محمد عبد الرحمن: طابور خامل في الصحافة المصرية

كيف نفسر ظهور “تعبيرات إخوانية” في صحف مؤيدة لثورة 30 يونيو؟
لماذا تكررت “التعبيرات” في صحف حكومية وخاصة على حد سواء؟

نقلا عن جريدة المقال

 
كواقعة الحمار في المطار، ككارثة إظلام ماسبيرو، جاء تكرار نشر تعبيرات إخوانية في صحف ومواقع خاصة وحكومية بمثابة رسالة إنذار قد تكون أخيرة حول المستوى الذي وصلت له معظم الصحف والمواقع المصرية أيا كان نمط ملكيتها، أن يكتشف القراء بعد النشر لا الصحفيين قبل النشر وجود تعبيرات لا تظهر إلا في أدبيات وإعلام الإخوان، هذا يعني إما أن الطابور الخامس الموالي للإخوان تغلغل داخل هذه الصحف، وهو سيناريو لا يمكن نفيه لأن هؤلاء موجودون فعلا في كل مصلحة حكومية ومؤسسة رئيسية في نسيج الدولة المصرية، لكن هل يمتلك هؤلاء الجرأة على أن ينشروا “تعبيرات إخوانية” في تغطيات منشورة في صفحات رئيسية بصحيفة عريقة مطبوعة أو موقع إلكتروني ذائع الصيت، المنطق يقول أن لو أحدهم مررها فإن أخرين يراجعون خلف منه، ولو حدثت مرة فكيف تكررت بعدها في مكان أخر بنفس الأسلوب، الأمر الذي يجعل سيناريو الطابور الخامس مستبعدا في هذه الوقائع، ويضع بدلاً منه سيناريو “الطابور الخامل”، فحسب المنشور عن ملابسات الواقعتين فإن من كتب استعان بأداة copy و paste وتخلى عن التركيز، فمن الوارد جدا أن يستكمل المحرر موضوعه بفقرة مكررة تكون في نهاية التقرير، لكن عليه أولا أن يقرأ الفقرة جيداً قبل نقلها كما هي ربما تغير تاريخ أو هناك خطأ في اسم أحد الأشخاص، والأهم عليه أن لا ينقل من مواقع إخوانية، هنا نحن أمام تورط كامل نتج عن حالة خمول مستعصية جعلت التركيز مفقود لدى المحرر خلال “النقل” ومعدوم لدى كل من راجع المادة قبل نشرها، مؤشر خطير لا يمكن فصله عن مؤشرات أخرى ظهرت على سطح الحياة السياسية والإعلامية والإقتصادية في مصر خلال الشهور الأخيرة، البيوت عندما تسقط لا يحدث ذلك فجأة، التشققات والتصدعات تستمر لشهور وربما لسنوات، ومؤسسات الدولة وحتى تلك التابعة للقطاع الخاص بها الكثير من عوامل الإنهيار، وما جرى في الجريدة القومية والموقع الصحفي التابع لشركة خاصة يؤكد أن الدقة غائبة والكفاءة ربما تكون موزعة بشكل غير مهني فتظهر مواد صحفية جيدة جدا وأخرى ضعيفة للغاية، ما حدث انعكاس لسلبيات هوس الإنشغال بتحقيق ترافيك مرتفع، وتسويق روابط الموضوعات عبر السوشيال ميديا بدون الإلتزام بأي قواعد، فوقع الجميع في شر أعمالهم، صدرت قرارات نقل وعقاب لكل من شارك في حالة “الخمول” التي أدت لظهور التعبيرات الإخوانية، فيما هللت طبعا المواقع والقنوات المؤيدة للمرشد ورجاله، حقهم بصراحة، وحقنا أيضا أن نصرخ مجددا ونحن نطالب باستفاقة مر أوانها منذ زمن بعيد، استفاقة تنقذ الصحافة والإعلام في مصر من هؤلاء الذين يتصدون للمناصب لأسباب شتى ليس من بينها أبدا الكفاءة والإبداع والقدرة على العمل تحت ضغط، ما سبق لا يعني التعميم، هناك كفاءات حقيقية في كل هذه الأماكن لكن الإحباطات وفساد النظام بشكل عام يجعل اللامبالاة هي الحائط الذي يتركن له هؤلاء الأكفاء، التعميم غير مطلوب من جانبها، والقول بأن هذه الوقائع فردية غير مقبول من جانب المقصرين، والإكتفاء بعقاب المتسبب المباشر لا يعني أن البيئة الصحفية قد تطهرت واستعادت هوائها النقي، هذا ما نحتاجه وبسرعة للقضاء على الطابور الخامل والطابو الخامس على حد سواء.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضا : 

 محمد عبد الرحمن: نادية الجندي.. نجمة شهر شعبان   

 محمد عبد الرحمن : حمار المطار + ظلام ماسبيرو = عليه العوض ومنه العوض   

 محمد عبد الرحمن : الترند المزيف .. هكذا يصنعون الأولويات الوهمية

محمد عبد الرحمن : خطورة أن يخاصم الرئيس الإعلام المعارض

 محمد عبد الرحمن : مبارك “يحاصر” السيسي إعلامياً   

محمد عبد الرحمن : كلنا في هموم “السوشيال ميديا” عرب !! 

 محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني   

محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”

محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي

أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

.

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا