في الأسابيع الأخيرة، عاد مصطلح “فوتبول ليكس” ليتصدر عناوين الأخبار الرياضية حول العالم.
فوتبول ليكس هو مصطلح بالإنجليزية Football Leaks ويعني “تسريبات كرة القدم“، وصحيفة “دير شبيجل” الألمانية هي أكثر الصحف التي يتم الإشارة إليها عند الحديث عن تلك التسريبات.
تسريبات كرة القدم تتعلق دائمًا بأحداث وقعت في الكواليس مثبتة بالمستندات، آخرها واقعة اكتشاف مادة منشطة في عينة عشوائية تم أخذها من الإسباني سيرجيو راموس، مدافع نادي ريال مدريد الإسباني، ليلة مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 2017، التي جمعت ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي، وانتهت بفوز الفريق الإسباني بنتيجة 4-1.
دير شبيجل نشرت تقريرًا مفصلا عن الواقعة مطلع هذا الأسبوع، أعقبه بساعات صدور رد رسمي من نادي ريال مدريد، وهو ما يظهر قوة التسريبات، وتأثيرها على الرأي العام، وكذلك حرص الأطراف المعنيين في الوثائق المسربة، على نفي وجود أي مخالفات تتعلق بهم في تلك الوقائع.
فوتبول ليكس بدأت عام 2015، بموقع صغير، ينشر مستندات عن كواليس صناعة كرة القدم، وما يشوبها من علاقات واتفاقات سرية، لكن مع نهاية عام 2016، تحالفت صحيفة “دير شبيجل” الألمانية مع شركائها في مبادرة “التعاون الأوروبي للتحقيقات الاستقصائية”، الذي يضم 12 صحيفة أوروبية، تتعاون فيما بينها في إجراء عدة تحقيقات صحفية استقصائية كبرى، من أشهرها تحقيقات “وثائق مالطا” والتي أثبتت تهرب عدد من المشاهير والساسة الاوربيين من الضرائب، بالإضافة إلى تحقيقات “تسريبات كرة القدم” المستمرة حتى الآن عبر صفحات “دير شبيجل”، وتنقلها عنها باقي صحف العالم.
نرشح لك: محمد صلاح يحصل على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي
يعمل فريق الصحافة الاستقصائية في تحقيقات فوتبول ليكس، على التحقق من صحة الوثائق والمستندات، التي تصل عن طريق مصادر الصحف داخل الاتحادات والأندية، ثم يتم بعدها مخاطبة الأطراف المعنية قبل نشر التقرير، في حال رغب الشخص أو الجهة المقصودة في التحقيق بالرد أو التوضيح، ثم يُنشر التحقيق بعدها بشهر،وهو ما يفسر سرعة رد ريال مدريد وسيرجيو راموس على إدعاءات كشف المنشطات، التي حدثت نتيجة خطأ من طبيب ريال مدريد، وتم الرد عليها وقتها بشكل مباشر من اللاعب مدعمة بالتقارير الطبية.
صحيفة “دير شبيجل” تنشر تسريبات الوثائق بشكل شبه يومي، ومعظم المحتوى يكون متاح فقط للمشتركين في الصحيفة، إلا أن الغالبية العظمى من تلك التسريبات تأتي في نطاق المعلومات المتداولة، مثل الحديث عن علاقة وكيل اللاعبين البرتغالي “خورخي مينديز” بنادي “ولفرهامبتون” الإنجليزي، فمشجعي الكرة يعرفون أن مينديز يقف وراء مشروع بناء الفريق وتعيين المدير الفني، لكن “تسريبات كرة القدم” تراها مخالفة للوائح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم التي تمنع تدخل وكلاء اللاعبين بشكل مباشر أو غير مباشر، في مخططات إدارة الأندية.
فوتبول ليكس، تبدو دائمًا معارضة لكل ما يحدث من إنفاق ضخم في عالم كرة القدم، خاصة فيما يتعلق بصفقات الانتقال الكبرى، وعقود اللاعبين التي تحتوي على بنود الغرض من ورائها جني مزيد من الأموال، إلى جانب العمولات بين وكلاء اللاعبين والأندية، وتهرب اللاعبين والمدربين من الضرائب. ومن أشهر ضحايا التسريبات؛ البرتغاليان كريستيانو رونالدو وجوزيه مورينيو، اللذان تم محاكمتها بتهمة التهرب الضريبي عقب تسريب مستندات تدينهما.
شاهد: أبرز أخطاء أحمد الشناوي حارس مصر الأول