طرحت إحدى شركات كوريا الجنوبية، لعبة “PUBG” على أجهزة “ويندوز” و”إكس بوكس ون” في مارس 2017، وفي بدايات عام 2018، أصدرت الشركة نسختين أخريين على أجهزة “الأندرويد” و”آي أو إس”، وعلى الرغم من أنها لعبة تُشبه في طريقة لعبها عدة ألعاب أخرى، إلا أنها نالت شعبية كبيرة جدًا في العالم كله خلال فترة زمنية قصير، فتحولت من مجرد لعبة عادية هدفها التسلية، إلى مجتمع افتراضي كبير، مُستحوذ تمامًا على من فيه.
يُقرر اللاعب في البداية أن يُجرب اللعبة بمحض إرادته، إلا أنها تُسلبه هذه الإرادة بشكل تدريجي، وتجعله يُسخر كل وقته وطاقته وتفكيره من أجل اللعب فقط، فإن جاز التعبير يُمكن أن نقول أنها لعبة مُذهبة للعقل وأخطر من الخمر والمخدرات.
نرشح لك: هل تصدق كل ما تشاركه على واتساب؟
اللعبة مجانية وقائمة في الأساس على مجموعة لاعبين من الممكن أن يصل عددهم إلى 100 لاعب في وقت واحد، وعلى الرغم من صعوبة اجتماع عدد اللاعبين في وقت واحد، إلا أن هذه اللعبة نجحت في جمع أكثر من ذلك العدد بكثير.
تبدأ اللعبة برحلة صغيرة لاختيار مكان القتال والسرقة، وذلك ضمن مجموعة مُشتركين حققيين، أو بمعنى أصح، مجموعة فرق متقاتلة، وتسعى هذه الفرق بعمل محاولات كر وفر ليقتل كل منهما الأخر، حتى تنتهي المعركة ويُصبح الناجي من القتل هو الفائز في النهاية، ولكن لن تستطيع الفوز إلا إذا كنت تتمتع بمهارة عالية في وضع الخطط الاستراتيجية للهروب من الخطر واصطياد الأعداء، ولا تنسى خلال اللعب أن تجمع الأسلحة، التي ستساعدك حتمًا على تنفيذ خطتك بنجاح.
بعد تعلق اللاعب بهذه اللعبة، من الممكن أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، سواء بشكل جيد أو سيء، “أنت وحظك”، ففي العراق تسببت اللعبة في حدوث طلاق بين زوج وزوجته، وذلك بعدما انخرط الزوج في اللعب وانشغل عن أداء مسئولياته.
كما تسببت أيضًا في وقوع جريمة قتل في الواقع، فوفقًا للخبر الذي نُشر على موقع “السومرية نيوز” يوم 29 أكتوبر 2018، فقد وقع خلاف بين صديقين من أهالي منطقة واحد حزيران، جنوب كركوك، حيث كانا يلعبان هذه اللعبة، إلا أنه اندلع شجار بينهما بحجة أن أحدهما لم يسعف الأخر في اللعبة مما أدى إلى خسارته، لكن للأسف في اللحظة التي قرر أحدهما إشهار سلاحه في وجه الأخر، كان يقف على الباب أحد الأشخاص الذي أصيب بطلقة نارية أدت إلى مقتله على الفور.
أما من الناحية النفسية، فقد أوضح سعيد الطنيجي، المدرب الدولي والمستشار الأسري، في تصريحات صحفية أن اللعبة تتسبب في حدوث نوع من الانطوائية حيث يشعر اللاعب بحاجته للانقطاع عن المحيطين به في الحقيقة، ليستطيع التواصل مع من يلعب معهم، ذلك بجانب العنف الذي يتولد بداخلهم نتيجة عمليات القتل أثناء اللعب، بالإضافة إلى توهمه بالعيش في مجتمع وهمي، يفصله عن الواقع، مما يؤدي إلى نوع من الإدمان على هذه اللعبة، ويجعله غير قادر على معرفة الفرق بين العالم الواقعي وبين العالم الافتراضي.
وبرغم هذه السلبيات، فقد تسببت اللعبة لآخرين في حدوث مواقف سعيدة في حياتهم، حيث أنها كانت سبب في خطبة لاعب ولاعبة، ولشدة حبهما لهذه اللعبة، قررا أن تكون صور الخطوبة على هيئة لعبة “PUBG”، ولذلك ارتديا أزياء شبيهة بالتي يرتدونها في اللعبة، كما حمل كلاً منهما سلاح مزيف.
على صعيد آخر، أثارت هذه اللعبة سخرية البعض، فنتيجة للشعبية الكبيرة التي نالتها بعد إدمان الكثيرين عليها، قرر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، السخرية من اللعبة وممن يلعبونها، فنشر أحد الأشخاص مقطع فيديو صور من خلاله معاناة المحيطين باللاعب، كما أشار إلى غرابة تصرفات اللاعب نفسه.
بينما سخر شخص آخر، بطريقة مختلفة، حيث قرر أن يوجه رسالة للفتيات اللاتي يُشاركونه اللعب، بأن يلتزمن بقواعد اللعبة لأنها وفقًا لرأيه حرب، إلا أن رسالته أخذت بعد ذلك مسارًا أخر، حيث اتضح في النهاية أنه يستهدف الارتباط بالفتيات لتجنب الحرب.
بكل هدوء PUBG..
Posted by Seif Zahran on Thursday, November 15, 2018
شاهد: إعلانات تعكس العنصرية ضد المرأة