قادني حظي السعيد اثناء آخر زياراتي للمحروسة إلي جلسه جميله مع مجموعة مختاره من الأصدقاء ما بين شعراء و ناشرين و مصممي أغلفه وبلوجرز علي واحده من أشهر مقاهي وسط البلد و هو مقهي “زهرة البستان”.
و لمن لا يعرف مكانها فهو يقبع بالممر خلف المقهي الأشهر “ريش” أحد علامات شارع طلعت حرب و ملتقي مبدعي الستينات و الذي توفي صاحبه من ساعات قليله و لا ندري ما سوف يحدث لهذا المقهي العريق “ريش”
ما بين “قفشات” الأصدقاء و ضحكاتهم و التورته الكبيره التي لا أعرف حتي الآن كيف استطعنا تقطيعها و تناولها بدون أي امكانيات تذكر تنقّل الحديث مابين مشاكل الشعر و الأدب و النشر و الأغلفه و الفيس بوك مرورا بأطرف ماصادف كل منا من مواقف ضاحكة احيانا و محرجة غالبا وصولا الي من سيجد في نفسه الجرأة للتصدّي لموضوع “الحساب”
كان كل شيء ساحرا من الجو المحيط الي اختلاف الرواد من حولنا سناً و اهتماما و فكرا، إلا أن شيئا واحدا كان ناقصا و منغّصا في آن واحد..
اجتهدت كثيرا لأعرف ما هو هذا الشيء الناقص دون جدوي، فعلا استمتعت بالجلسة بكل تفاصيلها فما هو هذا الشيء؟
اثناء رحلة العوده الي الفندق، صرخت داخل نفسي (وجدتها)… إنها ” الكراسي البلاستيك”…
ذلك المخلوق البغيض الذي أكرهه برداءة صنعته و شكله المستعار و خطورة الجلوس عليه لأوزان معينه و قد يصل معدل خطورة الجلوس عليه انك قد تكون ذو وزن مناسب تماما للجلوس في أمان تام حتي يوزّك الشيطان أو أحد الأصدقاء لجلب بضعة ساندويتشات من مكان قريب لتجد نفسك بعد تناولها و قد زاد وزنك بضعة جرامات عرضة لافتراش الأرض فوق هذا المخلوق اللعين بعد ان فقد فجأة أحد دعاماته الأربعة و تركك عرضة لضحكات المحيطين و محاولاتك “لتنفيض بنطلونك”
قررت لحظتها كتابة هذا المقال مطالبا الحكومة ان تصدر مايحلو لها من قوانين منظمة للإقتصاد و التجاره و الانتخابات و الامتحانات دون أن تنسي اصدار قانون يمنع الكراسي البلاستيك تماما من مقاهينا و فرض غرامة كبيره علي من لا يستبدلها فورا بكراسي خشب ذات الشكل المصري المشهور التي ابدا مهما تناولت من وجبات تمنحك متعة “اللّغوصه” ستتحمل وزنك الذي زاد و ستكون أصيله معاك حتي آخرالقعدة
اترككم مع بعض أبيات من قصيدتي (التكشيرة) التي تقول…
أنا عاوز قعدة مع صحابي
ماتكونش علي كراسي بلاستيك
انا عاوز حضنك و غلاستك
طعمك
ريحتك
صوتك
عيشك
طيبتك
و شقاوة أبلستك…. يا مصر