فيما يقول بعض المتفائلين أن موجة الفوضى على مواقع السوشيال ميديا في طريقها للإنحسار، وأن الجمهور المتابع في معظمه استفاد من دروس السنوات الخمس الأخيرة بشكل سيساعده على دعم إيجابيات تلك المواقع وهجرة نواقصها، لاتزال الظواهر السلبية على تلك المواقع قادرة على إعادة انتاج نفسها بأشكال مختلفة عبر الأبواب الخلفية من الأدوات التقنية التي تمنحها تلك المواقع لمستخدميها، وبات من الصعب بمكان التفريق ما بين هل تلك المواقع هناك من يقف في كواليسها يوجه الرأي العام إلى قضايا شتى تهدم ولا تبني أم أن مستخدميها باتوا كالمدمنين يبحثون بأنوفهم على عقاقير جديدة كل يوم تجعل “مزاجهم” منفصل دوماً عن الواقع، يمكن تطبيق ما سبق على ظاهرة “الترند المزيف” التي تزايدت في الأونة الأخيرة أو بمعنى أدق دخول هاشتاج إلى قائمة الترند بدون مبرر حقيقي، وذلك بعد ظاهرة اللجان الإلكترونية التي تدعم هاشتاج بعينه أو الهاشتاجات التي ينفر معظم المستخدمين للمشاركة فيها بسبب قضية تستحق أو موقف سياسي أو إجتماعي أجبر الغالبية عن المشاركة، والهاشتاج الذي هو روح تويتر عبارة عن صياغة جملة معينة باستخدام (# و _) ثم يقوم المدونون بإعادة كتابتها مع كل تغريدة تخص الموضوع حتى يدخل قائمة الترند، وكل ما يدخل الترند ينال اهتمام مستخدمي هذا الموقع، والأهم أنه ينال عين الصحف الإلكترونية القابع محرروها فوق تايم لاين تويتر لنقل أي تغريدة أو خبر فكيف الحال بهاشتاج يصل إلى قائمة العشر هاشتاجات الأكثر شيوعا في مصر لهذا اليوم، وفي الأيام التي تشهد أزمات سياسية أو أحداث مهمة أو مباريات فاصلة، تمتلئ قائمة الترند بهاشتاجات حقيقية إما تعبر عن الحدث خبرياً أو تعترض عليه أو تؤيده، لكن كلما هدأ التايم لاين تصاعدت ظاهرة “الترند المزيف” حيث تنجح هاشتاجات ما أنزل الله بها من سلطان في دخول سباق العشر الأوائل، أحدثها كان هاشتاج للفنانة عبير صبري بعد ظهورها في إحدى حلقات برنامج “السم في العسل” على قناة mbc مصر، رغم أنها لم تطلق تصريحات ساخنة لهذه الدرجة ورغم أنه من المفترض ألا تتحول أي تصريحات إلى “ترند” على تويتر، لكن فوجئ المتابعون في صباح اليوم التالي للحلقة بعبير صبري بينهم في “الترند” دون أن يعلموا أنه مزيف، ويعتمد تزييف الترند عبر هاشتاجات وهمية على استغلال هؤلاء الكامنون في كواليس تويتر لصعود اسم عبير صبري مثلا، فيقومون بكتابة تغريدات دعائية أو جنسية باستخدام الهاشتاج نفسه الأمر الذي يزيد من عدد التغريدات المكتوبة على الهاشتاج فيدخل الترند بسهولة خصوصاً في ظل انعدام المنافسة من هاشتاجات سياسية أو كروية، يزيد الطين بلة أن بعض أصحاب النوايا الطيبة يدخل ليكتب مندهشا عن سر وجود عبير صبري أو غيرها في الهاشتاج فيزيد هو أيضا بكل -بلاهة- من عدد التغريدات ليصبح من السهل جداً على من يريد تصعيد أي قضية أو احياء اسم شخص هجره الناس تكرار نفس اللعبة والظهور على تويتر بهذه الطريقة ثم ينتقل الإهتمام إلى المواقع الإلكترونية لساعات قبل البحث عن هاشتاج جديد نجح في دخول الترند المزيف وهكذا تستمر دوامة مواقع التواصل الإجتماعي التي تلتهم اهتمامات الناس الأساسية وتشغلهم بقضايا وهمية يبدو بوضوح أن معظمهم أدمن البقاء تحت سطوتها.