أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (15).. المخلصاتي

المخلصاتي
نستكمل حديثنا اليوم حول مهنة (مدير الإنتاج).. وهو الشخص الذي يقوم بإدارة العملية الانتاجية لتخرج بسلاسة ويسر وبدون مشاكل .. ومهمته بكل بساطة هي ألا يشعر أحدمن العاملين بالمكان بوجود أي مشكلة من أي نوع، بدءاً من توافر المياه المعدنية والعصير، وليس انتهاءاً بالتصرف في الأزمات المادية المباغتة التي تقابل فريق التصوير سواء كان خارجياً أو داخل الاستديو… وهم كما ذكرنا أنواع وأصناف ودرجات.

 
مدير الانتاج الخارجي
هو لقب يمكن اعتباره كترقية لمن يقوم بهذا العمل، ففي واقع الأمر يكون هذا الشخص “منفذ” أو “مساعد” إنتاج ، يقذف به “الكبار” يومياً إلى الشارع ليقوم بإدارة أوردر التصوير.. يتسلم المعدات، يتسلم العهدة – وهو مبلغ مالي محدد يتم دفعه كمصروفات ونثريات وإكراميات أثناء التصوير- ، كما انه في بعض الأحيان يتسلم كارت شحن بعشرة لنفسه، لقاء إجراء المكالمات الهاتفية الضرورية اثناء التصوير .
ويتعامل هذا الشخص مع الشرطة، حيث يتطلب التصوير في الشارع تصريحاً أمنياً، تصريح دوماً ما ينتهي العمل به بأسرع مما يجب، أو تصريح خاص بمحافظة القاهرة أثناء التصوير في الدقي، أو تصريح لمحافظة الجيزة أثناء التصوير في ميدان التحرير، ودور منفذ / مساعد/ مدير الإنتاج هنا هو أن يقوم بإقناع رجال الأمن بأهمية العمل وقيمته التي تعلو على قيمة التصريح.
التصريح نفسه له إجراءات يقوم بها رجال الإنتاج
التعامل مع الشاب اللطيف الذي يشير للكاميرا دوما أثناء التصوير لكي تراه الحاجة في البيت، هو مهمة رجل الإنتاج
السيطرة على الأجواء الحارة بالشوارع من خلال المياه والعصير، هي مهمة رجل الإنتاج.
التأكد من تسجيل المادة المصورة على شريط أو كارت ذاكرة صغير ووصول المادة إلى غرفة المونتاج هو من مهمام رجل الإنتاج.
ومنفذ الإنتاج الخارجي، يتبع إدارياً أكثر من يتلقى إتصالات هاتفية بالمحطة، وهو مدير إدارة الانتاج الخارجي… وياله من رجل.

 
مدير إدارة الإنتاج الخارجي
ألو.. هي أكثر كلمة يرددها هذا الرجل في يومه، عليه ألا يترك هاتفه إطلاقاً .. يرد على الجميع بثبات وهدوء، ويقوم بحل النزاعات الشخصية بين رجال الاستديو ورجال الشارع، وبين رجال الشارع والأمن، بين رجال الشارع وبعضهم البعض، يقوم بتوزيع الأوردرات على رجاله، فهو يحدد – بشكل عام- من من رجاله سينزل هذا الأوردر أو ذاك بشكل يومي، متواصل، بلا انقطاع… مهنة غاية في الصعوبة، عليه الكثير من الضغوط، ومن اساسيات وشروط هذا الرجل أن يكون (صايع) بالمعنى الجيد للكلمة.. أن يكون قد قابل طوال تاريخه المهني مئات المواقف الصعبة وأن يعلم جيداً .. كيف يتصرف في هذا الموقف أو ذاك… وهكذا يحصل على منصبه، هكذا يحافظ عليه.

 
وللأستديو أيضاً رجال
بنفس الشكل الهرمي، مساعد إنتاج ومدير إنتاج، ستجد دوماً من يساعدك في الاستديوهات المغلقة، وهؤلاء يضطرون إضطراراللتعامل مع موضوع غاية في الصعوبة والسخافة وهو “سيارات الضيوف” ومواعيدها.. فالاستديو يقع غالباً داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، والمدينة في مدينة السادس من أكتوبر.. ومعظم ضيوف المحطات لا يفضلون القيادة للمدينة، وبالتالي يحتاجون سيارة من/ إلى الاستديو.. وهذه هي المهمة الأصعب لرجال الإنتاج.
التعامل مع السائقين والسيطرة عليهم.. متى ستتحرك السيارة، متى ستصل للضيف، متى سيصل الضيف الاستديو، ماذا سيشرب في الاستراحة، متى سيدخل الاستديو، ومتى سيغادر المدينة؟؟؟
ماذا عن سيارات الموظفين التي تتحرك في مواعيد ثابتة – إن وجدت- ؟
لماذا تأخر الماكيير؟
أين الكوافير الشاطر؟
محتاجين ورق للبرينتر
محتاجين كام كيلو شاي وقهوة من المخزن
المذيعة الفلانية تأخرت… المذيع الفلاني لم يرتدي ملابسه بعد… العامل المسئول عن كذا اختلف مع رئيسه أو مع زميل له في كذا .. الخ.
إنها مهنة السيطرة على الأمور.. مهنة المخلصاتي الذي يتعامل مع الروتين والأوراق والتصاريح والسيارات والمواعيد .. الرجل الذي يحمل “تروس” المكان على كاهله ويجب ألا تزل قدمه إطلاقاً وإلا وقع الجميع.
لكم المودة بلا حدود.

تواصل مع الكاتب عبر فيسبوك من هنا

تواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا

اقرأ أيضًا:

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (14).. حــلَال الــعُـقَد

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (13).. سكان الـ M.C.R .. الصنف الثاني

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (12).. سكان الـ M.C.R .. الصنف الأول

 أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (11).. الإخوة المراسلون

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (10).. و ما أدراك ما الخارجي

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيس بوك من هنا