أثارت جريمة قتل وقعت في بلغاريا، موجة عالمية من الاستياء، على خلفية مقتل صحفية بطريقة وحشيّة، بعد تعرضها للاغتصاب في مدينة روسي البلغارية، حسب ما أعلن مكتب الادعاء العام في المدينة مساء أمس الأحد.
أوضح المدعي العام في مدينة روسي البلغارية، أنّ جثة الصحفية فيكتوريا مارينوفا، عُثر عليها أول أمس السبت داخل حديقة عامة، موضحًا أنّ الوفاة نتجت عن ضربات على الرأس و”خنق”، حسب ما ذكرت شبكة “سكاي نيوز عربية”.
نرشح لك: بعد القبض عليه اليوم.. 14 معلومة عن هشام عشماوي
أضاف المدعي العام في روسي، أنّ الضحية وُجدت دون هاتفها المحمول ومفاتيح سيارتها ونظارتها وجزء من ملابسها، وزاد: “نأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، سواء كان الحادث (سرقة شخصية) أو له علاقة بوظيفتها”.
بدوره، قال وزير الداخلية البلغاري ملادن مارينوف، في تصريحات خاصة للصحفيين، إنّ الصحفية الضحيّة تعرضت للاغتصاب. بينما أعرب رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، عن أمله في أنّ تكشف التحقيقات عن ملابسات الجريمة، وزاد: “بفضل الكمية الكبيرة من عينات الحمض النووي التي جمعناها فإنّ القبض على الجاني مسألة وقت. سنعثر عليه قريبًا”.
أضاف مصدر في الشرطة لوكالة “فرانس برس” الإخبارية، أنّه وحتى اللحظة فلا يبدو أنّ الجريمة وقعت بسبب عمل الضحيّة “صحفية”.
أدان ممثل حرية الصحافة في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية هارلم بيزيز، عبر حسابه على “تويتر”، الجريمة التي تعرّضت لها الصحفية البلغارية، قائلًا: “مصدوم لمقتل الصحفية الاستقصائية فيكتوريا مارينوفا في بلغاريا، أدعو بشكل عاجل إلى إجراء تحقيق كامل ومعمق، يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة”.
كانت الصحفية الضحيّة تعمل مديرة إدارية لمحطة “تي في إن” التلفزيونية الصغيرة في مدينة روسي، وبدأت مؤخرًا تقديم برنامج حواري بعنوان “الكاشف”، تضمنت حلقته الأولى التي أُذيعت في 30 سبتمبر الفائت، حوارا مع الصحفي الاستقصائي ديمبتار ستويانوف من موقع “بيفول دوت جي بي”، وأتيلا بيرو من “مشروع انهض” أو “رايز بروجيكت” في رومانيا، تناولت خلاله تحقيقًا في عمليات احتيال مفترضة لصناديق تابعة للاتحاد الأوروبي مرتبطة برجال أعمال وسياسيين، وبعدها اعتقلت الشرطة البلغارية ضيفي الحلقة لفترة قصيرة، ما دفع منظمة “مراسلون بلا حدود” لاستنكار واقعة الاعتقال آنذاك.
من بين الأصوات التي خرجت تنديدًا بجريمة قتل “فيكتوريا”، ما قاله صحفي من قناة “تي في إن” لـ”فرانس برس”- لم يكشف عن اسمه: “نحن في حالة صدمة، لم توجّه إليها أو إلى المحطة أي تهديدات بأي شكل، أنا وزملائي نشعر بالخوف على سلامتنا”.
ناشد موقع “بيفول دوت بي جي” في منشور عبر صفحته على “فيس بوك”، الشرطة البلغارية لتأمين الحماية لزملاء “مارينوفا”، إذ يقتل صحفي واحد كل أسبوع حول العالم في المتوسط، حسب ما ذكرت منظمة “مراسلون بلا حدود”.
من بين الجرائم الأخيرة التي أودت بحياة صحفيين، مقتل المدونة ضد الفساد “دافني كاروانا جاليزيا”، إثر تفجير سيارتها في مالطا في أكتوبر من العام 2017، كما قُتل الصحفي السلوفاكي “يان كوسياك” وخطيبته بالرصاص أمام منزله في فبراير الماضي.
هبطت بلغاريا إلى المركز 111 في مؤشر حرية الصحافة السنوي للعام الحالي، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود”، وهي المرتبة الأدنى بين الدول الأوروبية.
بحسب “مؤسسة الصحفيين الأوروبيين” ومقرها بلغاريا، فإنّ مراسلي الصحافة المحلية الصغيرة يتعرضون لضغوط من الشركات والسياسيين وتهديدات مباشرة، فضلًا عن انتشار العنف ضد النساء في بلغاريا، ووقوع العديد من عمليات القتل الوحشية على أيدي أزواجهن أو أصدقائهن، ما أدى إلى إثارة تلك القضية في الإعلام المحلي.