تابعت مؤخرًا ما أثاره عدد من الزملاء بشأن اعتراضهم على تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش باعتباره داعمًا للصهيونية. وهو بالفعل كذلك وأكثر، وزار إسرائيل عدة مرات باعتبارها وطنه الثاني، وتصريحاته “سُمعت” في جميع أنحاء العالم.
والسؤال هنا هل سقط سهوًا “كالعادة” من رئيس مهرجان القاهرة ومعاونيه تلك المعلومة، أم أنّهم تغاضوا عنها من أجل إحضار شخصية سينمائية عالمية لتكريمها، في ظل معاناة المهرجان المستمرة من عدم قدرته على دعوة نجوم وصناع سينما عالميين لحضور المهرجان، أم سبب آخر لن يستطيع القائمين على المهرجان الإفصاح عنه!.
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: عيار ناري.. سينما خلط الأوراق!
في كل الأحوال هي بداية غير موفقة قبل عدة أسابيع على انطلاق الدورة الجديدة للمهرجان السينمائي العريق، الذي كان له مواقف ثابتة تجاه “التطبيع” الثقافي مع إسرائيل منذ تأسيسه عام 1976، وكان هناك سؤال دائم يوجّه لرؤساء المهرجان المتعاقبين عن مشاركات أفلام إسرائيلية من عدمه، فكانت دائمًا الإجابة حاسمة بالرفض.
لا يخفى على أحد أنّ الغالبية العظمى من المثقفين المصريين، موقفها ضد التطبيع ثابت منذ عشرات السنين، وكانت هناك مواقف “صارمة” ضد من يثبت تورطه في ذلك الأمر، فالرفض هو ما نملكه كمثقفين ضد إسرائيل وسياستها العدوانية في الأراضي المحتلة، ولا نملك غيره كموقف ثابت يجب ألا يتغير.
اللافت رد فعل القائمين على المهرجان، والمفترض بينهم أصحاب خبرة في التعامل مع مثل تلك الأمور الحساسة، لكن قالوا من لديه مستندات رسمية تثبت مواقف ليلوش يأت بها خلال 4 أيام، وهو أمر “مضحك”، هل ذهب الرجل للشهر العقاري الفرنسي وسجّل قصيدة “حب” في إسرائيل!! ما هذا!.
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: دمشق حلب.. يحقق حلم دريد لحام
ألا تكفي تصريحات كلود ليلوش، يرى أنّ “الشعب الإسرائيلي من الشعوب المحاربة من أجل حلمها، ويعيشون في دولة تحاوطها المخاطر”، قاصدًا بذلك العرب والفلسطينيين!، وظهرت ميول ليلوش المتعاطفة مع الصهيونية في أكثر من مناسبة أدلى فيها بتصريحات مؤيدة لإسرائيل، لدرجة أنّ زميله المخرج الفرنسي لوك جان جودار وصفه بالصهيوني المسعور! .
إذا كان الأمر في إطار المجاملات كما ذكر بيان المهرجان -على حد وصفه- في دفاعه عن وجهة نظره في تكريم ليلوش، فنفتح باب الزيارات لإسرائيل ونتبادل عبارات الغزل الثقافي في وسائل الإعلام، طالما المجاملات لا تضر في شيء والفلسطينين يقتلون كل يوم!، وكان الأحرى بهم أنّ يدققوا في اختياراتهم بدلًا من هذا الموقف “المحرج”، الذي أصبح عليه المهرجان أمام العالم، والذي ننتظر عودته مرة أخرى في دورة قوية.
أعترف هنا أنّني لم أرحب باختيار محمد حفظي لرئاسة مهرجان القاهرة، فالرجل التزاماته الإنتاجية تأخذ وقته وعقله إلى جانب التأليف، ومهمة مهرجان القاهرة تتطلب تفرغًا تامًا من أجل إتمامها كما يجب، ليعود البريق المفقود لمهرجان القاهرة من جديد.
أخشى هنا أنّنا قد نكون بدأنا في التخلي عن بعض الثوابت في مواقفنا على مدار عشرات السنين، كانت واضحة وحاسمة ونبدأ عصر المجاملات، ولكنها ستكون مجاملات على “الدم” للأسف.
أبرز 7 تصريحات مثيرة للجدل للكاتب يوسف زيدان