محمد عبد الرحمن : جمهورية إمبابة ..الإستسهال التام والملل الزؤام

نقلا عن جريدة المقال
لم أكن أنتوى مشاهدة فيلم “جمهورية إمبابة” في دار عرض سينمائي، معظم أحداث الفيلم أصلا محروقة عبر القنوات التي تبث إعلاناته وأغنياته طوال الوقت، عزمت النية على مشاهدة فيلم أخر هو “كرم الكينج” لأعرف لماذا يغضب محمود عبد المغني مجددا من انتقادات طارق الشناوي له، ولأن ممثلا صديقا بالفيلم أخد مني عهدا بالمشاهدة، لكنني لم أحكى كل هذا طبعا لموظفة الشباك، التي سألتني ” انتو كام واحد؟” فذكرت لها أني وحيد ، فاعتذرت لتطبيق قاعدة أعرفها طبعا وهي أن الفيلم “مش هيشتغل” طالما بتذكرة واحدة، وكان البديل المتاح هو “جمهورية إمبابة” كانوا ستة متفرجين وأنا سابعهم، ورغم كل ما في هذا الفيلم من سلبيات لكن تكون إيجابيته الوحيدة بالنسبة لي أنه فتح لي مجالا لمدرسة جديدة في النقد، تنطلق من افتراض ما كان يحدث خلال تصوير الفيلم وربط ذلك بما نراه على الشاشة، ولنطلق عليها منذ الآن مدرسة “النقد الإفتراضي”، فأنا مثلا بعدما مرور دقائق معدودة من الفيلم افترضت أن الممثلين عقب نهاية كل مشهد كانوا يدخلون في المشهد التالي مباشرة دون أن يكلموا بعضهم البعض ويراجعوا ما فعلوه في ما سبق، وغالبا لم يكن المخرج يقول “ستوب” لأن شيئا لم يبدأ حتى يتوقف التصوير أصلا، كاميرا تدور وممثلون يتكلمون ودمتم، الأهم أيضا أننا اعتدنا أن نرى في كواليس الأفلام تصفيق الحاضرين بعد كل مشهد لأداء الممثلين حتى لو كان متوسطا، خصوصا في مشاهد العنف والتحدي التي من المفترض أن تمتلئ بها أحداث “جمهورية إمبابة” لكن طبقا لمدرسة “النقد الإفتراضي” أتوقع أن كلمة “الحمدلله” كانت تصدر من العاملين بالفيلم بعد كل مشهد لاقتراب انتهاء “السبوبة ” والحصول على الأجور والخروج أحياء من الجمهورية المزعومة، فقد أخطأ سكان إمبابة الكرام باعتراضهم على الفيلم ومنحوه فرصة لأن يتفوق بفارق ستة مشاهدين على “كرم الكينج”، فعلاقة الفيلم بمنطقة إمبابة مثل علاقته بفن السينما، مقطوعة من الجذور، والنوايا الحسنة هنا لا تبرر المستوى الضعيف لفيلم من المفترض أنه يحاول السير على طريق أفلام المناطق الشعبية المليئة بالميلودراما والحركة واستسلام الخير للشر والسير معا إلى الهاوية، حتى على مستوى الأغنيات والرقصات هناك أزمة في عدم القدرة على استنساخ صافيناز وبوسي ومحمود الليثي، واحترافية باسم سمرة وأحمد وفيق لم تكن كافية لإنقاذ الشريط عكس موهبة محمد رمضان التي تجعله قادرا على سد الثغرات في الأفلام التي بدأت هذه الموجة مثل “الألماني” و”عبده موتة” و” قلب الأسد” وفي الأخير جسد الشر المطلق “حسن حسني” بينما الشر في “جمهورية إمبابة” تحول مسئولية “أيمن قنديل” أو تهامي باشا، ولك أن تتخيل ممثلا جذب الإنتباه بقامته القصيرة وعينه الزائغة على النساء في حملة ميلودي، وهو ينفث شروره في باسم سمرة الذي يستطيع القضاء عليه بلطشة قلم لكن المواجهة تستمر حتى نهاية الفيلم الذي ظهرت به “علاء غانم” تائهة لا معالم واضحة لشخصيتها، بينما قدمت “فريال يوسف” التونسية شخصية بنت الحارة الشعبية، استسهال شاب بناء الجمهورية جعل الملل يتسرب منذ الدقائق الأولى فيما أقراني الستة ظلوا صامتين تماما رغم مصرع الأبطال جميعا.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيس بوكـ من هنا

اقرأ ايضا : 

 محمد عبد الرحمن : الترند المزيف .. هكذا يصنعون الأولويات الوهمية

محمد عبد الرحمن : خطورة أن يخاصم الرئيس الإعلام المعارض

 محمد عبد الرحمن : مبارك “يحاصر” السيسي إعلامياً   

محمد عبد الرحمن : كلنا في هموم “السوشيال ميديا” عرب !! 

 محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني   

محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”

محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي

أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

.

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا