علي نغمات “القلب يعشق كل جميل” للسيدة أُم كُلثُوم التي غنتها لـ “بيرم التونسي” وتلحين “رياض السنباطي” 1972 اندفعت لأكتُب إليك المقال “مجرد تفصيلة لاعلاقة لها بالمقال لكن قررت أن تعيش معي كل التفاصيل”بعد إنتظامي في كتابة المقالات”.
النظرة تغيرت تماماً عن كل شئ، تحديداً عن الكتابة، تبدو مسؤلية ضخمة، لم تعد فكرة المقال هي الشغل الشاغل ، ولكن ربما ما قبل وبعد المقال، الحالة المزاجية، ما قرأته عن طقوس فطاحل الكتابة والأدب في مصر، البعض كان يكتب في كامل أناقته من حيث البدلة والعطر المُفضلّ والمكتب في أشد حالات الإنضباط، لكن …… كاتب المقال كسول بدرجة تجعله يكتب أحياناً علي ورق “نتايج” ؟!
وبعد المقال، لحظات النشوة حين تقع عيني لأول مرة علي المقال وإسمي “كتب محمد حسن” ، عدد المشاراكات “مفرمة الحياة والمنهج النفعي البراجماتي” وآراء الشركاء “دائماً ما أجد تحفظ علي كلمة جمهور ، وأنا لا أملك في حقيقة الأمر” ، المنشنات علي تويتر والتاج علي فيسبوك، ردود الفعل وفلك التعليقات المتكررة “أحسنت ، رائع كالعادة ، حلوة القصة (وهو مقال)….” الذين يفرحون من قلوبهم فتشعر معهم بأن العالم قد أصبح سعيداً ، الممتعضين ، الممتنعين عن كلمة مبروك ……..
مواقف لاتنتهي، لكن ما الحاجه إلي هذا الكم من الكلمات “220 كلمة قبل علامة التنصيص” ؟!
وما علاقته بالمقال؟
العلاقة هي الحياة ، وحب التمرد علي القواعد ، لاتحب ما تعمل لو كنت ترفضه من البداية وتمرد عليه حتي لو خسرت كل الثوابت قبل أن يقضي علي ماتبقي منك ، تمرد علي وضع “الموظف الحكومي” واقهره بكل معانيه ، نصف كرش ، نصف إنسان ، نصف شعر الرأس المتبقي الذي عجزت عن ترويضه وترفض حلاقته فأصبحت تُغلق شباك الميكروباص في حر أُغسطس حتي لا يطير وحتي تتحاشي نظر فتاة في السادسة عشر ذاهبة لدرس الكيمياء وتخيّلت إحدي المعادلات علي رأسك فكتمت ضحكتها لطفاً ، تمرد علي الرتابة ، تمرد علي نوعية تلك الروايات التي تقتنيها وتريد أن تظهرها لكل فتاة تجلس في المترو لتتكهن بأنك “مُبهر” أو حتي تنول ضحكة أو إبتسامة تجعلك منتشياً حتي وأنت محمولاً بقوة الدفع خارج محطة “الشهداء” !
كل ما تعتقد أنه في الحقيقة مُبهر ويجعلك تبدو لامعاً ليس كذلك ، تسريحة الخلاط مقززة من شاب تسعيناتي مثلك قادماً من سور الأزبكية يحمل كتاب عصر القرود لمصطفي محمود ، وأنت تُثبت صحة العنوان ، مجموعة الطُرح التي ترتديها تحمل ألوان الطيف لن تجلب لك مُعجباً سوي صاحب فرمة الخلاط الذي يرتدي نفس البنطلون الذي ترتديه !
الحصول علي تذكرة لحفلة “كايروكي” أو “مسار إجباري” حدث لن يتوقف أمامه التاريخ ، فلا تتعامل معه علي مواقع التواصل علي أنه معجزة ، مجموعة الحلويات الغربية التي ترددين أسمائها علي مواقع التواصل “التي أجهلها تماماً ” أنا بالكاد اعرف الكنافة اللي بتستوي علي وش البوتجاز بالزبيب وجوز الهند والسوداني” لن تجعلك طبّاخة عظيمة ولا شخصية مواقع التواصل الأبرز وأنتي تفشلين حتي في “تسبيك البامية”
التمرد علي الكائن الحكومي يدفعني بإستمرار لنقذ الذات والأخرين ، للبحث عن فكرة جديدة خارج سياق الملل والرتابة والتقليد وهو مايدفعني للإستمرار في الكتابة دون التفكير في المقابل المادي الذي ذهب ولم يعد ، السعادة تكمُن في التجربة الجديدة ، ربما في الجنان ، في إختراق مساحات لم تعتادها ، في الصبر أحياناً علي ماتحب ، فصاحب فرمة الخلاط لو ذهب لحلاق رجالي اكتسح تلك الغابة ، وذهب لأحد محلات الملابس الرجالي ربما سيكون سعيداً بحق ، ماذا لو اختزلتِ كل تلك الطُرح في طرحة واحدة ؟
ماذا لو فقد المدرس كرشه وقليل من “الغلة” مقابل نظرة فخر من طلابه ؟
وماذا لو اجتهدت الفتاة في تخيُّل المعادلة في ورقة الإمتحان دون رأس الرجل؟
ماذا لو توقف كاتب المقال عن النقد الدائم وكتب عن فوائد القرنفل؟