مجلس إدارة مؤقت بلا صلاحيات وبلا تحديد لانتهاء وقت – تأقيته –
قرار مبهم لتشكيل مجلس إدارة أخطر شركة في التلفزيون باعتبار أن تحت يدها ترددات تهدد الأمن القومي.
لم أعرف شركة من قبل يصدر لها قرار تشكيل من رئيس وزراء مصر بهذا الشكل العجيب الغريب الفظيع الشنيع أه والله – فحسب البيان الرسمي الصادر من مجلس الوزراء – الموقر – أن رئيس الوزراء قرر تشكيل مجلس إدارة مؤقت – إيه – بقول لحضرتك مجلس إدارة مؤقت – زي المدير الفني المؤقت للنادي الأهلي رغم إن المدير الفني للنادي الأهلي القادم مؤقتاً بقرار رئيس مجلس إدارة جاء خلفاً لمدير فني آخر – يعني كده بالصلاة على سيدنا محمد – كان فيه لسه واحد قبله ومشي – ذهب من هنا منذ قليل – لكن مجلس إدارة شركة راديو النيل، الشركة التي ولدت منذ أيام، وهذا أول مجلس إدارة لها – رغم إننا لم نعرف ممن هي الجمعية العمومية التي ستشكل لهذه الشركة وما هي الإدارات وما هي الوظيفة المحددة لها بطرق تفصيلية – لكن علمنا أن هناك مجلس إدارة – مؤقتاً – وترك القرار فترة التأقيت غير محدودة فلم يقل لنا – فض فوة – وسلمت يمين اللي كتب القرار – متي تنتهي مدة التأقيت هذه هل هي مؤقتاً فترة مفتوحة – يعني مالهاش حدود مالهاش مدة مالهاش فترة وعدد – المعروف في اللغة العربية أن كلمة مؤقتاً تعني فترة محددة من الزمن أسبوعاً، شهراً، ستة أشهر أو عاماً على الأقل لكن لا يجوز أن تظل مؤقتاً لمده عامين أو ثلاثة فهذا لا يجوز؛ فهذا يعطي لمجلس الإدارة ضعفاً شديداً في الإدارة واتخاذ القرار لأنه قانوناً لا بد أن يوقع رئيس مجلس إدارة شركة راديو النيل علي القرار مثلاً بأنه رئيس مجلس إدارة مؤقتاً – طبقاً للقرار – فلا يجوز أن يوقع باسم رئيس مجلس إدارة شركة راديو النيل بدون فتح الأقواس وكتابة كلمة مؤقتاً وإلا أصاب القرار العوار وأصبح لاغياً لو حصل عليه أحد وقرر أن – يعكنن – على رئيس مجلس إدارة وذهب للقضاء الإداري فسوف يتم إلغاء القرار فوراً لأنه لم يصادق قرار التشكيل والتعيين فيظل رئيس مجلس الإدارة جالساً في مكتبه يقول عن نفسه – أنا مؤقت – وأعضاء مجلس الإدارة لو حبت أو قررت أن – تعكنن – على رئيس مجلس الإدارة هتقوله – يا رئيس مؤقت فيرد عليهم – أنتم كمان مؤقتين – وهكذا يحكم رئيس مجلس الإدارة لشركة راديو النيل المؤقت مجلس إدارة مؤقت لإدارة شركة مؤقتة في الأصل فلا يجوز له عقد أية عقود طويلة المدى ولا يجوز له في الأصل إدارة هذه الشركة إلا بعد أن يصدر له قرار بأنه رئيس مجلس إدارة دائم وتحدد له مدة الإدارة سواء بسنة أو سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات هكذا لكن أن يصدر قرار بدون تحديد مدة أو هيكل واضح فهذا غريب جداً.
ثانياً إن القرار لم يحدد صلاحيات واضحة لمجلس إدارة الشركة ولم يوضح ماهية العمل وطبيعته وأسلوبه واللائحة المنظمة له فكيف يتم تعيين مجلس إدارة لشركة خطيرة مثل راديو النيل سيكون تحت يدها ترددات إف إم تهدد الأمن القومي لو تم التصرف فيها بدون معرفة من المشتري أو المؤجر، فلا بد أن تصدر اللائحة التنفيذية للشركة أولاً بصورة واضحة محددة لصلاحيات مجلس الإدارة ورئيس مجلس الإدارة وأيضاً تحدد كيفية المساهمة في الشركة وطرق هذه المساهمة لكن أن يصدر تشكيل لمجلس إدارة لشركة إذاعية تحت يديها إذاعات تعمل حالياً وعقود إعلانية وعقود شراكة مع وكالات إعلانية بدون أن أحدد في القرار الصادر صلاحيات واضحة لمجلس الإدارة حتي يصبح من حقها إدارة ما تواجد على الأرض بالفعل، فهل يستطيع مجلس إدارة مثلاً الآن أن يقبل أو يرفض إعلانات أو تنفيذ برامج لصالح الوكالة أو الشركة التي تشارك في إدارة إذاعة نغم أو هيتس أو ميجا فهل من حقه القرار غير واضح بل لا يعطيه الحق في التدخل في الإدارة حتي لو كان الشباب المشرفين على هذه الإذاعات متواجدين كأعضاء في مجلس الإدارة؟
الموضوع خطير وعجيب فكيف يدير مجلس إدارة مؤقت أموالاً وترددات ومدى صحة العقود التي سيقوم بتوقيعها؟ أيضاَ لماذا تم ترشيح أشرف غزالي الرئيس التنفيذي لشركة أيادي للاستثمار عضواً في مجلس إدارة شركة إعلامية تعمل في مجال الإنتاج والتوزيع الإعلامي وبيع الترددات لجهات أخرى فهل من الممكن أن نعرف ما هي الخبرات الإعلامية والإنتاجية له حتى يصبح عضواً في مجلس إدارة شركة راديو النيل؟ مجرد سؤال مؤقت؟