يُعتبر عام 2018 في السينما المصرية من المواسم الجيدة وبه نجاحات فنية وجماهيرية ملحوظة، وأيضًا يُعتبر عام صعود وهبوط أكثر من نجم في شباك التذاكر، خاصة في النصف الثاني من العام، من الممكن اعتباره عام التحولات في شباك التذاكر والإيرادات “اقتربت من 300 مليون جنيه”، وأيضًا صعدت أسهم أكثر من نجم خلال مواسم عرض 2018، أبرزهم كان تامر حسني وفيلم “البدلة” الذي تصدر إيرادات 2018، وهي الأكبر في السينما المصرية حتى الآن ومعه أمير كرارة في بطولته الأولى “حرب كرموز”، وأيضًا رامز جلال الذي ابتسم له شباك التذاكر مع فيلمه “رغدة متوحشة”.
البداية كانت متوسطة مع موسم إجازات نصف العام وعُرض خلاله 7 أفلام، هي: “طلق صناعي، رغدة متوحشة، عقدة الخواجة، اطلعولي برا، خلاويص، حليمو أسطورة الشواطيء، وجدو نحنوح”، وفي هذا الموسم الكلمة العليا كانت للكوميديا وتحقق حلم رامز جلال أخيرًا في السينما بعد سنوات من محاولاته مع شباك التذاكر؛ ليُحقق صدارة الموسم بإيرادات تجاوزت 18 مليون، ويعود نجاح الفيلم الجماهيري إلى تكرار رامز ما يفعله في برامجه الشهيرة، إذ تقمص شخصية نسائية لبطولة الفيلم والسؤال ماذا سيفعل بعد ذلك؟!.
وجاء فيلم “طلق صناعي” ليُحقق مفاجأة بتحقيق إيرادات جيدة ببطولة جماعية، ولكن فكرة العمل كانت جيدة وجذبت الجمهور، في حين ظل حسن الرداد يُقدّم تجاربه الكوميدية في بطولاته السينمائية، وهذه المرة بعيدًا عن إيمي سمير غانم والتي صنع معها ثنائي فني في أخر أفلامه وحقق فيلمه “عقدة الخواجة” إيرادات متوسطة وعليه التفكير جيدًا في فيلمه القادم.
وفشلت باقي الأفلام في تحقيق نجاح جماهيري، وتزايد الهدوء في شباك التذاكر مع موسم شم النسيم “المتواضع”، والذي بدأ مبكرًا بعرض فيلمي “بلاش تبوسني” و”الكهف”، ولم يحالف التجربتين النجاح ثم عُرضت أفلام “علي بابا” و”نورت مصر” و”رحلة يوسف” و”قسطي بيوجعني” و”شهر العسل” و”الخروج عن النص” لينتهي موسم “لم ينجح أحد”!، حتى على المستوى الفني لم نجد تجارب جيدة.
بداية التحولات
وينشغل الجميع بالموسم الدرامي الرمضاني الكبير الذي التهم مئات الملايين من ميزانيات شركات الإنتاج، وينتظر الجميع موسم العيد على أمل تحقيق الانتعاش المُنتظر لشباك التذاكر “الفارغ” منذ شهور!.
ويأتي موسم عيد الفطر ليُعيد أضواء السينمات مُضاءة حتى ساعات الفجر لامتلاء حفلات العرض بالجمهور المتعطش للسينما، ويعرض 5 أفلام من الإنتاجات الكبيرة “حرب كرموز” و”هنا وسرور” و”الأبله طم طم” و”كارما” و”قلب أمه”.
ويحقق الأسبوع الأول فقط لتلك الأفلام مجموع ما حققه أفلام الموسم الأخير طوال فترة عرضها، وتستمر الإيرادات والمفاجأت حيث صعد نجم شباك جديد، وهو أمير كرارة ويحقق مع فيلم “حرب كرموز” نجاح جماهيري كبير وإيرادات مفاجئة تجاوزت 50 مليون جنيه، والفيلم نجح مخرجه بيتر ميمي في صناعة أكشن جماهيري جيد وظهرت معه في البطولة أيضًا بشكل لافت غادة عبدالرازق ومعها عدد من الفنانين.
