يعد برنامج “رئيس التحرير” هو البرنامج الأجرأ والأشهر للإعلامي الراحل حمدي قنديل، والذي عرض على التلفزيون المصري في الفترة من 1998 حتى 2003، ليتم وقفه لأسباب سياسية، نظرا لآراء وتعليقات “قنديل” على مواقف الحكومات العربية.
ففي فبراير 1998 طلب وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف مقابلة حمدي قنديل ليعرض عليه تقديم برنامج إخباري على التلفزيون المصري، متحدثا عن أهمية مصر وريادتها الإعلامية ورغبة الدولة في تقديم صورة قوية للإعلام المصري، وقد ذكر “قنديل” تفاصيل ذلك اللقاء، في مذكراته التي صدرت عن دار الشروق تحت عنوان “عشت مرتين”، حيث أوضح للشريف أن لديه 3 متطلبات بدونها من الصعب أن يعمل، قائلا: “أنا لا أضع شروطا، ولكنى أرى أن نجاح البرنامج يعتمد على ثلاث ركائز؛ أولاها توافر سقف حرية عالٍ، وثانيها المرونة الإدارية بحيث لا أقع فى حبائل روتين ماسبيرو، أما الثالثة فهى قبول الإعلانات فى البرنامج”.
نرشح لك.. محسن محي الدين.. من الاعتزال لـ”التاريخ السري”
فرد صفوت الشريف عليه قائلا “الأولى والثانية فهمناها، بل وقبلناها أيضا، لكنى أود أن أعرف لماذا الإعلان؟”، فشرح له “قنديل” مدى أهمية الطلب الثالث، وأن مستقبل البرامج الإخبارية سيكون في الإعلانات، مضيفا أنه يريد أن يتم تخصيص جزء من عائد هذه الإعلانات للإنفاق على البرنامج نفسه ودفع بدلات السفر لإقامة حوارات خارجية فضلا عن النفقات الخاصة بضيوف البرنامج، لافتا إلى أن نوعية الإعلانات يجب أن تكون مناسبة للقضايا الجادة التي سيناقشها البرنامج وأنه من الممكن الاتفاق مع شركات المحمول مثلا كرعاة.
بعد نقاشات طويلة وافق صفوت الشريف على طلبات حمدي قنديل، وكان الاتفاق على إقامة حلقة شهرية في البداية لحين الاطمئنان على جماهيرية البرنامج ثم عرضه بعد ذلك أسبوعيا، وقد حقق البرنامج نجاحا هائلا خاصة في بداية الألفية الثانية، حيث ذكر “قنديل” في مذكراته أن الإعلانات على القناة الأولى كانت تتجاوز 20 دقيقة عام 2001، إلا أن آرائه عن مواقف الدول العربية بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية أدت لوقف البرنامج بشكل نهائي عام 2003، ليقوم بتقديم برنامج آخر بعنوان “قلم رصاص” على قناة دبي الفضائية.
نقدم لك| صور التقطت قبل وقوع أحداث مأسوية