أسماء شكري
اتسمت بالالتزام والجدية في عملها، ترى أن الفن رسالة يجب تقديمها على أكمل وجه، كافحت كثيرًا خلال مشوارها الفني الذي امتد لأكثر من 60 عامًا؛ حتى وصلت إلى مكانتها الكبيرة حاليًا في قلوب جمهورها، هي الفنانة القديرة سميرة أحمد.
وفي عيد ميلادها الثمانين الذي يحل في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر من عام 1938، يُلقي إعلام دوت أورج الضوء على أبرز المحطات الفنية في حياة سميرة أحمد:
1- من أسيوط إلى القاهرة
وُلدت سميرة في أسيوط وانتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة وعمرها 6 سنوات، أصيب والدها بمياه بيضاء على عينيه ودخل المستشفى مما أدى إلى تعثر أحوال الأسرة ماديًا، فاضطرت هي وأختها الفنانة الراحلة خيرية أحمد للعمل من خلال مكاتب الريجيسيرات كـ كومبارس في الأفلام، ومن هنا بدأت مشوارها مع التمثيل.
2- من كومبارس صامت إلى البطولة مع أنور وجدي
ظلت سميرة تعمل كومبارس صامت في عدد من الأفلام بأجر جنيه واحد في اليوم، حتى جاءتها الفرصة للتمثيل في فيلم “حبيب الروح” بطولة الفنانة ليلى مراد والفنان أنور وجدي؛ وهو الفيلم الذي تحولت فيه لأول مرة من كومبارس صامت إلى كومبارس متكلم.
روت سميرة تفاصيل هذه الواقعة المهمة في حياتها؛ في حوارها مع الإعلامية سهير جودة والفنانة منى عبد الغني خلال برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا” عبر شاشة “cbc”؛ قائلة إن أنور وجدي اختارها من بين عدد من البنات الكومبارس أثناء تصوير فيلمه “حبيب الروح”؛ وسألها: “تعرفي تقولي لـ ليلى مراد تشربي شمبانيا يا ليلى هانم؟”، فأجابته بـ نعم؛ وكانت أول مرة تتكلم داخل فيلم.
نرشح لك: في عيد ميلاده السبعين.. 10 معزوفات خالدة لـ عمر خيرت
تستكمل سميرة القصة؛ بأن زملائها أخبروها أن أجرها في هذا اليوم سيرتفع من جنيه إلى جنيه ونصف نظرًا لأنها تكلمت في الفيلم ولم تمثل صامتة؛ فذهبت إلى “وجدي” في نهاية اليوم تطالبه بالـ خمسين قرش الزيادة على أجرها الأساسي؛ ليرفض أن يعطيها إياها؛ ثم فاجأها بأنها سوف تشاركه بطولة أحد أفلامه ولن تعمل كـ كومبارس بعد اليوم.
وبالفعل شاركت بعدها بدور أكبر مع “وجدي” في فيلم بعنوان “مليون جنيه” مع الفنانة نعيمة عاكف، ثم وقفت أمامه بطلة في فيلمي “ريا وسكينة” و “الأستاذ شرف”، وانطلقت بعدها في السينما.
3- بطولات سينمائية
انطلقت سميرة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي في السينما بأدوار البطولة مع كبار النجوم في عدة أفلام؛ منها: إسماعيل ياسين في دمشق عام 1958، البنات والصيف عام 1960، صاحب الجلالة عام 1963، أم العروسة عام 1963، ليل وقضبان 1973، وأحبها الجمهور على الشاشة الفضية لابتسامتها الجميلة ووجهها الذي يتسم بالبراءة وملامحها المريحة.
4- أدوار مركبة
تميزت سميرة أحمد بأدائها للأدوار المركبة التي تألقت فيها؛ حتى أطلق عليها البعض لقب “ممثلة العاهات”؛ نظرًا لتمكنها من أداء دور خرساء وعمياء في عدد من الأفلام.
