بنية مبيتة وبضمير مستتر وفي لحظة ظلم كاملة التفاصيل مع سبق الاصرار والترصد قرر مجلس إدارة جريدة الشروق، الصادرة عن الشركة المصرية للنشر العربي والدولي،المملوكة لرجل الأعمال الشهير ابراهيم المعلم، فصل 18 صحفيا بشكل تعسفي؛ بدعوى مرور المؤسسة بأزمة مالية تستوجب تخفيض عدد العمالة، وشمل قرار الفصل المفاجئ أعضاء في نقابة الصحفيين، وآخرون قيدهم مؤجل منذ آخر لجنة قيد تحت التمرين بالنقابة 2014 الماضي، إضافة إلى آخرين، غير معينين تتراوح مدد عملهم بين عام وأربعة أعوام.
الصحفيون الصادر بحقهم قرار بالفصل التعسفي، طلب منهم التوقيع على استقالة واستمارة 6، مقابل تعوض يعادل راتب “نصف شهر” عن كل عام من تاريخ التحاق المتضررين، لمن تجاوزت مدة خدمتهم عامين مع تهديد بأنهم لن يحصلوا علي شيء اذا لم يرضخوا للأمر بهدوء.
والغريب أن هذه المذبحة لم تبدأ اليوم ، فابراهيم المعلم الذي لم يلتفت لشباب ساهموا في صنع نجاحه الاعلامي ، لم ينس ما حدث قبل عامين تقريبا وبالتحديد في يونيو 2013 عندما نفذ صبرهم بعد سنوات عمل مرهقة وطالبوا الادارة بالتعيين ونيل حقوقهم لكنها رفضت فقرروا الاعتصام.
ووسط تهديدات من قبل الادارة بفض الاحتجاج بالقوة ،واصل صحفيو بوابة “الشروق” اعتصامهم ، احتجاجاً على تخفيض مرتباتهم إلى النصف بعد تأخر صرفها لمدة 15 يوما، فضلاً عن انعدام التعيينات أو توثيق عقود للصحفيين.
وتمثلت مطالبهم وقتها الصحفيين، في تعيين جميع العاملين بالبوابة الالكترونية بعقود صحيحة، بما يضمن التحاق الصحفيين منهم بلجنة القيد بالنقابة، على أن يتم التعيين بتاريخ مسبق حتى لا يتم التراجع عنه بعد فض الاعتصام، ووضع لائحة عمل تضمن حقوق الصحفيين في الإصدار الورقي، والموقع الإلكتروني، فضلًا عن تأسيس لجنة نقابية يتم اختيارها عن طريق الانتخاب الحر المباشر بين العاملين، بما يضمن وجود كيان قانوني يحافظ على حقوقهم المكتسبة.
ورضخ “المعلم” وقتها للمطالب تحت وطأة انتخابات النادي الأهلي التي كان يخوضها مرشحا علي مقعد رئيس النادي خلفا لحسن حمدي في مواجهة محمود طاهر لكن في النية كانت الخطة مغايرة للوعود.
وهذا الأسبوع بدأت المذبحة بعد نحو عامين من ثورة الزملاء لنيل حقوقهم، وبعد عام كامل من تأخير الرواتب وتقليصها، بفصل 18 صحفيا بشكل تعسفي كدفعة أولي تمهيدا لفصل نصف الموجودين تباعا.
لكننا ومن موقع الحياد المهني والدفاع عن حقوق زملاء المهنة نقول لابراهيم المعلم – الذي يعرف قصته الجميع- أن الأمر لن يمر بالسهولة التي كنت ورفاق السوء تعتقدونها ، وكلي ثقة أن زملائي الصحفيين الكبار القائمين علي ادارة التحرير بالشروق ولا الزميل يحيي قلاش وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين لن يتركوا المهزلة تمر، وسيتبني القضية كل مدافع عن مهنة الصحافة بصدق، وكل مساند للحريات ووقف ظلم رجال أعمال صنعتهم الصدفة وأثراهم عرق من يستحلون حقوقهم بعد حين، وسنقف جميعا بجوار شباب أقصي طموحه الاستقرار وبعض الراحة في مهنة أصلها المتاعب ولا تحتاج لمن يزيد المعاناة.
نقلا عن “بوابة روز اليوسف”