعد معروفة ونكتفى بتطبيقها.
البروتوكول يقول إن على زوجة الرئيس مرافقته فى رحلات بعينها، والدليل أن الرئيس عبدالناصر الذى كان الأكثر حرصاً على عدم ظهور زوجته معه كان يصطحبها معه فى رحلاته الخارجية دوما، وهناك الكثير من الصور التى تظهر هذا الأمر. ونحن نتحدث عن أكثر من ثلاثين سنة مضت!! الأمر الثانى أنه لماذا يجب تجنب فتح الموضوع أصلا؟ لأن البعض يخشى من المقارنة مع السيدة سوزان مبارك وبالتالى يتهم بأنه فلول أو مناوئ للنظام القديم، وهناك أمران أولهما: ألا أستطيع أن أكون منتمية للحق فقط دون انتماء لأى نظام؟
الأمر الثانى خاص بالسيدة سوزان مبارك، فهذه السيدة قدمت الكثير لمصر، فهى صاحبة فكرة مكتبة الإسكندرية، والقضاء على شلل الأطفال والقراءة للجميع والمجلس القومى للمرأة التى تدهورت أحوالها كثيراً خلال السنوات الأربع الأخيرة، فعاد الختان بشكل أقوى وانتشر النقاب أكثر وحقوق المرأة تضيع أكثر فأكثر، فالمرأة أول ضحايا الظروف السياسية والاجتماعية، وهو أمر مسلم به عالميا. وفى عودة إلى ما بدأت به أقول ما قلته قبلا فى مقال سابق وكان تحت عنوان «زوجة المسؤول» لا بد من وجود قانون أو بروتوكول يحدد مهام زوجة رئيس الجمهورية، فهى ليست مجرد ست بيت عادية، هذا أمر، والأمر الآخر إن كنا فعلا نهتم بالمرأة ونعترف بها كنصف المجتمع أعتقد أن عدم مشاركة السيدة الأولى فى المهام البروتوكولية يجعلنا نظهر أمام العالم وكأننا لا نعترف بدور المرأة.. طبعا سيخرج الكثيرون ليقولوا لى اللى «اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى» وعليهم أرد أنتم تحاسبون السابقين على ما افترضتم أنها فى نياتهم بمعنى أنه لم يحدث التوريث فعلا.. لو كان حدث فهنا نحاسب ولكن كل اللوم على شهادات لغير المعنيين بالأمر ومحاسبة على النيات.
أنا أودّ لزوجة الرئيس أن تكون واجهتى كامرأة تجعلنى أشعر بأن زوجها يقدس المرأة ويقدس دورها.. ومحدش يقول لى دورها تقعد فى البيت تربى الأطفال.. فهذا دور واحد من أدوار عدة.. وربنا يجعل كلامى خفيف يارب.
نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”
اقرأ أيضًا: