● سألوني عن مواصفات القائد أو المدير الناجح، فأجبت ببساطة من خلال فيلم “وإسلاماه”، القائد أو المدير الناجح لازم يكون شخصية تحمل وجهين، الأول “أيبك” في الفيلم وأدى دوره باقتدار عماد حمدي، الحكيم المُسَالِم الطيب الهادي الوديع، والثاني “أقطاي” في الفيلم وأدى دوره باقتدار محمود المليجي، المَهِيب الصارم الحاسم المِقْدام الجريء، والقائد أو المدير يدير أول ما يدير فريقاً من البشر مختلفي الأنماط الشخصية، ولابد في إدارتهم أن يكون أحياناً “أيبك” وأحياناً أخرى “أقطاي”، ويتوقف نجاحه في إدارتهم على شطارته في متى يكون “أيبك” ومتى يكون “أقطاي”، وقتها يحقق القائد أو المدير المعادلة الصعبة، مَنْزِلَة الهَيْبَة والاحترام والحب في قلوب مرؤسيه.
● واقعة فيديو الطفل الباكي في أول يوم دراسة له بأحد فصول رياض الأطفال حملت العديد من الدلالات المؤلمة، أولها وأهمها أن السوشيال ميديا هي الحاكمة بأمرها الآن في توجيه الرأي العام، والثانية أن معظم القائمين على العملية التعليمية في مختلف المراحل “دقة قديمة”، ولا يواكبون بأي حال من الأحوال طموحات الوزير طارق شوقي، والثالثة أن روح الاستخفاف والسخرية وسلوك النميمة والفضيحة وشخصنة الرؤى والأفعال، جميعها أصبحت غالبة في نفوس المصريين، وإلى حد دخول مزاد الكوميكس على حساب نفسية طفل عايز ينام ليس إلا، لا أستبعد وقوف الفَسَدَة المستفيدين من استمرار أوضاع التعليم مُتَرَدَيَة على ما هي عليه وراء الواقعة المشينة.
نرشح لك: ياسر نبيل يكتب: أستاذي أحمد ممدوح.. صاحب القلب الكبير
● مر علينا الأسبوع الماضي اليوم العالمي للزهايمر، أحد أوجه الخَرَف التي تصيب الإنسان مع دخوله على مشارف الشيخوخة، ولا يخفف من خطر الإصابة بالمرض، إلا أنماط الحياة الصحية قبل أن يتقدم به العمر، ومنها ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لتحفيز القدرات الذهنية، والتواصل الاجتماعي الحي مع شبكة من الأصدقاء والأقارب بعيداً عن تطبيقات التواصل الرقمية، النظام الغذائي الصحي مع التركيز والحرص على الخضروات والحبوب الكاملة والأسماك، النشاط الذهني المتواصل من خلال القراءة وتعلم بعض الأنشطة والمهارات الجديدة، والنوم لوقت لا يقل عن ثمان ساعات يومياً للحصول على الراحة اللازمة، التعايش مع مرض ألزهايمر ممكن إذا تلقى المريض الرعاية اللازمة في منزله.
● “كانت فكرة لمعت في ذهن السيدة آسيا قاسم الأمين العام للمنتدي الاجتماعي للثقافة العربية، وتَحَمَسْتُ لها كمحاولة لإحياء إطار ثقافي عربي عام بشكل غير إقليمي، وعندما عَرَضَتْ علي الفكرة وافقتُ عليها، فأسْرَعَتْ إلى تنفيذها واستخراج التراخيص اللازمة لها من لبنان، ولكننا أجلنا إطلاق الأنشطة العامة إلى أن ننطلق من القاهرة”… هكذا كشف الدكتور يوسف زيدان عن “منتدى يوسف زيدان للثقافة العربية” المنطلق بالقاهرة منذ أيام، وحينما قرر أعضاء المنتدى إطلاق جائزة له قيمتها مائة ألف جنيه، أصر زيدان أن يكون أول بلد يستفيد منه هو مصر، المنتدى يطرح من جديد أهمية دور النخبة العربية في رفع وعي وتشكيل وجدان مجتمعاتهم.
نرشح لك: بعد تكريمه في “كان” و”الجونة”.. 5 أخطاء وقع فيها مخرج “يوم الدين”
● قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟.. فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ؟.. وماذا يقرأ؟.. في مقاله بجريدة الأهرام حكى د. أحمد زايد أنه انتظم منذ أكثر من عشر سنوات مع مجموعة من الأصدقاء والشباب من محبي القراءة في جلسات أسبوعية أطلقوا عليها “منتدى القراءة”، ومنذ خمس سنوات قاموا بتسجيل المنتدى كجمعية أهلية، والآن يطرح زايد مبادرة نحو إطلاق مشروع قومي للقراءة، يفتح الطريق لتحريك الرمال الراكدة في المجال الثقافي، بإطلاق مجموعة من المسابقات القومية الكبرى في مختلف المجالات الثقافية، وبحيث يشارك بها المجتمع المصري في مجموعه، مبادرة د. أحمد زايد تتزامن مع مطلع الموسم الدراسي الجديد، وتستحق اهتمام الوزارات ذات الصلة.
● “لا يمكن الاطمئنان على أي مستقبل ما لم تكن هناك رؤية تحكم الخيارات والسياسات وتتسق مع حقائق عصرها واحتياجات مجتمعها”.. “التجريف الذي حصل في مصر والقحط الذي نال من الأفكار والبشر والطموحات أوصلنا بعد سنين طويلة لسؤال الوجود – نكون أو لا نكون”.. لم تكن هذه إلا بعض وصايا هيكل قبل أن يلاقي ربه، والتي طرحها وغيرها عبد الله السناوي بجريدة الشروق في ذكرى ميلاد الأستاذ الخامسة والتسعين الأحد الماضي، محمد حسنين هيكل أحد أربعة في تاريخ صاحبة الجلالة المصرية مع محمد التابعي وفاطمة اليوسف ومصطفى أمين، فعلوا كل شيء في الصحافة على حد رؤية الكاتب الصحفي محمد توفيق، وأتفق معه.
● لا يمكن تجاهل وفاة مفكر بقيمة الدكتور جلال أمين، ولا مُنْتِج فني بقيمة سمير خفاجى، الأول أخلص في رسالته في قراءة حراك المجتمع المصري على مدار سنوات طويلة، حتى أنه سبق الآخرين في إجابة سؤال حير الكثيرين “ماذا حدث للمصريين؟”.. والثاني أخلص في رسالته في التفاعل مع هذا الحراك من خلال مُنْتَج فني راق قام في الأساس على البهجة، كافة فروع وأوجه الثقافة والفنون تشكل في مجموعها المقياس الحقيقي لتحضر أي مجتمع، وهي التي تقوم في الواقع بتحرير دفتر أحوال الوطن وأهله بحلوها ومرها، أمثال أمين وخفاجى حاضرون وإن غابوا بما تركوه من بصمات ساهمت في تشكيل وعي ووجدان أجيال.