القاعدة الأساسيّة أنّني من محبي الأهلي، نشأت في عائلة بأكملها تقوم بتشجيعه، وأكتب هُنا بصفتي أهلاويًا وليس صحافيًا حياديًا.
وهنا أكتب عن شريف إكرامي، والعنوان ليس من باب الترافيك على غرار عادل إمام في الواد سيّد الشغال “فتح السمكة ملقاش الخاتم”، أو بشكل أدق “فتح الخبر ملقاش العنوان”، بل إنّي بالفعل أنصح إكرامي بالتوقف الآن والرحيل عن القلعة الحمراء، والبحث عن تجربة أكثر هدوءًا وأقل صخبًا.. توقف يعني تعديل المسار والبحث عن ختام أفضل مما تسير نحوه الأمور الآن.
وليس معنى أنّ تكون أهلاويًا أنّ تصفق في كل المناسبات، أو تغض الطرف عن أزمة حقيقية بداخل القلعة الحمراء.
لا أحد يُنكر على إكرامي الصغير حبّه للنادي الأهلي، وخدمته للفريق الأحمر طوال السنوات السابقة في مراحل الناشئين، وبعد عودته من الاحتراف وتعاقد الفريق معه بعد تألقه في الجونة في العام 2010، ولا أحد يُنكر مبارايات أداها إكرامي بيقظة وحضور لافت وتألق كبير.. ولكن!.
نرشح لك: اتصال متوقع بين الخطيب وتركي آل الشيخ
هل الأزمة لدى إكرامي أنه يُخطئ؟، وهل يعامله الجميع على أنّه ملائكي أو أفلاطوني معصوم من الخطأ؟، الإجابة لا، لكنّ إكرامي يخطئ أخطاءً كارثية، غرائبية وغير مفهومة، وفي كثير من الأوقات كان في أفضل حالاته كحارس أساسي وبلا بديل قوي يزاحمه أو يضغط أعصابه ويخطئ نفس الأخطاء!.
والمساحة هنا ليست لقتل إكرامي، وبالتالي لن ألجأ لوقائع بعينها، لن أقوم بسرد مفصل لتاريخ تلك الأخطاء، لن أذهب في نزهة إلى “يوتيوب” لكي أجلب رابطًا قصيرًا يحمل بداخله الكثير من تلك الأخطاء التي يعرفها الجمهور جيدًا.
تلك الأخطاء التي دفعت الأهلي للتعاقد مع محمد الشناوي، أحد الطيور المهاجرة مثل إكرامي قبل نحو سنتين وأربعة أشهر، ليقوم بحل الأزمة والمعضلة المستمرة لسنوات منذ رحيل عصام الحضري في 2008.
وأنا ضد التجريح الذي يتعرض له أحد كباتن فريق الأهلي في الفترة الحالية، بعد الخطأ الكارثي في لقاء الوصل الذي انتهى بتعادل الأهلي بعد أن كان متقدمًا،
لكني أيضًا ضد أن نعتبر أنّ الأمر عاديًا، كما أنّني ضد خلط قضيّة مرض ابنة إكرامي في الأمر “شفاها الله وعافاها”، ولا أدري ما تلك المحاولات الواهنة لجلب التعاطف مع إكرامي من باب التغطية على الخطأ وكان الله بالسر عليم.
إكرامي في أوج فتراته كان يخطئ أخطاءً غريبة، الكرة تهرب منه بشكل غير مفهوم، يصدّ كرات صعبة بشكل بارع ثم يخطئ خطأ لا تملك أمامه سوى الضحك، ليس سخريّة من شخص اللاعب ولكن من الطريقة الغريبة في ترويض الكرة، هذا وهو ينفرد بحراسة الأهلي بلا منافس حقيقي، فهل سيتحسن الأمر بعد ما فقد الحارس مركزه في حراسة عرين الأهلي. وأصبح بديلاً ثالثًا في بعض الأحيان؟!.
الإجابة بالتأكيد لا، والإجابة أنّ إكرامي ربما لا يتحمل هذا الكم من الضغوط الرهيبة لحارس يقف في مرمى الأهلي، وفي كثير من الأحيان يتم مقارنته بالبعبع الأسطوري حارس الأهلي، “الذي بدأ حياته بمجموعة أخطاء هو الآخر”.
وقد يكون على مستوى المؤهلات الأولية والقدرات حارسًا ممتازًا، لكنّه لا يتحمل كم الضغوط فينهار عند نقطة معينة نعجز جميعًا لماذا تحدث، نعجز عن فهم كيف تكون الكرة أمام عيني إكرامي ولا يراها ثم ترتطم برأسه وتسكن الشباك!.
ونعلم لو أنّ شريف آخر وليس إكرامي لم يكن ليستمر كل هذا السنوات، وإلا فكيف استمر بهذا الكم من الأخطاء القاتلة، بينما رحل قبله أمير عبد الحميد ورمزي صالح وأحمد عادل عبد المنعم وغيرهم، ربما بأخطاء أقل من تلك التي وقع فيها؟!.
وبالتالي على إكرامي أن يبحث عن فريق آخر تسير فيه الأمور بهدوء، بعيدًا عن الشحن الجماهيري الزائد والصخب المستمر، عليه أنّ يتفرغ لكرة القدم، ويريح أعصابه من هم الرد على المنتقدين عبر التدوينات القصيرة على “تويتر”، عليه أنّ يجرّب الهدوء كحل مثالي لكي يستمتع بالوقت المتبقي له في ملاعب كرة القدم.
أما أي حل آخر لن يجدي نفعًا مع الأمر، وإقحام بعض محبي إكرامي لموضوع ابنته أو حتى حملات “ادعم إكرامي” لم تعد تكفي، الحل الوحيد أنّ يخلع إكرامي قفازه بهدوء ويرحل بحثًا عن فرصة مناسبة بنهاية الموسم، بحثًا عن هدوء غائب منذ سنوات.