معظم المصريين بالخارج المهاجرين منهم وغير المهاجرين، يعيشون خارج مصر جسدا فقط وقلوبهم داخل مصر، وهو ما يدعو للتأمل، فإذا كان المرء اختار بلدا ليعيش فيه وارتاح واستقر وكون أسرته وكل أمور حياته تسير على ما يرام، فلماذا يظل قلبه وعينه على بلده الأصلي ويعيش وجدانيا كل الأحداث ويتابع المعيشة فيها وكل مجريات الحياة.
نعلم أن هناك نماذج كثيرة جدا مشرفة وناجحة في كل بلاد العالم، وكلهم يرفعون علم مصر حتى مع حصولهم على الجنسية الأخرى، إلا أنه ضمن هذه النماذج توجد تجارب إعلامية مهمة يجب أن نلقي الضوء عليها وندعمها، ومنها تجربة ياسمين السلكاوي التي تعرفت عليها مصادفة من صديقنا المشترك أحمد بسيوني، ياسمين ولدت بألمانيا، ونشأت في الكويت ثم مصر، وتخرجت من جامعة الإسكندرية، ثم سافرت للنمسا مع زوجها، واستقرت هناك.
هي مصرية ووطنية حتى النخاع، تعشق تراب بلدها وتسعى لتقديم ما تستطيع من جهود من أجل صالح مصر، وجدت ياسمين أن المجتمع النمساوي لا يعرف شيئا عن مصر، ومعلوماته ضئيلة جدا، حتى المصريين المقيمين هناك، قررت أن تكون هي صوت مصر بالنمسا، وأن تقوم بالدور الإعلامي المفقود وبالفعل بدأت في تسجيل بعض البرامج الإذاعية عن مصر في راديو فرو، حتى وصلت لمنصب ممثل الراديو في الشرق الأوسط، وتقوم بتغطية جميع فعاليات الأمم المتحدة بالنمسا، وأي فعاليات تقوم بها مصر بالنمسا.
نرشح لك: حسام عبد القادر يكتب: بار الشيخ علي
وأصبح لها برنامج خاص بها هو “ياسمين أون إير” وتقدمه بثلاث لغات: الألمانية، الإنجليزية، والعربية، وهو ما يجذب عددا كبيرا من المستمعين لهذا الراديو الحكومي والذي لا يهدف للربح، ويشمل على برامج بـ 15 لغة مختلفة، ولذلك له قاعدة كبيرة ومنتشر في أوروبا كلها، وبه مجموعة متنوعة من الإذاعيين من مختلف أنحاء العالم.
أصبح كل هم ياسمين السلكاوي أن تسلط الضوء علي الأماكن السياحية المصرية وتقدمها للمجتمع النمساوي بشكل خاص ولكل أوروبا بشكل عام، وركزت في برامجها على الجانب الإيجابي من خلال حوارات مع نماذج مصرية مشرفة لكي يستفيد منها الشباب العربي، وللتعريف بهم في الخارج، وتقوم بنفس الأمر مع رموز للاقتصاد المصري من أجل جذب استثمارات إلى مصر.
لم تكتفِ ياسمين بذلك بل أنشأت مبادرة بعنوان “مصر أحلى بأولادها” لتسليط الضوء على النماذج المشرفة والإيجابيات لرفع اسم مصر عاليا في المجتمع الأوروبي بشكل عام، وتنظم رحلات لمصر من أجل التعريف بها.
نرشح لك: حسام عبد القادر يكتب: الإعلاميون واستشراف المستقبل
ولم تنس ياسمين المرأة، واهتمت في برامجها بإظهار دور المرأة العربية والنماذج المشرفة منها.
ياسمين تقوم وحدها بدور مؤسسة بالكامل، فهي تقوم بنقل فيديوهات مباشرة لبعض الأحداث لنقلها للمشاهد، وأيضا مشاهد لمواقع سياحية جذابة وتنشرها من خلال السوشيال ميديا وهو ما لاقي ردود فعل كبيرة وتحمس كبير خاصة من قبل الشباب الذين أطلقوا عليها “ياسمينة مصر” وهو لقب تعتز كثيرا به.
يجب أن نبحث عن كل “الياسمينات” في كل بلاد العالم، وندعمهم فهؤلاء الطيور المهاجرة هم سفراؤنا في الخارج وينقلون الصورة التي قد تغيب عن كثيرين آخرين.
شاهد: كيف سيختلف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 50؟