واستمر محمد إمام في صناعة “توليفته” السينمائية الناجحة مع فيلم “هنا وسرور”، بمشاركة ياسمين صبري وعدد من نجوم الكوميديا محمد عبد الرحمن وبيومي فؤاد، واحتل المركز الثاني، والفيلمان التهما نحو 70 % من إيرادات الموسم وبفارق كبير عن الأفلام الثلاثة الأخرى وتجاوزت إيرادات هذا الموسم 100 مليون جنيه، وتعتبر الإيرادات وصعود نجوم شباك جدد أبرز ظواهر ذلك الموسم الخالي أيضًا من مستوى فني “مميز”.
ثم كانت دور العرض على موعد مجددًا مع موسم كبير إنتاجيًا “عيد الأضحى”، و7 أفلام هي “تراب الماس، البدلة، الديزل، بني آدم، بيكيا، سوق الجمعة، الكويسين”؛ وهي من بطولة عدد من النجوم أصحاب الجماهيرية والإيرادات واستبق افتتاح الموسم فيلم البطولة الجماعية وأفضل أفلام الموسم فنيًّا، “تراب الماس” للثنائي مروان حامد والمؤلف أحمد مراد وبالفعل ينجح في حصد إيرادات قبل نزول أفلام نجوم الشباك، جعلته يتفوق وينهي الموسم في المركز الثاني وهي مفاجأة كبرى ولكنها تعود لجمهور الرواية التي صدرت قبل أعوام وصنع جمهورها رواجًا للفيلم على “السوشيال ميديا”، والفيلم تم رفعه فجأة بعد 8 أسابيع من العرض “تردد” إنه لاعتراض جهات أمنية على شخصية ضابط الشرطة “الفاسد” بالفيلم رغم نفي الشركة المنتجة لذلك الأمر!، ولكن الفيلم كان به جمل وأفكار سياسية تثير الجدل.
ومع بداية أيام العيد يبدأ عرض باقي أفلام الموسم وتحقق أيام العيد أكبر إيرادات في تاريخ السينما المصرية، وهو ما نتج عنه خلافات “مُعتادة” بين شركات الإنتاج المتنافسة، ولكن حسم المطرب وفيما بعد الممثل تامر حسني التفوق بفيلمه الكوميدي “البدلة”؛ ويعتبر من النجوم التي تُحقق إيرادات كبيرة منذ بطولته الأولى “سيد العاطفي” في 2005 ونافس على صدارة شباك السينما في أكثر من موسم خاصة بسلسلة “عمر وسلمى”، ولكنه هذه المرة تصدر إيرادات العام لأول مرة وتجاوزت رقم 60 مليون جنيه، وهي الإيرادات الأكبر في السينما حتى الآن ويعود النجاح لتشكيل تامر ثنائي كوميدي مع أكرم حسني والذي اعتبره مفاجأة الموسم السينمائي بأدائه الجيد في الفيلم وقريبًا سيظهر ببطولة منفردة.
ولكن اللافت في هذا الموسم تراجع أحد نجوم الشباك للمركز الثالث هو محمد رمضان بفيلمه “الديزل”، والذي حاول تصدر الموسم بالعودة للأكشن فكانت الجرعة “زائدة” عن الحد على حساب الدراما ولم يتقبلها الجمهور، على الرغم من أداء محمد رمضان الجيد في النصف الأول من الفيلم.
وظُلم في هذا الموسم فيلم جيد وهو “بيكيا” لـ محمد رجب وإخراج محمد حمدي ولكن حرب التوزيع أطاح به مبكرًا بسبب الكبار والاستحواذ على دور عرض لتحقيق الصدارة!، وعاد للسينما بعد غياب بتجربة تشبه أعماله الدرامية ـ يوسف الشريف ـ مع مخرجه أحمد نادر جلال ولكنه لم يحقق نجاح موازي لنجاحه الدرامي فجمهور السينما مختلف بالتأكيد.
وكانت من أبرز ظواهر عام 2018 السينمائي غياب العدد الأكبر من نجوم الشباك وهم أحمد عز، أحمد السقا، كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، محمد هنيدي، محمد سعد، وينتظر عودتهم في 2019 في أكثر من عمل!، وهو مؤشر لسخونة وصعوبة المنافسة المنتظرة في الموسم الجديد، وأيضًا مؤشر لانتعاش السينما بعد تراجع حجم الإنتاج الدرامي لهذا العام بنحو 50 %.
الرابحين في سينما 2018:
تامر حسني، أمير كرارة، ماجد الكدواني، محمد إمام، رامز جلال، آسر ياسين، أكرم حسني، فتحي عبد الوهاب، بيومي فؤاد، شيكو.
منة شلبي، غادة عبد الرازق، ريهام عبد الغفور، ياسمين صبري، أمينة خليل، آيتن عامر.