ذكر الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى أنه فؤجئ خلال تأليفه لسلسلة “القتلة الأوائل” -التي صدر منها جزئين حتى الآن- أنه أمام مجموعات لا حصر لها من القتلة معظمهم وصف بأنهم من “السلف الصالح”. مشيرا إلى أنه خلال كتابته للسلسلة قرأ كل شيء عن الصحابة وسيرهم وتاريخهم.
أضاف “عيسى” خلال حواره بجريدة “العرب”، أنه قرأ كل أمهات الكتب مثل تاريخ الطبري وابن كثير وابن الأثير والمحدثين، كما طبع رسائل علمية متخصصة لم تنشر من جامعة أم القرى تدافع عن شخوص المأساة، مشيرا إلى أنه استغرق 3 أعوام لكتابة الجزء الأول الذي صدر بعنوان “رحلة الدم”، فيما استغرق عامين للانتهاء من كتابة الجزء الثاني “حروب الرحماء”.
أكد أنه استفاد من دراساته المستفيضة للتاريخ عندما قدم ثلاثين حلقة تلفزيونية حملت عنوان “رجال بعد الرسول”، إلى جانب 180 حلقة في مجال التاريخ الإسلامي. لافتا إلى أن طه حسين في كتابه البحثي “الفتنة الكبرى” حاول تحليل الأسباب التي دفعت أصحاب النبي محمد إلى قتال بعضهم البعض، وتكفير بعضهم البعض، إلا أن “عيسى” يعتقد أن مصطلح “الفتنة الكبرى” كان تخفيفا شديدا لما جرى، ويتصور أن طه حسين كان متحفظا جدا على عكس ما يعتقد البعض، ربما بسبب ردود أفعال مدعي التدين ضده بعد كتابه “في الشعر الجاهلي”.
أوضح “عيسى” أنه خلال استعداده لكتابة هذه السلسلة قرأ الكثير من كتب السلفيين والمتشددين والتعرف على أفكارهم ومبرراتهم. متابعا “استقبل السلفيون (حروب الرحماء) كما استقبلوا رحلة الدم وكما استقبلوا كثيرا من رواياتي وكتبي السابقة، فالأسهل لديهم التخوين، والتكفير، والتهديد، ومنهم من سعى إلى الرد الهادئ من نوع الدعاء لي بالهداية”، مضيفا: “بعض المتعصبين للتاريخ الإسلامي ابتكروا شخصية أسطورية وشيطانية تُدعى عبد الله بن سبأ تحرض المسلمين على بعضهم البعض، وتقتل من هؤلاء وهؤلاء حتى تستعر المعركة وحتى يستمر الاقتتال. وبعد رحلتي في أمهات الكتب أستطيع أن أقرر وأنا مرتاح الضمير أنه شخص غير موجود بالمرة، فلم يقابله أحد ولم يذكره ذاكر معاصر”.
أشار إلى أنه ينوي بعد الانتهاء من سلسلة “القتلة الأوائل”، الكتابة عن كل ما مر به خلال هذه الثلاثية، وكيف حول التاريخ إلى دراما، وتحليله لنفسية هذه الشخصيات التي كتب عنها، والأسباب وراء ترجيحه بعض المواقف التي قرأها في الكتب واستبعاده للبعض الآخر.