فقد مثلت دور عمياء في أفلام “أغلى من عينيا” عام 1955، “جسر الخالدين” عام 1960، “قنديل أم هاشم” عام 1968، وآخرها فيلم “العمياء” عام 1969.
قدمت كذلك دورًا من أعظم أدوارها وأصعبها في فيلم “الخرساء” عام 1961؛ والذي نالت عنه عدة جوائز أيضًا؛ ويُعد من أفضل أدوارها السينمائية على الإطلاق.
5- فيلم “الشيماء”
قدّمت سميرة أحمد أعظم أدوارها في السينما من خلال الفيلم التاريخي “الشيماء” عام 1972؛ حيث جسّدت خلاله دور أخت الرسول عليه الصلاة والسلام في الرضاعة؛ ووقفت فيه أمام كبار النجوم آنذاك منهم توفيق الدقن، عبد الله غيث، أمينة رزق، عبد الرحيم الزرقاني، محسن سرحان، وأحمد مظهر.
6- سميرة المنتجة
اتجهت سميرة أحمد إلى مرحلة جديدة ومختلفة في مشوارها الفني وهي الإنتاج، فقد أنتجت عددًا من الأفلام المهمة في السينما المصرية، بعضها شاركت فيه بالتمثيل والبعض الآخر اكتفت بالإنتاج فقط، من هذه الأفلام: أذكياء لكن أغبياء، عالم عيال عيال عام 1976، البرىء 1986، امرأة مطلقة 1986، المتمرد 1987.
7- الدراما التلفزيونية
بعد نجاحها وتألقها في السينما لسنوات عديدة، خاضت سميرة تجربة التمثيل في الدراما التلفزيونية لأول مرة؛ من خلال مسلسل “غدًا تتفتح الزهور” عام 1984؛ وبالرغم من خوفها من هذه التجربة كونها أول أعمالها التلفزيونية؛ وقلقها من كيفية استقبال المشاهدين لظهورها على الشاشة الصغيرة لأول مرة بالإضافة لعرضه في رمضان؛ إلا أن المسلسل نجح نجاحًا كبيرًا لم تتوقعه.
ساهم في تحقيق هذا النجاح عدة عوامل توافرت في المسلسل، بداية من مشاركة الفنان القدير محمود ياسين في البطولة بأدائه السهل الممتنع؛ والذي فاجأنا خلاله بغنائه لأول مرة؛ كذلك اعتماد القصة على الأطفال الثلاثة وهم أبناء سميرة داخل المسلسل، فضلًا عن مجموعة أغاني الأطفال التي قُدمت داخله وارتبط بها المشاهدون وخاصة الأطفال حتى الآن، وأشهرها أغنية “حلوة يا زوبة”.
قدّمت سميرة بعد ذلك عددًا من المسلسلات التي لم تقل في نجاحها عن أفلامها في السينما، مثل مسلسل “ضد التيار” عام 1997، “أميرة في عابدين” عام 2002، “يا ورد مين يشتريك” عام 2004، وآخرها “ماما في القسم” عام 2010 الذي تعاونت فيه من جديد مع الفنان القدير محمود ياسين.
8- امرأة من زمن الحب
يُعتبر أنجح المسلسلات التي قدّمتها وحقق نسب مشاهدة عالية أثناء عرضه لأول مرة في رمضان عام 1998؛ فقد أحب المشاهدون شخصية “وفيّة” داخله؛ والتي نجحت من خلالها سميرة في تجسيد دور العمة صاحبة المبادىء والقيم؛ التي تنجح بعد صراعات وصدامات مع أبناء أخيها الأربعة؛ في السيطرة عليهم وتسيير أمور حياتهم وفقًا لمبادئها الصعيدية؛ حتى تحولوا من كرهها في البداية إلى حبها والاقتداء بها.
وساهمت سميرة في ظهور عدد من الوجوه الجديدة داخل المسلسل الذين أصبحوا الآن نجومًا؛ مثل الفنان كريم عبد العزيز والفنانة ياسمين عبد العزيز.
شاهد: لمحات من حياة الفنان الراحل ممدوح عبد العليم في ذكرى ميلاده..