عمرو قورة يكتب: الجزيرة وأخواتها !

أتابع منذ أسبوع بشغف شديد موضوع اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومع أنني ضد أفكاره ولا أتقبل هجومه المستمر على الدولة المصرية، لكني مهتم بأبعاد القضية وكيف يتم تناولها إعلاميًا في جميع القنوات العربية والمصرية، ومهتم أيضا لحل لغز اختفاء الرجل بعد أن شوهد يدخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

جميع القنوات الناطقة بالعربية مثل الجزيرة وروسيا اليوم وفرانس 24 وبي بي سي عربية وسكاي نيوز عربية ونوعا ما قناة العربية والعربية الحدث، يتناولون هذا الموضوع باهتمام شديد، وفي مقدمتهم طبعا قناة الجزيرة والتي وجدت فرصة العمر لتهييج الرأي العام ضد المملكة العربية السعودية. وللأمانة هم يعرفون من أين تؤكل الكتف، فهناك استوديو في إسطنبول ومراسلين في واشنطن ولندن على اتصال بالسياسيين ورجال الإعلام ويغطون الموضوع وكأنه أهم حدث في القرن الـ 21،  لغرض ما في نفس يعقوب طبعا، ومليء بالأكاذيب التي تسير في اتجاه واحد، وكل ذلك باحترافية تجعل غير المطلع على مصادر أخرى يصدق ما يقولون.

اليوم زادت حدة الانتقادات وتم إقحام أسماء لأول مرة في الموضوع وتناثرت أخبار عن اعتراض مكالمات تليفونية تدين من يريدون التخلص من خاشقجي، وكأن هذه المصادر وتلك التسريبات ظهرت كلها فجأة واستبقت التحقيقات، بخلاف تهديدات عديدة من رجال السياسة الأمريكيين والانجليز والفرنسيين بمعاقبة السعودية لو ثبت تورطها، حتى أردوغان الذي التزم الصمت لأسبوع كامل بدأ يهدد ويتوعد وهدفه كما هو في المعروف في النهاية الخروج بأكبر مكاسب ممكنة وليس المهم مصير خاشقجي.

بصرف النظر عن الحقيقة والأكاذيب، أين الإعلام المصري من التأثير علي العالم العربي، نحن نعتمد على بعض مذيعي التوك شو الذين فقدوا التأثير وخاصمتهم الاحترافية ونعتقد أن العالم يسمعنا ويصدقنا، أين إذا قناة الأخبار المصرية التي تصل بصوتها للعالم كله، ولديها مراسلين ماهرين ومتصلين بصانعي القرار حول العالم؟ للعلم؛ فإن الجزيرة لا تذكر أبدا اسم مولاها تميم ولا أي شيء داخلي مثل مشاكل الكهرباء والغاز والجرائم التي نتشبع بها في القنوات المصرية، فرسالتهم موجهة للخارج وحتى لو لم نصدقهم، فهم يزرعون بذور الشك في المشاهد، وبطريقة مدروسة وممنهجة، وجاءت تغطيتهم لقضية خاشقجي بنفس طريقة المثل الشعبي الشهير “عايزة جنازة وتشبع فيها لطم”.

أتمنى أن تسرع مصر بإنشاء قناة إخبارية موجهة (على الأقل) للعالم العربي، تبتعد عن الشأن الداخلي وتتحدث عن الأمور التي تهم غير المصريين وتفند ما تقوله الجزيرة ومكملين والشرق، مع الاستعانة بكوادر محترفة لها سوابق نجاح في هذا المضمار، خصوصا هؤلاء الذين لهم سوابق نجاح في تأسيس قنوات عربية ذهبوا لها فقط من أجل لقمة العيش، وهم ينتظروا كل يوم أي فرصة للعودة إلى المحروسة وتقديم الأخبار والبرامج من استديوهات تطل على نيل القاهرة.