أن تكون عاملًا بالمجال الإعلامي المصري حاليًا، فبالضرورة تنتابك حالات من القلق بين الحين والآخر، بشأن إمكانية فقدان وظيفتك أو الاستغناء عنك بين ليلة وضحاها، في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها السوق مؤخرًا، لذا نقدم لك مجموعة من النصائح التي تساعدك على عدم خسارة وظيفتك، أو على الأقل إدراك متطلبات المهنة مما يتيح لك فرصًا أفضل للعمل في أماكن أخرى.
1- إجادة اللغة الإنجليزية
إذا كنت لا تتحدث سوى العربية فستظل مقيد الثقافة، ومحدود الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الإعلام، فالغرب سبقونا بمراحل في الصناعة الإعلامية، خاصة في ظل الانفتاح الهائل الذي يشهدونه في كل المجالات؛ لذا كونك لا تتقن الإنجليزية فسيكون من الصعب عليك الاطلاع على الإعلام الغربي ومتغيراته ومتطلباته، واختيار ما يتوافق منه مع صناعتنا، وما يختلف عنها. لا سيما وأن الصحافة والإعلام في العالم العربي عادة ما يتبنيان مواد مترجمة من الإنجليزية، ويرجع هذا إلى قلة المواد والنظريات المنتجة محليًا.
وبالإضافة إلى كَون اللغة ستساعدك على زيادة إدراكك للمتغيرات الحقيقية حول العالم، إلا أنها مهمة أيضًا في اختيارك للعمل محليًا وخارجيًا، فهي بوابة الخروج لفرص العمل خارج السوق المصرية.
2- التثقيف الإعلامي
التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم الغربي على مدار السنوات العشر الأخيرة، فرض تغيرات جذرية على صناعة الإعلام، مهددًا المؤسسات والمنصات التقليدية بالاندثار إن لم تواكبه وبنفس السرعة. لذا زادت الأعباء والمسؤوليات على القائمين على السوق الإعلامية، سواء فيما يتعلق بتقديم محتوى إبداعي تنافسي يجذب القارئ، أو في مواجهة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي عمومًا، والتي أصبحت الأكثر جذبًا للجمهور على اختلاف طبقاته وثقافاته.
لذا كونك أحد العاملين في مجال الإعلام ينبغي أن تكون على دراية تامة بذلك الأمر، فتعمل على زيادة ثقافتك ومعلوماتك عن المجال الذي تعمل فيه من خلال الاطلاع على الإعلام الغربي، ومشاهدة البرامج والقنوات العالمية ومحاولة تحليل ما تقدمه من محتوى، وطريقة عرضه، بالإضافة إلى ضرورة القراءة في المجال نفسه، لا سيما عن التحول من الإعلام التقليدي للإعلام الرقمي، ومتابعة المقالات الحديثة عن تطورات الصناعة أولا بأولا، وغيره مما يفيدك مهنيًا ويفيد المؤسسة التي تعمل بها.
3- زيادة المهارات
اللغة ثم الثقافة ينبغي أن يتبعهما اكتساب حقيقي للمهارات، فكونك تدرك الوضع الإعلامي ومتطلباته وتطوراته لا يعني بالضرورة أنك قادر على تنفيذ الحلول بنفسك، فنظريًا الأمر مفهوم لك، لكن عمليًا سيحتاج الوضع لمزيد من الجهد والتدريب والصبر على اكتساب الخبرة، لتنتقل من المرحلة المعلوماتية إلى مرحلة الترجمة العملية لما تعلّمته، فيؤدي ذلك إلى تطويرك للعمل داخل المؤسسة التي تعمل بها، فتزداد أهميتك وحاجتهم إليك، كما تزيد من فرص الاستعانة بك في مؤسسات الميديا المنشأة حديثًا.
4- إدراك سياسات الواقع
كونك واسع الاطلاع ومثقف وماهر في مجالك لن يجعلك ذلك في مأمن من خسارة وظيفتك، إن لم تكن مدركًا للتغيرات التي تحكم المجتمع، لذا نفذ من مهاراتك “الكثيرة” التي تعلمتها، القدر الذي يتواءم مع المؤسسة التي تعمل بها، فليس كل ما تعرفه يصلح تنفيذه أو “يُسمح بتنفيذه”، فالاختلاف شأنه واسع هنا بين المؤسسات الإعلامية، فضلًا عن ضرورة إدراك الأجواء السياسية والثقافية القائمة، ومدى تأثيرها في صناعة الأخبار، واتخاذ القرارات، فتكون واعيًا لأطر العمل المسموح لك بتنفيذها. خاصة وأن المُنتَج الإعلامي يتم التعامل معه باعتباره سلعة تخاطب الوعي، لكلٍ منها ثمنه. هذه السلع تتعرض لتغيرات ومتطلبات ينبغي أن تكون متفهمًا لها وفقًا للبلد الذي تعيش فيه، بما لا يخل بمهنيتك قدر الإمكان.
5- توسيع دائرة العمل
بعد تنفيذك للنصائح السابقة ستدرك أننا حقيقةً نعاني من تخمة في عدد الإعلاميين والإنتاجيين، وأن السوق الإعلامية أوسع بكثير من أن يتم حصرها في الفرص المتاحة داخل مصر فقط، لذا اكتب سيرتك الذاتية باللغة الإنجليزية، واستخدم كل المواقع التي تساعد على إيجاد وظائف خارج مصر، وتيقن أنه كلما زادت مهاراتك وإمكانياتك كلما زادت الفرص المتاحة لتوظيفك.
6- اكتساب العلاقات
في الحقيقة الأمر لا يعتمد على المهارات والتوازنات فحسب، بل على العلاقات المكتسبة أيضًا، وهذه ليست نصيحة بقدر ما هي توضيح لوضع قائم يجعلك تدرك مدى أهمية صناعة شبكة علاقات قوية، تقوي من مكانتك وتسهل عليك الانتقال من مكان لآخر، إذا ما واجهتك أزمات في مؤسستك الحالية، وهذا الأمر يعتمد على ذكائك ومهاراتك الاجتماعية في التعامل بالتأكيد.