نموذج النهارده هو الأصعب والأسهل.. هو الأجرأ والأضعف.. المخطئ والمصيب.
فاتيما أو تيما.. المتمردة على كل قاعدة.. الناقمة على كل خطوط المستقيم.. الشابة التي تشبه فرسًا جامحًا هاربًا.
فاتيما التي أخذت قوتها من ضعف من حولها.. وأخذت جرأتها من انطواء من حولها.. ثم استعذبت الاختلاف وفرض رأيها حتى لو غلط مما شهدته من الظالمين والمظلومين.. فقررت ألا تكون أيًا منهما، وإذا فُرض عليها الاختيار فلتكن ظالمة.. فهي لا تعلم ولم تر فوائد المثل القائل “يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم”.
كل ما عاصرته هو جبروت ظالم وقهر مظلوم، والظالم عايش زي الفل عادي!! يبقى يا بخت المظلوم ليه؟!، لذا يكون اختيارها منتهى العقلانية.
ها نحن نرى نموذجًا آخر رفض الفرار إلى الله.. أو بمعنى أكثر دقة رفضت أنّ يكون الطريق إلى الله اتجاه واحد.. لقد رأت الله بعيون أخرى.
لقد أيقنت أنّ الله في الحرية.. ربما أنا أو غيري يرى أنّ سقف الحرية لديها أكثر ارتفاعًا مما يجب، أو ربما هدمت السقف على رأس من حولها، لكن الأكيد أنّها تفعل ما ترتاح إليه.
سنراها مجنونة.. أو ربما سافرة، جريئة.. سنراها بكل عين تصورها مخطئة لنجعل من أنفسنا ضحايا تمردها.
ترى ماذا فعلنا نحن لترانا أيضًا مخطئين وهي ضحيتنا؟!، هل كنّا مثل شيخ القرية في الزوجة الثانية، “وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منا”، هل راقبتنا منذ صغرها ورأتنا نرقص على الحبال لا نصل لطريق ولا لهدف؟!، أم أنّها لم تتفهم معادلة الصبر “فصبر جميل”، وظنّت أنّنا نضحك على أنفسنا ونبرر قلة حيلتنا!!.
ديننا دين قوة لا جدال.. فلماذا كل متدين ملتزم نجده بابتسامة صفراء تميل رأسه يمينًا أو يسارًا.. ويهز راْسه بوهن “كله خير.. ربنا عايز كده”!.
نرشح لك: أماني زيان تكتب: الخالة والدة (2).. هات لنا من قلبك حبة حرية
وماذا عن إرادتنا نحن؟، متى ينتهي عصر لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي.. لأن أنا نفسي مش فاهم؟!، إلى متى ستنفرون شبابنا من الدين؟، كلهم سيصطدمون في الحائط، سواء من فرّ لله يمينًا أو من فرّ لله يسارًا.. هنتقابل كلنا عند الحيطة، وسنجد الملائكة “تمصمص” شفايفها على حالنا.. “بص يا عيني البني آدمين جرالهم إيه؟!”.
سيسعد إبليس بكم جميعًا.. فمن فرّ لله يظن أنّه الأفضل دون تقوى، والآخر يظن أنّه الأذكى والأصح أيضًا دون تقوى!.
لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.. وما أدراكم ما التقوى.. أنّ يكون داخلك مثل خارجك.. أنّ تفعل ما تقول والعكس.. أنّ تكون إنسان.. فهل أنت إنسان؟، بمعنى عندما يُقتل أبرياء في فرنسا ماذا تقول؟!، مات الكفرة؟، عندما يتم التحرش بفتاة في الشارع ما هي أول جملة تقولها؟ كانت لابسة إيه؟، عندما ترى خاطئ.. بماذا تحكم عليه؟، من كان منكم بلا خطيئة فليقذفها بحجر أولًا.. هكذا قال السيد المسيح عندما طالبوا برجم الزانية.
هل يمكن أنّ يكون الله تعالى أنزل الأديان لتكون أداة للكره؟!، أداة للعنصرية؟، أم أداة للحكم على الآخر؟!، اتقوا الله في أنفسكم وفي شبابنا الذي يراقب منذ صغره، وبمنتهى الذكاء يأخذ ردود فعل معادية لكل ما هو غير حقيقي.
فاتيما بنت أختي.. أخاف عليها ومن مثلها من قسوة تمردهم.. والحق أقول لهم أنّكم مثل المتزمتين الذين ترفضون أسلوبهم.. عنصريين وغير منصفين.. لستم حقا ليبراليون.. لو كُنتُم كذلك لتقبلتم غيركم أيًا كانت عقيدته أو شكله.. لو كُنتُم كذلك لحزنتم عليهم بدلًا من السخرية منهم.
الحب.. الحب هو الحل.. علموا أنفسكم وأولادكم الحب.. لا أنكر أنّني شخصيًا أحتاج الكثير من الحب لتحمل البعض.. فالبعض يحتاج الحرق.. شفتم!، أهو ده اللي بتكلم عليه مِن الصبح!! مفيش فايدة.
شاهد: أبرز المعلومات عن منتدى شباب العالم 2018