هالة أبو شامة
لوسي، فنانة استطاعة أن تكسر كل القيود، منذ نعومة أظافرها، فإصرارها على النجاح، كان الدافع القوي لها، وموهبتها كانت سر النجاح، والقدر لعب دورًا كبيرًا في حياتها، منذ ميلادها في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر عام 1960.
فقد كانت تسير في أحد الأيام وهي لم تُكمل عامها التاسع بعد، وشاهدت إعلانًا لإحدى مدارس الباليه، وشُرط فيه أن يكون سن المتقدمة للاختبار بين 9 سنوات لـ 12 عام، ولذلك تقدمت للاختبار ونجحت، وبدأت مشوارها في الرقص كاراقصة باليه.
نرشح لك: ماجد الكدواني.. الكوميديان “التقيل” الذي أحبه الجمهور
مرت ثلاث سنوات فقط، واضطرت “لوسي” ترك مدرسة الباليه، بسبب ظروف عائلتها، فقد كان والديها مريضان، ولذلك كانوا في حاجة ماسة إلى المال، وبالصدفة كان أحد جيرانها يُقيم حفلة عيد ميلاد، ويحتاج إلى راقصة لإحياء هذه الحفلة، فقررت حينها أن تكون هي تلك الراقصة.
شقت بعد ذلك طريقها في مهنة الرقص، إلا أن والدتها طلبت منها التوقف عن ممارسته بعد أن تماثلت للشفاء، لكن بعد فوات الأوان، فقد رفضت لوسي حينها، مُعلنة للجميع حبها للفن، الذي أرادت أن يكون رفيق دربها، وفي سن الـ 15 عامًا قابلت سلطان الكاشف، صاحب الملهى الليلي الذي كانت تعمل فيها، حيث أحبها وتزوجها، إلا أنه جعلها تترك الرقص لمدة 7 أشهر، لكنها طلبت منه بعد ذلك العودة للرقص مرة أخرى، بشرطًا واحدًا.. فإذا فشلت، فلن تعود له ثانية، وذلك بحسب ما صرحت خلال لقائها في برنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”
نجحت واستمرت حتى ظهرت على الشاشة من خلال مسلسل “ليالي الحلمية” في دور “حمدية”، ذلك الدور الذي أكد على تمتعها بموهبة فطرية، فلفتت الأنظار إليها وخاصة نظر الفنانة فاتن حمامة، التي علقت في الصحافة على تمثيلها قائلة “هايلة، هايلة، هايلة، والله العظيم هايلة”، فما كان من لوسي، إلا أن رفعت سماعة الهاتف لتشكرها على رأيها في أدائها للشخصية.
وفي أحد الأيام، تصادف أن رقصت في فرح كانت سيدة الشاشة العربية “حمامة” حاضرة فيه، فأنهت لوسي فقرتها، وتوجهت فورًا لإلقاء التحية عليها، واستفسرت منها عن طريقة يمكن من خلالها التقدم إلى معهد فنون مسرحية للدراسة فيه، إلا أن “حمامة” ردت عليها قائلة: “لا أنتي زرع رباني، ثقفي نفسك فنيًا، وشوفي الحلو، وشوفي الوحش”.
وبالفعل أخذت لوسي بالنصيحة، وبدأت في تثقيف نفسها فنيًا واحترفت التمثيل وبرعت فيه، حتى ظن البعض أنها ممثلة في الأساس، إلا أنها قالت خلال لقائها في برنامج “شيخ الحارة”: “لولا الرقص ما كنت بقيت ممثلة، بحس بالجملة والحركة، الرقص ثقف ودني”، لافتة إلى أن رقص البالية أيضًا هذب خطواتها وعلمها الرقص بخطوات صحيحة بدون إثارة ولا ابتزال ولا استهتار، فهي تحب الرقص وتحترمه كمهنة مثلها مثل باقي المهن.
نوعت في مشوارها الفني بين الرقص والتمثيل، لكن رغم قلة ظهورها على الشاشة، إلا أنها تستطيع بكل سهولة وبراعة أن تجذب الأضواء في كل عمل تقدمه، فشاركت في عدة أفلام مثل: “فارس المدينة، ليه يا بنفسج، سارق الفرح، الطعم والسنارة”، بجانب مُشاركتها أيضًا في فوازير منها: “إيما وسيما، وأبيض وأسود”.
لكن أغلب ظهورها على الشاشة كان من خلال المسلسلات الدرامية مثل: “ليالي الحلمية، النوة، زيزينيا، جحا المصري، كناريا وشركاه، سلطان الغرام، الباطنية، سمارة، ولي العهد، الكيف، البيت الكبير”.
نقدم لك: ملامح من حياة الفنانة شريهان