مصطفى شحاتة : سيادة الرئيس لسنا دولة مدنية ولا عصرية

نقلا عن جريدة المقال
أكثر ما أثار دهشتى فى المتابعة الصحفية لزيارة الرئيس السيسى إلى إسبانيا، خلال الأيام الماضية، هو قوله: نسابق الزمن لبناء دولة مدنية عصرية، المنشور فى الصفحة الأولى من أهرام الجمعة الماضى، فرغم أن التصريح تحدث عن الدولة التى ننشدها جميعًا وليس السيسى فقط، فإنه احتوى على ثلاثة أشياء أساسية، وللعلم هى غير حقيقية بالمرة على الأقل بعد أن مرّ على رئاسة السيسى لمصر أكثر من 10 أشهر، ولنفند كلمات هذا التصريح اللافت جدًّا رغم أهمية أمور أخرى حدثت فى الزيارة.

 
الأول: «نسابق الزمن»، كلمتان غير حقيقيتين بالمرة، نحن لا نعرف فكرة السباق أصلًا، وأقل ما يمكن ذكره فى ذلك هو الانتخابات البرلمانية، التى كانت قد قاربت على الانعقاد، ثم حكم بعدم دستورية مواد قانونها، وتشكلت لجنة لإعادة صياغة هذه القوانين مرة أخرى، وحتى الآن لم تستطع اللجنة الانتهاء من هذه المهمة، وبينما كان رئيس الوزراء يقول إن الانتخابات قبل رمضان، خرج الرئيس بنفسه ليؤكد صعوبة ذلك، وأنها «بعد رمضان»، فأى سباق للزمن يتحدث عنه الرئيس؟، إذا كنا أخذنا أكثر من 10 أيام لمعرفة المتسبب فى تلوث مياه الشرب فى الشرقية، وإذا كنا تفاوضنا لأيام فى أن ننفذ التوقيت الصيفى أم نؤجله، وربما الشىء الوحيد الذى نسابق فيه الزمن فعلًا، هو مشروع قناة السويس الجديدة، وهو منذ بدايته كان مثالًا على هذا الأمر، من جمع الأموال اللازمة فى 9 أيام، إلى الإصرار على إنهائه فى عام واحد فقط، والمشروع بالفعل قارب على الاكتمال طبقًا لتصريحات اللواء مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس.

 
الثانى: «دولة مدنية».. هذه مشكلة أخرى فلا يمكن لنا أن نتفوه بهذا القول، ونحن لدينا أحزاب دينية قائمة وتمارس عملًا سياسيًّا حرًّا وبرعاية الدولة نفسها، حزب النور وأحزاب أخرى ما زالت موجودة، ودولة وحكومة السيسى تتعاملان مع السلفيين ويتم استقبال رجالهم فى مكاتب الدولة الرسمية، بل وصلت الأمور فى الفترة الأخيرة إلى حوار بين الدولة وبعض رموز الجماعات الإسلامية حول المصالحة مع الإخوان وغيرها من الأمور، ثم كيف لدولة مدنية أن ينتفض بعض من فيها ضد قيام مجموعة من الأشخاص بجمع توقيعات لإنشاء أول حزب علمانى فيها، أليس قيام حزب ينتصر للأفكار العلمانية دليلًا دامغًا على الدولة المدنية المنشودة، ياسيادة الرئيس.

 
الشىء الوحيد الذى يدل على كوننا دولة مدنية هو دستور 2014 الذى يحظر قيام أحزاب على أساس دينى، لكننا طبعًا لا يمكن أيضًا أن نعتمد على الدستور فى القول إننا دولة مدنية؛ لأننا – وأقصد هنا الدولة كلها- لم نحترم هذا الدستور، وألقينا به فى أقرب درج بعد أن تم التصديق عليه.

 
الثالث: «دولة عصرية».. وهل هناك دولة أساسًا يصل حمار فيها إلى داخل أهم وأكبر مطاراتها، بينما يجد الشخص منا صعوبة فى أن يصل بجسده إلى بوابة المطار وهو مسافر، وربما يتأخر على طائرته؛ لأنه توقف طويلًا فى طابور السيارات الداخلة إلى أرض المطار المؤدية إلى صالات السفر، أن يقول رأس هذه الدولة إنه يسعى ليجعلها عصرية!.

اقرأ أيضًا:

مصطفى شحاتة: أبلة فاهيتا.. تسقط من الدوبليكس

 ظروف صحية وراء غياب سيد أبو حفيظة

تامر عبد المنعم لمحمود سعد : أنت صناعة مبارك

تفاصيل القناة المغمورة التي تعرض مباريات الأهلي والزمالك

 ‫كاميرا جمال مبارك في الأهرامات…بكام ؟

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا