هل صدمك العنوان ؟ لكن هذا ليس رأيي هذا رأي من ينادون بإباحة ممارسة الجنس قبل الزواج بل ويروجون له في وسائل الإعلام، والمصيبة أننا نجد من يكرر ويروج لتلك التصريحات وينشرها من الأصل ويكررها.
تكمن المشكلة في كون الرأي المشار إليه (إن كان هذا يعتبر رأياً من الأساس) يعبر عن فكرة يراها المجتمع فكرة مرفوضة في الأصل وهذا المجتمع يرى أيضاً أن مصدر الفكرة لا يحظى باحترام لا لأعماله ولا لأفكاره الشاذة دائماً.
فإيناس الدغيدي المخرجة ليست على مستوى متميز فيما اخرجته من أفلام وتحرص على بقاء الأضواء مسلطة عليها في وسائل الاعلام بأي شكل وبأي ثمن، سواء بطرح أفكار غريبة أو تبني توجهات مريبة.
بدراسة متأنية لمثل هذا السلوك ستجد ببساطة أن السر يكمن في قصور أو انعدام الإحساس بالذات وبأهمية الشخص في دائرته الضيقة، وبالتالي يبحث عن تحقيق ذاته في الدائرة الأوسع وهي المجتمع، وتتعاظم تلك المشكلة لتظهر بشكل فج في حالات من يحلمون بالشهرة ولا يجدونها لضعف مواهبهم، فتلجأ مثل تلك الشخصيات لإفتعال الأحداث من حولها وتسريب أخبار غريبة أو مثيرة عنها – هناك من أدعت تعرضها للوفاة بأزمة قلبية للفت الأنظار- أو التبرع بإبداء أراء تثير الجدل كما يفعل برهامي، والأخير يتحفنا بشكل منتظم بأفكار (ليست فتاوى – فهو ليس أهلاً للفتوى) تضرب ثوابت مجتمعية في الصميم.
كل هذا يجعلنا نفكر ما هو المقصود من وراء تلك التصريحات المثيرة للجدل؟ هل هناك من يعبث في تركيبة مجتمعنا – بالتأكيد نعم- تأمل معي، بداية من ظاهرة تفشي المخدرات في كافة الطبقات، ومحاولات تغيير الطبائع والقيم عبر المسلسلات (المستوردة) الهابطة، السخرية من ظواهر الانتماء الوطني بكافة أشكاله، وابراز شخصيات تتمتع بقدر كبير من الجهل في الصفوف الأولى وابقاء ذوي القيمة في الظل – اسأل أي شاب عن أسماء خمسة علماء مصريين فلن يجيب – على عكس إجابته عن أسماء لاعبي ريال مدريد أو برشلونة – حتى الذوق العام أصبح يكره كل ما هو محلي حتى وإن كان معلقاً رياضياً، وأصبح العادي أن تجد من يصرح بكراهيته لبلده وعدم رغبته في العيش فيها
كل هذا يحدث وحدث وأصبح بارزاً في السنوات الأربع الأخيرة بالذات، والتي تتميز بعدم سماعنا أي صوت أو خبر له أثر عن جيران الشرق وأبناء العم (اسرائيل).
أليس هذا ملفت للنظر؟ نعم انها مؤامرة عنكبوتية الأطراف تدفعنا إلى الهاوية.