أسماء شكري
من أفضل كوميديانات السينما المصرية في سنواتها العشرين الأخيرة، يتميز بخفة ظل غير مصطنعة وتلقائية في الأداء، صاحب عدد من الإفيهات المعروفة التي يحفظها المشاهدون ويتم تداولها بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي، هو الفنان سليمان عيد الذي يحل اليوم 17 أكتوبر عيد ميلاده الـ 50.
نرشح لك: 20 تصريحًا لـ خليل جمال.. أبرزها عن برنامجه الجديد ومشاركته في مسلسل سعودي
بداية الرحلة
لم يكن طريق “عيد” في مجال الفن سهلًا، فقد بدأه من الصفر بدور كومبارس صامت في مسرحية “جحا يحكم المدينة” عام 1985 مع الكوميديان القدير سمير غانم، ثم واصل الكفاح والاجتهاد في بداياته الفنية بأدوار بسيطة في عدة أعمال منها: فيلم “سمع هس” عام 1991، مسلسل “ليالي الحلمية” الجزء 4 عام 1992، فيلم “الطريق إلى إيلات” عام 1993، فيلم “يا دنيا يا غرامي” عام 1996، مسلسل “حلم الجنوبي” عام 1997، ومسرحية “عفروتو” عام 1999.
العمل مع الزعيم
كان من حسن حظه؛ مشاركته في عدد لا بأس به من الأعمال الفنية مع الفنان القدير عادل إمام، بدأها بدور بسيط في فيلم “الإرهاب والكباب” وبعدها مسرحية “الزعيم” وفيلم “بخيت وعديلة” 1 و 2، وكان آخر عمل جمعهما سويًا فيلم “النوم في العسل”.
من المؤكد أن سليمان عيد قد استفاد كثيرًا من عمله مع “الزعيم”، وساعده ذلك في أن يُصنف كفنان كوميدي، فكانت فرصته عظيمة بالمقارنة بالعديد من زملائه، الذين لم يحالفهم الحظ بالعمل مع عادل إمام.
دور العسكري
رغم أداء “عيد” لأدوار مختلفة وشخصيات متباينة منذ دخوله عالم التمثيل، إلا أنه اشتهر بأدائه دور “العسكري” أو فرد الأمن في أعمال عدة أبرزها أفلام: (الإرهاب والكباب-حكايات الغريب-الكلام في الممنوع-أفريكانو-عسكر في المعسكر-الباشا تلميذ-زكي شان-واحد من الناس) بالإضافة إلى مسلسل “كلبش” الجزء الثاني والذي عُرض في رمضان 2018.
ورغم تكراره لأداء شخصية “العسكري” في هذه الأعمال، إلا أنه نجح في تجسيد كل منها بشكل مختلف؛ جعل كل دور مميز عن الآخر في طريقة الأداء والإفيهات.
إفيه “أني آسف”
من أشهر أعماله أفلام: (جواز بقرار جمهوري، جاءنا البيان التالي، الفرح)، ولكن أبرز أدواره التي يتذكرها الجمهور دائمًا، هو دور المجند عسكري الأمن المركزي “جابر”، داخل فيلم “عسكر في المعسكر” بطولة الفنان محمد هنيدي.
ورغم قلة مساحة الدور، إلا أنه استطاع ترك بصمة في الفيلم، من خلال مشهد كوميدي شهير يُلقي فيه قصيدة شعر، واصفًا حبيبته بصفات حسنة ثم فجأة يصفها بصفات سيئة مقررًا قتلها؛ منهيًا قصيدته قائلًا: “هقتلك.. موتّي؟! أني آسف”.
أصبح إفيه “أني آسف” من أكثر الإفيهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حاليًا، واستخدمه روادها في موضوعات عدة، على غرار أداء سليمان عيد داخل المشهد.
كوميديان.. ولكن
رغم موهبته الكبيرة وقدرته على ابتكار وإلقاء الإفيهات؛ وهي مهارة صعبة وشاقة كما يقول؛ إلا أن سليمان عيد لم يأخذ حقه من التكريم والتقدير حتى الآن، فقد أعرب في تصريحات صحفية، عن حزنه لعدم تقدير مشواره في الفن الذي زاد عن 30 عامًا، واشتكى من عدم منحه جوائز ولا شهادات تقدير وعدم الإهتمام بدعوته لحضور المهرجانات الفنية، وهذا حقه بعد رحلة طويلة في التمثيل، أمتع خلالها المشاهدين وأضحكهم من قلوبهم.