لفت نظري في مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الزميل شريف عامر، أنه أرسل عتابًا جديدًا للإعلام! وهي ليس المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فلن نجاوز الحقيقة إذا قلنا أن العلاقة بين السلطة والإعلام “متوترة” بل وكذلك بين الإعلام وغالبية الشعب!
المتابع لحال الإعلام منذ عام 2011 يجد أنه يسير بتخبط شديد دون “بوصلة” واضحة وزاد من ارتباكه تعدد الأنظمة التي تعاقبت على إدارة الدولة منذ أحداث يناير 2011، وهو ما أحدث ارتباكًا شديدًا للقائمين على إدارة الإعلام، وهنا من الممكن أن نقول أنه منذ خمسينيات القرن الماضي كان يوجد قائد يدير الإعلام ويقوم بتوجيهه، ولكن في السنوات الماضية انكشف “السقف” وانشكف معه الكثير من الإعلاميين! وهو ما سبب حالة من عدم الرضا زادت يومًا بعد يومٍ لدى جميع الناس، وكانت النتيجة انصرافهم عن البرامج التي كانوا يتابعونها يوميًا، وأصبح كل “فريق” سياسي يستخدم الإعلام كأداة أساسية من أدواته لمحاربة خصومه، حدث ذلك على مرأى ومسمع من جميع المصريين، وبدء الرصيد المهني والأخلاقي لدى الإعلام المصري يتراجع! ووصل الحال لتوجيه الاتهامات والتحريض من فوق منصات “التوك شو”!؟.
مما لا شك فيه حالة التخبط والتلون التي سادت غالبية وسائل الإعلام كانت محل سخرية شديدة وزاد الأمر صعود وجوه من خارج المهنة لصدارة المشهد الإعلامي وهو ما أصاب مهنية الإعلام المصري في “مقتل” كنت أسمع زملاء للمهنة في أكثر من دولة أزورها يتعجبون كيف يسمح لهؤلاء أن يتصدرون المشهد الإعلامي المصري، فاللغة التي يتحدثون بها لا تليق! فكيف لمن كان “الرائد والمعلم والملهم” أن يصل لمثل ذلك المستوى، ولكن حالة الإرتباك التي كانت عليها الدولة أصابت الجميع وبعد مثل هؤلاء في “غفلة” من الزمن.
اللافت أن معظم الإعلاميين حاولوا التقرب من السلطات التي ظهرت في السنوات الماضية ولكن كان التعامل معهم يتم بحذر شديد، بعد أن انكشفوا لأولي الأمر وكان التعامل معهم بمقدار “تقرب” من السلطة لا يرضيهم، فهم يريدون أن يكونوا في صدارة المشهد مثل من سبقوهم في نظام “مبارك”.
وظلوا يديرون مؤسساتهم على هوى كل مرحلة من شباب الثورة إلى القوى السياسية إلى المجلس العسكري وصولا لكسب ود الإخوان! المهم أن نحقق مصلحة شخصية ونكون قريبين من أصحاب السلطة، وروي لي أحد ممن كانوا قريبين من الذراع الإعلامية “للجماعة” انهم عندما اشتد الهجوم عليهم بحثوا عن حائط صد إعلامية فوجدوا ترحيب من أسماء كثيرة للتعاون! للأسف لم يستقلوا برأيهم ولم يغلبوا الصالح العام فوق مصلحتهم! وأصبح هناك ما يعرف “بالمهنية الذاتية”، وغابت الضوابط والقواعد وأخلاقيات المهنة فلم يتمسكوا بها وفي نفس الوقت لم نجد “موهبتهم” تحميهم لأن الفارق بينهم وبين من سبقوهم كبيرا جدا! ولن أكرر ذكر أسماء ومواقف وقفت في الأستوديوهات او كتبت مانشيتات ” تلعن” في أيام الأنظمة السابقة، وهم ذات الأشخاص الذين كانوا يكيلون المديح “إناء الليل وأطراف النهار” لهم وينتظرون موعدا للقاء!
لذلك من يديرون الدولة الأن يعلمون جيدا خبايا ما حدث منذ 2011 وحتى الآن! وتجد من وقت لآخر عتاب او رسالة غير مباشرة تكشف عدم الرضا عن حال الإعلام! ممكن أن تختلف مع الطرفين السلطة والإعلام ولكن في النهاية، الأول يجب أن يحاسب من يتصدرون المشهد الإعلامي أنفسهم ومراجعة مواقفهم قبل أن يحاسبوا أي سلطة! ويعودوا لكسب “ثقة” الشارع قبل “ثقة” السلطة الحاكمة، حتى لو كانت استقلالية الإعلام في مصر “منقوصة”.
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: الدراما المصرية.. إلى عنق الزجاجة!
شاهد| اليوتيوب يخطف هؤلاء من التليفزيون في 2018