أوضح محمد ترك، مذيع قطاع الأخبار بماسبيرو، أنه عاد إلى ماسبيرو بعد غياب 12 عاماً للعمل في الفضائيات، لافتًا إلى أنه يقدم نشرات الأخبار بجانب مشاركته في تقديم برنامج “ملفات”، و”مساحة للرأي”، و”حوار اليوم”.
قال “ترك” لـ “إعلام دوت أورج” : “أحب مجال التقديم الإخباري منذ بداية عملي في هذا المجال”، مؤكدًا على أنا مذيع الأخبار في الماضي كان الأكثر تميزاً، والأقوى أداءً، لأن لديه العوامل المهنية والقبول، الذي يؤهله إلى تقديم كل أنواع البرامج، مُشيرًا إلى أنه لا يمكن قراءة الأخبار من قِبل أي شخص، لأن الأمر يحتاج إلى لغة عربية سليمة وإتقان مخارج الألفاظ، كما يحتاج إلى قابلية الشكل، والثقة التى تعطي المصداقية ليصدقه الناس حينما يقرأ الخبر، ذلك بجانب إجادته استخدام لغة الجسد، مُعلقًا: “صحيح أن هناك أمور يمكن تعلمها أو صقلها، لكن تبقى الموهبة عامل أساسى”.
تابع: “دخلت التليفزيون كمحرر نشرة، حيث كنت أترجم الأخبار الأجنبية وأعيد صياغتها، وعلمت أن هناك لجنة اختبار للمذيعين مقامة بشكل ضيق وخاصة لعدد محدود من مذيعي المبنى، أي أنها موجودة لكنها ليست معلنة تمامًا، فذهبت إلى رئيس قطاع الأخبار وقتها سمير التوني، وقلت له إنني أريد التقديم في المسابقة فوافق، ونجح 5 أشخاص من 15 متقدم للاختبار، الذي كانت لجنته مؤلفة من الإعلامية زينب سويدان، ومحمود سلطان رحمه الله، ومحمد الوكيل وآخرين”.
كما أوضح “ترك” مدى انعكاس جدية أداء مذيع الاخبار على الحياة العادية، حيث قال: “وظيفة قارئ النشرة مثل أي وظيفة تؤثر على الحياة العادية، لكن من حيث الجدية فالأمر مختلف تمامًا، أعتقد أنه ينعكس في الاتجاه الآخر، حيث يكون المذيع أكثر لطفًا في الحياة أو تحررًا مع الناس، والجزء الذي يجبرنا على التعامل بجدية على الشاشة نكون العكس تمامًا خارجها، كما أن المذيع لديه جزء أدائي، ليس أداء الكلام فقط، ولكن جزء أشبه بالتمثيل، ولا يمكن للمذيع ألا يكون لديه سمات وجه ولا قدرات تعبيرية، كما أنه يعيش الخبر ويعبر عنه ليكون مقنعًا وهذا جزء من المصداقية”.
أشار أيضًا إلى اختلاف نمط قراءة النشرة بين المذيع اليوم وقديمًا، فقال: “زمان كان نمط قراءة الأخبار مختلف، كان الكلام عن الحياد وعدم التعبير عن الخبر، أي قراءته وفقط، لذا وجدنا مقدمي نشرات الأخبار دون أي تعبيرات قوية، لكن الآن المدارس اختلفت بشكل كبير فى القنوات، ونجحت القنوات العربية أكثر منا”.
نرشح لك: 35 تصريحًا لـ هاني حتحوت.. أبرزهم عن دعوته لأمير مرتضى منصور
أردف: ” كان وزير الإعلام صفوت الشريف يتحدث عن الريادة المصرية في الإعلام والدراما وهذه كانت حقيقة، لكن في السنوات الماضية اختلف هذا الأمر حتى من قبل الثورة، صعدت قنوات إقليمية عربية، وبعد فترة بدأنا في تقليدهم وهذا كان خطأ كبير، لأننا حين نطور لا ينبغي أن نأخذ مدارس الآخرين بزعم أنهم سبقوا بل نلتزم بمدرستنا الخاصة، وهذا ما أحدث مشكلة فى الهوية الإخبارية”.
استطرد: ” لذا نجد الشباب الجديد الذي يقرأ النشرة يقلد الأشكال غير المصرية وأحياناً بعض اللهجات، وهذه مشكلة، لكن أعتقد أن الإعلام المصري بدأ يسترجع هويته، وسيأخذ وقت أكبر ليعود لمكانه، بفعل الصعود السياسى لمصر منذ تولى الرئيس السيسي، فمكانة مصر الإقليمية والأفريقية والعالمية ، والخطاب الإعلامىي جزء من المناخ العام، وسينعكس عليه، والتليفزيون المصرى ظل على مدرسته، والتناغم بين مدرسة التليفزيون ومدرسة القنوات الخاصة المقلدة للقنوات العربية سيطور المدرسة الإعلامية المصرية”.
على صعيد آخر، أبدى رأيه حول تطور القنوات الاقليمية العربية، فقال: “هذه القنوات والعاملين فيها هم نسخ معربة من قنوات أجنبية، لم نبتدع هذه الطرق كعرب، ولم نضع ملامح إعلامنا العربي بعد، بل ينقلون التجارب الناجحة من الغرب وإن أضافوا بعض الملامح، وكان فيه فترة انتشرت برامج الفورمات الغربية الشهيرة، فالغرب سباق في مجال الإعلام، ونحن كان لنا مدرستنا لكنها أصبحت قديمة، وكان ينبغي تطويرها”.
كما أوضح فرق الإمكانات بين ماسبيرو والقطاع الخاص الذى عمل به والفرق فى العمل بينهما، قائلاً: “الإعلام عامة يحتاج إمكانيات مادية وبشرية، ولو كان لدينا إمكانيات مادية فقط لاشترينا سيستم أجنبي، واستقطبنا كوادر قادرة على العمل، ومراسلين وحجم تغطية كبير، وجزء من الموضوع إبهار وأن تخطف العين”.
تابع: ” وفي ماسبيرو أعرف المدى والحيز الذي أعمل به، والأجندة واضحة فنحن لسان حال الدولة، وأعرف دورنا، وأرى أن إمكانيات ماسبيرو عظيمة سواء بشرية أو أجهزة رغم كل ما يقال عن ضعفها، حتى وإن احتاج بعضها للتطوير أو التصليح، ينقصه فقط الجانب المادى، وإطلاق قدرات إبداعية أكبر، أما في القطاع الخاص فالجانب المادي أفضل، واحتمالات الابداع متاحة لدى الجميع، لكن الخط العام للمكان لا يكون واضحا في كل الأحيان”.
نرشح لك: نهى توفيق: مذيع النشرة ليس إنسانًا آليًا
أردف: “ولا أكون متأكد هل ما يقال فى الإطار أم لا؟، لذا أغلب ضميري المهني بشكل أو بآخر، أو ضميري الوطني ، وعن نفسي مريت بمواقف متداخلة، فقد أجد شئ غير متأكد من مدى صحته خاصة وأن السبق مهم في القطاع الخاص بصرف النظر عن التثبت، وكنت أميل للتثبت، وأتحدث في ذلك بما بيني وبين فريق العمل من مساحة تسمح بذلك”.
تابع: “ورغم أنني تغيبت عن التلفزيون 12 سنة، لكن طوال هذه الفترة كان الناس يعرفونني في الشارع من التليفزيون المصري، والقطاع العريض من الناس في مصر لا تزال متعلقة بالأخبار في التليفزيون، على الأقل الناس يتابعون كلام الدولة من شاشات ماسبيرو، وله فيها السبق، والكل ينقل عنه”.
كما أعرب عن حلمه بتقديم برنامج سياسي، حيث قال: “تقديم الأخبار هي عملي وقضيت به سنوات حتى وصلت إلى درجة من الإجادة، لكن مؤكد أن لدى رؤى وأفكار تتعلق بتقديم برنامج به آفاق أوسع، فالنشرة محدودة، وأتمنى تقديم البرامج والأخبار ولا أتخلى عن الأخبار في كل الأحيان، وأتمنى أن يكون برنامجًا غير تقليدي أستطيع وضع بصمات حقيقية به، ويكون برنامج سياسى كبير”.
وكشف عن أصعب المواقف التى مر بها، فقال: “أصعب المواقف على الهواء هي أن أظهر على الهواء في أمر طارئ، وليس لدى ما أقوله، نقطع على حدث أو عرفنا أن فيه حدث ما لكن لم تأت التفاصيل فنطلع على الهواء دون معرفة التفاصيل ونظل كذلك لثواني، وحدث مع زميل أن طلع على الهواء حتى تأتي تفاصيل الخبر ولم يكن يعرف ما سيقول أصلاً، وحتى حين طلع على الهواء لم يأت الخبر لكنه تصرف بطريقة لطيفة وظل يقول سنواليكم بالأخبار قريبا، وينظر في الساعة ويقول لحظات وتأتيكم أخبارنا، ثم يردد الآن نوافيكم بالأخبار، إلى أن ختم دون أن يقول شئ”.
تابع: ” كما أنه حدث زلزال ونحن على الهواء، وحدثت حريقة ونحن في الاستديو، واقطع النور، وفي كل مرة نختم النشرة فور حدوث أي من هذه الأمور”.
في نفس السياق، أبدى رأيه حول الحياد وإمكانية وجوده في الإعلام، حيث قال: “الحياد يكون موجوداً قدر المستطاع ونجنح للموضوعية، بعد استيفاء الإلتزامات الدينية والوطنية والقومية والانسانية، لأنها اعتبارات لا نختلف عليها، والحياد يأتي بعد هذه الأمور”.
شاهد: في ذكرى وفاته.. كيف استقبلت الدول العربية والأجنبية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد؟