تفوَّق على كل فناني جيله، وسبقهم إلى العالمية بأغنياته وموسيقاها المميزة والمختلفة؛ سخّر حياته وذكاءه لخدمة هدفه وحلمه، الذي كافح وتخطى العديد من الصعوبات من أجل تحقيقه، فلم يُطلَق على الفنان عمرو دياب لقب “الهضبة” من فراغ.
تعددت الروايات حول قصة إطلاق لقب “الهضبة” على “دياب”، فبعضها نُسّب إلى مدير أعماله الذي قال له ذات مرة وهو يسمعه يغني: “قول يا هضبة الغنا”، والبعض الآخر أرجعها إلى مهندس صوت قال له مرحبًا في أثناء دخوله الاستديو لتسجيل أغنية: “أهلًا يا هضبة”، وآخرها رواية ذكرت أنّ لقب “الهضبة” أُطلق عليه أثناء لعبه كرة القدم في بورسعيد في السبعينيات، نظرًا لتميزه بالقوة البدنية والشراسة داخل الملعب. وأيًا كانت صحة هذه الروايات الثلاث من عدمها، فإن عمرو دياب استحق اللقب لدى جمهوره ومحبي فنه.
وفي عيد ميلاده الـ57 الذي يحل اليوم الخميس 11 أكتوبر، يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز أسباب تلقيب عمرو دياب بـ”الهضبة”:
1. التجديد في الكلمات والألحان
منذ ظهوره على الساحة الغنائية في الثمانينيات، حرِص عمرو دياب على تقديم أغنيات ذات طابع جديد ومختلف عن تلك التي انتشرت في هذه الفترة، فقدّم الأغنية القصيرة ذات الرتم السريع مثل “هلا هلا، خالصين، ميال، وشوقنا”، بينما كانت أغلب أغنيات أبناء جيله تتسم بطول مدة الأغنية، واللحن ذو الجمل الموسيقية الممطوطة والممزوجة بالكلاسيكية.
يعد “دياب” أكثر مطربي جيله تجديدًا في أسلوبه الغنائي، كما أنّه سبّاقًا لـ”ستايل” الموسيقى الخاص به، يشهد على ذلك أنّه أول مطرب عربي يغني الأغنيات العربية على طريقة Slow في أغنية “بعترف” في 2000، وأول فنان عربي يجمع بين الألحان الشرقية والغربية في أغنية وهي “ولا على باله” 2001، وكان أول فنان عربي يغني أغنيات عربية على طريقة البوب الأمريكي، من خلال أغنية “لو عشقاني” 2003.
2. “اللوك” المميز الذي أصبح “موضة”
اختلف عمرو دياب أيضًا عن فناني جيله، في حرصه على ارتداء ملابس تليق بسنه منذ بداية انطلاقه في عالم الفن، فقد كان السائد وقتها ارتداء المطربين الشباب بدلة كاملة وهو ما لا يليق بسنهم، بينما تحرر “الهضبة” من هذه القيود وظهر على أغلفة ألبوماته وداخل الفيديو كليبات الخاصة بأغنياته بالملابس العصرية حسب كل فترة، وقال منذ سنوات إنّه التقى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في بداية دخوله مجال الغناء، مؤكدًا أن “عبد الوهاب” أُُعجب حينها بملابسه وروح الشباب فيها، ناصحًا إياه بعدم التخلي عن ذلك.
نرشح لك: شاهد: “بحبك أنا” أحدث أغنية “سينجل” لـ عمرو دياب
ومنذ ذلك الحين وبمرور السنوات، أصبح ما يرتديه “دياب” موضة يتهافت عليها الشباب وينتظرون صدور ألبوماته والفيديو كليب الخاص بأغنياته، لتقليده في ملابسه وقصة شعره و”اللوك” الكامل له، حتى ظهرت مصطلحات مثل “قميص وبنطلون وكوفيّة وتيشرت وآيس كاب و بلوفر الهضبة”.
3. أفكار فيديو كليب غير تقليدية
منذ ظهور فكرة الفيديو كليب للأغنية في أواخر السبعينيات وازدهارها في الثمانينيات، كانت طريقة تصويره ليست لها علاقة في الغالب بفكرة أو موضوع الأغنية، فنجد بعض الأدوات تُستخدم في الفيديو كليبات بتكرار ممل، مثل الباب أو الحديد المحفور بطريقة سيريالية، ليس لها معنى أو توظيف داخل الكليب، لكن دياب غيّر وطوّر أفكار كليبات أغنياته، فلأول مرة نشاهد فيديو كليب تتطابق أدواته ومحتويات الصورة فيه وأسلوب الإخراج مع الفكرة أو الموضوع المطروح، وظهر ذلك جليًا في فيديو كليب: “نور العين”، و”عودوني” الذي نجح نجاحًا مدويًا.
