أربع سنوات مضت على انطلاق موقع “إعلام دوت أورج“، شهدت ضمن ما شهدت معركةً لم تنتهِ بعد، وإن كانت نتيجتها محسومة مقدماً، فهي في الواقع معركة بين الماضي والمستقبل، أما الحاضر فليس إلا ساحتها الزمنية، معركة الصحافة الورقية التاريخية، وصحافة المستقبل الإلكترونية، وفي وقت انشغل فيه جنود صاحبة الجلالة الورقية بمحاربة طواحين الهواء دفاعاً عنها، سارع رئيس التحرير محمد عبد الرحمن، وهو ابن الصحافة الورقية في الأساس، إلى مواكبة لغة العصر وأدواته وآلياته، وانطلق بموقع “إعلام دوت أورج” من المستقبل، بفريق من الشباب أبناء عصر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فكان أن حجز “إعلام دوت أورج” مكانه في بلاط صاحبة الجلالة الإلكترونية.
مجموعة من القيم أسست لنجاح “إعلام دوت أورج” ولا تزال، أولها اختياره لأن يكون “صوت الميديا” هو شعاره ورسالته على الأرض، فقد أدرك “إعلام دوت أورج” أن المستقبل لصحافة ما وراء الخبر، بعدما زادت قنوات البث الفضائي، وتعددت تطبيقات الإعلام الرقمية، وتنوعت وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت جميعها “أون لاين” مع المتلقي على مدار الساعة، فانحسرت معها فرص الانفراد والسبق الصحفي، ولم يعد هناك على أمل استمرار المهنة على قيد الحياة، إلا أن يقوم “إعلام دوت أورج”، عبر مختلف وسائل الإعلام، بمتابعة أصداء وكواليس أخبار وتصريحات النجوم والمسئولين، ومعها مختلف القضايا والمناسبات المتصلة بالشأن العام، فيبدأ الموقع من حيث انتهى الآخرون.
نرشح لك: حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة
ثم جاء العمل وفقاً للموارد المتاحة كقيمة هامة ساهمت في ظهور “إعلام دوت أورج” إلى النور، فكثير من الأحلام تتحطم على صخرة واقع قلة الإمكانيات، وهو ما لم يتوقف عنده محمد عبد الرحمن ورفاقه إلا بقدر ما يستحق، فكان أن بدأ الموقع في أداء رسالته، قبل أن يُطَوِر شكله وتقنياته وآليات عمله في أقل من ثلاث سنوات من عمره، وهو نتيجة طبيعية لقيمة التجديد كواحدة من أهم مقومات نجاح “إعلام دوت أورج”، والتي تسري في روح فريق الموقع سريان الخيال في عقل ووجدان المبدعين، فتجعلك تلهث عبر أبواب الموقع برشاقة، حتى لا يفوتك جديد هنا أو آخر أجْدَد منه هناك.
قيمة التجديد تأخذنا مباشرة إلى قيمة الشباب، روح الموقع المتجددة والمتوهجة في كل وقت، فرق كبير بين وقت ضائع في سجال لا ينتهي حول قضايا الشباب وأحلامه وطموحاته، وآخر يمر في التفاعل بوعي مع قضاياهم وأحلامهم وطموحاتهم، ومدخل الوعي هنا يتلخص في احتواء طاقات هؤلاء الشباب، وإطلاق قدراتهم، وخلق خلطة يتحقق معها تواصل الأجيال كقيمة، تُمَكِن الشباب من اكتساب خبرات الكبار، وتمنح الكبار من حيوية الشباب المتدفقة المواكبة لروح العصر، وهو ما تحقق في “إعلام دوت أورج” كنموذج يُحْتَذَى به، وزادته قيمة فريق العمل، الظاهرة بقوة التعاون فيما بين مجموعة عمل الموقع، المُحْتَفِيَة بنجاح الفرد دائماً باعتباره نجاح الفريق بالكامل.
أما قيمة المهنية، فهي العنوان لمدونة القيم المؤسسة لنجاح “إعلام دوت أورج” طوال أربع سنوات من عمره، المهنية “تحدي” بكل معنى الكلمة في حقل الصحافة الإلكترونية، فسرعة الإيقاع بطبيعتها التكنولوجية المتطورة، تأتي أول ما تأتي على حساب المهنية، وهو ما انتبه إليه محمد عبد الرحمن وفريقه، فجعلوه على رأس معايير النشر على صفحات الموقع، أربع سنوات كانت كفيلة بأن يأخذ “إعلام دوت أورج” مكانة متفردة يستحقها على ساحة الصحافة الإلكترونية، جعلته الآن يسبق الآخرين بأفكاره المتحررة من قيود النمطية، ولا يزال المستقبل يعد بالمزيد من التفوق، لمن سارع فانطلق من المستقبل، بينما يعتقد غيره أن المستقبل لا يزال يبدأ الآن.
شاهد: كيف سيختلف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 50؟