طُرح حديثًا الفيلم الوثائقي “خان المعلم” للمخرج أحمد رشوان، والذي استطاع “رشوان” من خلاله أن يأخذ المُشاهد المُحب لـ سينما محمد خان إلى تجربة أكثر إنسانية وشمولية لمحطاته المؤثرة في تاريخه الفني.
في حواره مع “إعلام دوت أورج“، تحدث “رشوان” عن كواليس تحضيره للفيلم، وأهمية رصد الأماكن التي صورها رائد الواقعية في أفلامه، وسبب اتخاذه للندوة الأخيرة في حياة “خان” لتصبح نواة السرد الأساسي في عناصر بناء الفيلم، ومعايير اختيار الشخصيات المشاركة به، وغيره الكثير، نستعرضه في السطور التالية:
نرشح لك: 15 تصريحًا لمدير محتوى “The Glocal”.. أبرزها عن “فريق العمل”
1- فكرت في تنفيذ الفيلم منذ عدة سنوات ماضية، حوالي 10 سنوات تقريبًا أو أكثر، وكنا نأجل المشروع من وقت لاَخر؛ بسبب ظروف انشغال “خان” أو انشغالي وهكذا، وعدنا لنستكمله قبل وفاته بشهر، ومن ثمً توفى وعزمت على استكماله وقد كان.
2- بعض اللقطات المصورة داخل الفيلم؛ أثناء تواجد “خان” في المهرجانات وخلال عملنا، كانت اللقطات المعتادة في حياتنا اليومية التي نصورها معًا؛ من أحداث كواليس الأفلام وزيارتنا لمهرجانات مختلفة وما شبه.
3- أستطيع أن أقول أن المواد الأرشيفية الموجودة في الفيلم، كنت أبحث عنها منذ زمن قديم جدًا؛ حتى من قبل معرفتي لـ “خان” وبعدها وقبل وبعد وفاته؛ لأنني شخص يهتم كثيرًا بتجميع المطبوعات والمقالات والأفلام السينمائية القديمة، واهتم جدًا بالأرشفة السينمائية؛ وهو الأمر الذي ساعدني كثيرًا في التحضير للفيلم.
4- سبب اتخاذي للندوة الأخيرة التي أقامها محمد خان فى مركز “دال” فى جاردن سيتي كمدخل لبناء الفيلم الوثائقي عليه؛ لأنه تحدث في الندوة عن كثير من ذكرياته وأناس كثيرين مقربين من حياته، وتفاجأت يومها أنه تحدث عن ذكرياتي معه، ولذا فكرت أن تكون تلك الندوة هي الأساس الذي أبني الفيلم على أساسه وأعود بعده في سياق الفيلم كـ “فلاش باك”؛ وأسرد للمُشاهد حكايتي معه قبل وصولنا لتلك اللحظة في الندوة الأخيرة له.
5- معيار اختيار الأشخاص المشاركين في الفيلم؛ كان لسرد أبرز المحطات الهامة في حياة “خان”؛ فمثلاً سعيد شيمي مرحلة هامة في طفولة “خان”، والسيناريست بشير الديك شاركه في أعمال فنية هامة، وحتى المصور محسن أحمد وعلي الغزولي قدما معه أعمالاً قليلة في العدد ولكنها أعمال هامة ومؤثرة في تاريخ “خان” السينمائي، مثل “زوجة رجل مهم” و”عودة مواطن”، أيضًا الفنانة سلوى محمد علي شاركت في الفيلم على الرغم من قلة أعمالها مع “خان” ولكنها تمثل المحطة الأخيرة من أفلام “خان” وزوجته بالطبع وسام سليمان التي شاركته في حياته ومشواره الفني أيضًا.
6- كان جزءًا مهمًا جدًا أن أبرز العلاقة القوية بين المخرج محمد خان والمصور سعيد شيمي،وأصور عدة لقطات للرسائل الكثيرة التي شهدت على علاقتهما منذ الطفولة، ولكن تزامن إصدار كتاب “خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي” مع صدور الفيلم هو صدفة، و”شيمي” كان يعلم بمشروع الفيلم الوثائقي الذي كنت أعمل عليه من زمان.
7- فضلت أن أصور الأماكن التي صور فيها “خان” من قبل؛ في الفيلم الوثائقي، لتوثيق حالة التغييرات التي طرأت عليها على مدار كل تلك السنوات، وهي ما نستطيع أن نقول أنها مقاربة أو مقارنة بسيطة لما كانت عليه وما اَلت إليه، فـ “خان” أستطاع أن يوثق القاهرة على وجه الخصوص بشوارعها وبكباريها وأماكنها كما لم يصورها أي مخرج مصري من قبل، وكان يجب أن نرصد فكرة “الأماكن” بالفيلم.
8- جملة الفنان نور الشريف، “في مخرج جديد بيصور في الشارع زي ما يكون في الاستوديو”؛ التي قالها للسيناريست بشير الديك عن “خان” قبل تعاونهما معًا في فيلم جديد، والتي يرويها “الديك” في الفيلم الوثائقي، يقصد بها أن “خان” كان معروفًا بشجاعته دومًا بالتصوير في الشارع وعن احترافه في ذلك على عكس أغلب المخرجين، كما كان يحب الواقعية كثيرًا وأن تبدو الأشياء حقيقية كما هي، حتى أن كل تلاميذه تأثروا به جدًا في ذلك، وصاروا على خطاه، فمثلاً أنا ما زلت أفضل التصوير في الشارع على الرغم من صعوبته ومشاكله الكثيرة.
9- اختيار “خان” لأغلب فريق عمل فيلم “في شقة مصر الجديدة” من البنات؛ جاء وفقًا لاختياراته الفنية التي كان يبنيها على نوعية الفيلم، بحسب ما شعر مثلاً أن هذا الفيلم أنثوي، وأرى أن نظرته صحيحة في اختياراته، لأن حساسية المرأة سواء كانت مخرجة أو مصورة أو ممثلة تختلف دومًا، فضلاً عن أن “خان” كان يهتم دومًا بتقديم المواهب وتدريبها دومًا ويحب المغامرة في أفلامه.
10- تواصلت معي ليان شوّاف، مديرة مهرجان السينما العربية في باريس؛ لمشاهدة النسخة الأولى من الفيلم ومن ثمً طلبت مني أن يكون العرض الأول للفيلم في المهرجان، وتقديرًا مني للمهرجان وقيمته، وافقت أن أشارك به في عودته الأولى لهذا العام بعد توقفه لفترة.
11- الفيلم موجه لكل جمهور “خان”؛ سواء كانوا من الجمهور أو المُشاهد العادي المحب لسينما “خان”، أو صناع الفن داخل الوسط الفني أو خارجه أو لدارسي السينما؛ فهو لكل الشغوفين والمحبين لمعرفة المزيد عن فن “خان”.
12- يهمني أن تجربة “خان” تصل لكل عشاق سينما، وصلني تعليقات إيجابية كثيرة من ناس لم أعرفهم من قبل، وسواء كانوا عرب مقيمين في الخارج أو داخل مصر؛ مشيرين إلى أن الفيلم أثر فيهم بشدة، ويختلف تأثير مشاهده من شخص لاَخر؛ وكانت أبرز التعليقات عن رغبتهم في طول مدة الفيلم لافتين إلى أن “كان نفسهم الفيلم ما يخلصش” أو يكون مدته أكثر من ساعة، وهي جميعها تعليقات تسعدني كثيرًا.
13- طرحت الطبعة الأولى من كتاب “محمد خان.. معانقة الحياة” في فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للفيلم العربي بقابس في سبتمبر 2016، والطبعة الثانية في مهرجان الكرامة بالأردن في ديسمبر 2016، ثم الطبعة الثالثة في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في مارس 2017، الكتاب كان نوعًا من التوثيق لتجربة “خان”؛ حيث إنه يحمل شهادتي عن “خان”، والمذكورة في الفيلم أيضًا، وشهادة كثير من تلامذته والمقربين له من أصدقائه، فضلاً عن بعض الدراسات النقدية عن الأفلام، وأعتقد أنه كان مهمًا أن يكون متوفرًا في نسخ أخرى للتوزيع خارج فعاليات المهرجان أيضًا.
14- اتعلمت من “خان” الكثير، أبرزها الشغف بالسينما والحياة، يعني حُب السينما والحياة، لأنهما وجهان لعملة واحدة؛ أي أنك إذا كنت تحب السينما ستحب الحياة، وإن كنت تحب الحياة ستحب السينما، لأن العمل في مجال صناعة السينما سيجعلها تأخذ كل وقتك تقريبًا، فتصبح حياتك كلها تقضيها مع فريق العمل وأماكن التصوير.
15- أهدي فيلمي الروائي “قابل للكسر”، والذي سيطرح قريبًا في الأسواق، لـ محمد خان، فلا أنسى أنه قد أعرب في ندوته الأخيرة عن إنتظاره لفيلمي الروائي الثاني؛ والذي كان يعد بمثابة “نبوءة” له من قبل تنفيذه وطرحه.
شاهد: أزياء هاني البحيري لشتاء 2019 أبرزها فستان زفاف بـ200 مليون جنيه