4. غزارة إنتاجه الغنائي
بطرحه آخر ألبوماته منذ أيام بعنوان “كل حياتي”، يُصبح عمرو دياب أكثر أبناء جيله إصدارًا للألبومات، إذ وصل عددها لـ 32 ألبومًا، بينما أغلب فناني الفترة التي ظهر فيها الهضبة لم يُصدر نصف هذا العدد، متخذين مقولة “إبعد حبة تزيد محبة” شعارًا لهم، وعلى النقيض منهم حقق “الهضبة” بهذه الغزارة في إنتاج الأغاني، مقولة “البعيد عن العين بعيد عن القلب”، إذ يحرص على أن يكون موجودًا في كل عام أو عامين على الأكثر بألبوم غنائي، ما جعله ملء السمع والبصر وحديث جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي دائمًا، واعتاد مستمعوه على عدم غيابه عنهم طويلًا.
نرشح لك: عمرو دياب يتصدر قائمة “آيتونز” بألبوم “كل حياتي”
5. وصوله إلى العالمية
عمرو دياب هو أول فنان عربي تُصنَّف أغنياته كأفضل أغنيات العالم، مثل أغنية “ميال”، وأول فنان عربي تغنَّى أغنياته فى العديد من الأفلام الأجنبية، وهو أكثر فنان في العالم تترجَم أغانيه إلى لغات مختلفة، وأول فنان حصل على جائزة الميوزك أوورد 3 مرات، وأهم فنان مصري يقدم موسيقى “الهاوس” وتصدّر للخارج في العديد من الدول الأوروبية، فضلا عن تقديم ألحان العديد من أغنياته بعدد من اللغات، مثل التركية والفرنسية بل والعبرية.
6. قلة ظهوره الإعلامي
عمرو دياب لا يظهر إعلاميًا في أي لقاءات أو حوارات أو برامج، أو أي من أفراد عائلته، باستثناء بعض اللقاءات القصيرة في سنوات عمله الأولى في الفن، ورغم اعتبار البعض هذا الأمر نوعًا من الغرور والتعالي إلا أنّه كان مفيدًا للهضبة بلا شك، إذ أتاح له فرصة التركيز في عمله فقط، وصنع حوله ما يشبه الهالة التي يصعب الاقتراب منها.
7. تفرّغه للغناء
كانت لـ”دياب” بعض المحاولات في مجال التمثيل في بعض الأفلام وفوازير رمضان خلال فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات، أنجحها فيلمي “العفاريت” و”آيس كريم في جليم”، ومعظم هذه التجارب فشلت بسبب عدم تمتعه بموهبة قوية في التمثيل مقارنة بالغناء؛ الذي هو ملعبه الأول والأخير.
كان آخر عمل مثّل فيه الهضبة هو فيلم “ضحك ولعب وجد وحب” في العام 1993 أي قبل 25 عامًا مضت، لم يفكر بعدها في خوض مجال التمثيل وقرر التركيز في الغناء فقط وأبدع فيه، إذ أيقن أنّه ليس ممثلًا جيدًا حتى يضيع وقته في الهواء، عكس بعض كبار الفنانين من أبناء جيله الذين تشتتوا بين التمثيل والغناء، ما جعل نجاحهم محدودًا في المجالين، ولم يحققوا في النهاية نجاحًا حقيقيًا يعتمد على موهبتهم الأساسية وهي الغناء.
نرشح لك: 6 ملاحظات على “كل حياتي” لـ عمرو دياب
8. عدم التفاته للشائعات
طوال مشواره الفني الذي يزيد عن 35 عامًا، لم يهتم عمرو دياب بأي شائعة أُُطلقت عليه، واستمر على ذلك حتى اليوم، فلم يضيع وقته ومجهوده وطاقته في تكذيب أو نفي أي أخبار تُقال عنه، سواءً تعلقت بفنه أو بحياته العائلية والخاصة، وهذا من أهم أسباب نجاحه واستمراره في مقدمة الساحة الغنائية العربية، وخير دليل على ذلك الشائعة الأشهر التي ظلت تطارده فترة طويلة، وهي ارتباطه بالفنانة الشابة دينا الشربيني، إذ التزم “الهضبة” الصمت تجاه ردود الأفعال والتعليقات كافة، سواءً جاءت سلبية أو إيجابية، حتى تأكد الجميع من حقيقة ارتباطه بـ”الشربيني” بالفعل، وبدآ يظهران سويًا على نطاق أوسع وبشكل علني ملحوظ.