حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة

· مزاج القاريء الآن متقلب وحاد إلى أبعد الحدود، أصبح من النادر أن يتوافق مع الكاتب على نفس الموجة، جزء كبير من المشكلة يعود إلى الإحساس بملل القراءة، نتيجة احتلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لوقت القاريء، هو ينتقل على مدار اليوم من صفحات الفيسبوك إلى مدونات تويتر إلى جروبات الواتس آب إلى صور وتعليقات إنستجرام، ولأن مدخله في التفاعل مع هذا كله هو فعل القراءة، يمر من خلالها مرورًا سريعًا سطحيًا في معظم الأحوال، على ما يقبله أو يرفضه أو يتجاهله، من خلال ردود أفعال انفعالية وليدة انطباعات وأهواء شخصية، يتصور القاريء بالخطأ في النهاية أنه قرأ، وعندها تبدأ معاناة الكاتب.

· صار ناجح إبراهيم بثقافته الموسوعية على منوال ياسمين الخطيب بثقافتها الفاتنة، في الاحتفاء خطأ بذكرى عملاق الفكر العربي عباس محمود العقاد، استهل ناجح مقاله الأسبوعي “القلم الذي لم يخضع لملك” بجريدة الشروق، بالحسرة على مرور ذكرى العقاد مرور الكرام على الجميع، قبل أن يشرع في إحياء سيرة ومسيرة المفكر الكبير، ولأن صخب سخرية الكوميكس على خطأ تويتة ياسمين لم يكن قد هدأ بعد، عُدْتُ إلى أكثر من مرجع حتى توثقت أن عباس العقاد وُلِدَ في 28 يونيو 1889 وتُوُفِيَ في 12 مارس 1964، سيرة الكبار لا تحتاج إلى ذكرى تستوجب إحياءها، خاصة حين يتساوى ناجح مع ياسمين في خطأ الذكرى.

نرشح لك: أحمد مدحت سليم يكتب: انتحار “بنات الباشا”

· “مكتبة المستقبل” مشروع عالمي أطلقته النرويج عام 2014، المكتبة مشروع طموح يهتم بجمع النصوص الأصلية لعدد كبير من الكتاب والأدباء ذوي الشعبية الكبيرة طوال مائة عام قادمة على مستوى العالم، وبحيث لا يتم الكشف عن هذه الأعمال إلا في عام 2114، المشروع يهدف إلى توثيق الأدب العالمي خلال مائة عام بشكل مختلف، ولا تكمن الإثارة في الفكرة فقط، بل تزيد حين تعرف التجهيزات الخاصة بالمشروع، فقد تم زرع ألف شجرة خصيصاً للمشروع في غابة “نوردماركا” الشهيرة بأوسلو في النرويج، بحيث يتم طبع ألف كتاب بعد مائة عام ضمن طبعات محدودة باستخدام الورق المصنوع من تلك الأشجار، النرويج تبدأ من المستقبل.

· يستعد حزب “الوفد” للاحتفال بمئوية تأسيسه في مارس القادم، والتي توافق مئوية قيام ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول زعيم الأمة ومؤسس الحزب، وفي حوار أجراه شريف عارف وابتسام تعلب على صفحات “المصري اليوم”، صرح الدكتور هاني سري الدين سكرتير عام الحزب، بأن “الوفد” هو الحزب الأقوى في مصر، وقد نُوافق الرجل في رؤيته بحكم تاريخ “الوفد” ثقيل الوزن، ولكن الجميع يعرف أن الحياة الحزبية المصرية تعيش محنة حقيقية، وفيها يتساوى “الوفد” مع أكثر من مائة حزب معظمها حديثي الولادة، ومعها جميعاً نعاني من فقدان رؤى “مغايرة” وليست بالضرورة “معارضة”، وجودها ضرورة في واحدة من أهم مراحل إعادة بناء الدولة المصرية.

· “الأسرة العلوية تعرضت لأبشع جريمة تزييف في التاريخ”.. هكذا صرح الدكتور ماجد فرج، المتحدث الرسمي باسم الملك أحمد فؤاد الثاني، وذلك في حواره بملحق “الأهرام” أمس الجمعة مع رانيا حفني، كان ماجد فرج قد قام على مدار سنوات طويلة، بجمع عدد كبير من التماثيل والصور والطوابع النادرة من منطقة العطارين بالإسكندرية، حتى أصبح لديه حصيلة ممتازة  من تاريخ أسرة محمد علي، وصار من كبار الشغوفين المهتمين بالتاريخ بشكل عام وتاريخ الأسرة العلوية بشكل خاص، والذي يرى فرج أنه مليء بالمغالطات والأكاذيب، وهو ما دفعه إلى تأليف أربعين كتاباً عن فترة حكم أسرة محمد علي، إعادة قراءة التاريخ صارت ضرورة.

· بعد فوز تاريخي بثلاثية نظيفة، استحق الترجي التونسي بطولة دوري الأبطال الإفريقي على حساب الأهلي المصري، الحاضر الغائب في ستاد رادس، هزيمة الأهلي بدأت من القاهرة في لقاء الذهاب، فلم يكن فوزه فيها بثلاثة أهداف لهدف معبرة في واقع الأمر عن تفوق الأهلي، ولا عن المستوى الحقيقي لفريق بقوة الترجي، وبقدر ما كان فوز الأهلي خادعاً للاعبيه ومن قبلهم مدربهم التقليدي كارتيرون، بقدر ما كان بظروفه المحيطة محفزاً للاعبي الترجي ومدربهم الشاب الطموح المُجدد الشعباني، انتهت بطولة فاز فيها من فاز ونهنئه، وخسر من خسر ونتمنى له حظاً أوفر في البطولات القادمة، ولكن تبقى آفة التعصب سارية في نفوس خربة.       

· لا أحكم على أي عمل إنساني بمُطْلَق النقص أو الكمال، فكلاهما على نقيض الطبيعة الإنسانية، ولا أحترف الإقصاء القائم في الأساس على انحيازات شخصية، لا تهتم بوطن كما تهتم بذات، ولا تُعْلي إلا “الأنا” فوق الجميع، منتدى شباب العالم حدث إنساني في المقام الأول، ضم عدة آلاف من الشباب من مختلف دول العالم، تفاعلوا على مدى عدة أيام في “شرم الشيخ” تفاعلاً إنسانياً، ارتقى بهم جميعاً فوق كل الاعتبارات الدينية والعرقية والسياسية، وهو أمر لو تعلمون عظيم، فالشعوب قادرة على أن تصنع الكثير لو أرادت، وليس أقوى من إرادة الشباب، الفاعل الرئيسي في كل الشعوب، تفاءلوا بالخير تجدوه بمشيئة الله.   

حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة