نقلا عن جريدة المقال
قبل 10 أعوام وأكثر كنا نقرأ عن كبار النجوم الذين يعتصمون أمام مكتب وزير الإعلام في الطابق التاسع بمبنى ماسبيرو من أجل حجز مساحة مميزة لمسلسلاتهم على القناة الأولى أو الثانية الأرضية، الآن توافق الفنانة نادية الجندي ومنتج مسلسلها “أسرار” على عرض المسلسل وهو الرابع في مشوار نجمة الجماهير قبل شهر رمضان بثلاثين يوما لتكون نادية الجندي هي أول ممثلة تحمل لقب “نجمة شهر شعبان”، ما يفتح الباب أمام تساؤل لا يحتاج لتفكير كبير قبل الإجابة عليه، هل انطبقت سنة الحياة على جيل الكبار في الدراما المصرية وبات وجودهم على الشاشة الرمضانية غير مطلوب، الإجابة من واقع الإحصاءات هي نعم، فرمضان المقبل لا يشهد سوى وجود نجم وحيد هو عادل إمام من خلال مسلسله الرابع ” أستاذ ورئيس قسم”، عبر ثلاث مواسم متتالية والرابع في الطريق يستفيد الزعيم من ابتعاد المطول عن الشاشة الصغيرة ويقلب الآية، يبتعد عن السينما منذ أخر أفلامه زهايمر، ويتفرغ للتلفزيون محققا الأجر الأعلى، لكن المفارقة كانت في غياب يحيي الفخراني الذي ظل لعشرين عاما تقريبا هو النجم الرمضاني الأول، أما نور الشريف فغاب لأسباب صحية وإن كانت أخر مسلسلاته لم تحقق نجاح ثلاثية سعد الدالي وعائلة الحاج متولي على سبيل المثال، يسرا انشغلت بخوشيار هانم في سراي عابدين، ليلي علوي مهتمة ببرنامج نجم العرب، إلهام شاهين شغلتها السياسة فخصمت من تركيزها الدرامي، وحدها نادية الجندي كان بإمكانها أن تكون النجمة الكبيرة الثانية هذا الموسم بعد تأجيل عرض مسلسل “أسرار” العام الماضي لعدم الانتهاء من تصويره وكان من المفترض أن يعرض على التلفزيون المصري حسب الخطة المعلنة، لكنه ذهب إلى قناة سي بي سي التي ستطلق الحلقة الأولى الأحد المقبل، ليلتقى الجمهور بالطبيبة الشرعية التي تحقق في مقتل زوجها وابنتها على مدى 30 يوما بمفردها قبل أن تبدأ المائدة الرمضانية الدسمة، منتج المسلسل محمد مختار يقول أن العرض المادي كان مغريا من سي بي سي بشرط عدم انتظار خريطة رمضان، حسنا التصريح هنا على مسئولية المنتج الذي لم يكشف عن الرقم طبعا، لكن الواقع يؤكد أن المسلسل لم يكن ليجد له مكانا على الخريطة الرمضانية وسط سعي كل قناة خاصة للحصول على 3 أو 4 مسلسلات لنجوم لهم جاذبية تناسب الجيل الحالي الذي لم يتابع “شهد الملكة” ولا ” عزبة الصفيح” ولم يهتم بمغامرات نادية الجندي في إسرائيل ومواجهتها الدامية مع الإرهاب وشبكات الموت، لا يعني هذا أن جمهور نادية الجندي كله قد نفذ، بالتأكيد هناك فئة من الجمهور لا تزال لديها الرغبة في المتابعة خصوصا من كبار السن وربات البيوت ومحبي الدراما الممطوطة، لكن كل هؤلاء لم يعودوا يشكلوا أغلبية بعد في ظل مسلسلات أخرى إما كوميدية تعتمد على الضحكات الطازجة ونجوم انطلقوا قبل خمس أو ستة سنوات على الأكثر ما يجعل ولاء الجمهور الحالي لهم لا لنادية الجندي، كذلك المسلسلات المشوقة تشهد اختفاء جثث وكتب تنزف دما وشبكات تطرف في جبال وكهوف وضابط يتحول إلى صائد أرواح، كل هذا التنوع لم يعد مناسبة لا لنادية الجندي ولا جيل الكبار، الذي بات عليه أن يعيد حساباته إما أن يعلن الاعتزال نهائيا ويكتفى بالظهور في البرامج التلفزيونية الرمضانية أو يستجيب لمتغيرات العصر ويشارك النجوم الجدد البطولات المشتركة وهو أمر قد يوافق عليه بعضهم كما أتوقع لكن من الصعب اقناع نادية الجندي بخوض المغامرة والدليل أنها اكتفت أخيرا بأن تصبح نجمة شهر شعبان.