نقلًا عن المصري اليوم
مارست رياضة (اليوجا) فترة ليست بقصيرة من حياتى – واليوجا ليست كما هو مروج عنها مجرد مجموعة من الحركات الغريبة – نفعتنى كثيرا ملاحظاتها وفلسفتها أكثر من كونها أضافت لى على المستوى الجسدى.
ومن أهم دروسها (الثبات)، هناك تمرين أن تقوم بتثبيت حركتك فجأة أثناء قيامك بأى شىء، أثناء الأكل، المشى، الكلام أو الضحك.. تقوم بعمل (فريز) للمشهد وتتأمل نفسك جيدا.. هذا التمرين يجعلك تكتشف كوارث فى طريقة أكلك مثلا أو حركات يديك أو مشيتك أو جلوسك!!، إنه تمرين لإعادة تقييم الأمور العادية فى حياتك.. أقوم به بين الحين والآخر ويبهرنى!.
أستخدم (السلم) ولا أطيق انتظار (المصعد)، كانت هذه أولى ملاحظاتى المضحكة على سلوكى حين قررت أن أراقب نفسى قليلا.. وأتغير..
فأنا لا أختار السلم من باب الرياضة أو فوائده الجمة.. لكن من قلة الصبر.. فأنا لا أمارس فضيلة (الصبر) وأجد نفسى أحيانا كثيرة متعجلة فى كل شىء..
الصبر فضيلة لا يقدر عليها سوى حكيم وصاحب خبرة.. بينما أنا تخذلنى خبرتى كثيرا ولا أجد معنى من انتظار بلا عمل..
أختار الصعود البطىء المتعب ولا أقوى على البقاء فى طابور الانتظار الطويل تحت رحمة عامل المصعد ولا الشعور الخانق بالاستسلام داخله..
أصل فى نفس الوقت تقريبا.. وأحيانا أصل بعد هؤلاء المحظوظين ركاب المصعد.. لكننى أصل بفخر غريب.. وبعد سنوات اكتشفت أيضا أننى أصبحت أكثر قوة بفضل تلك (السلالم) التى أغنتنى عن انتظار (المصعد)!.
نرشح لك: دينا عبد الكريم تكتب: كلمة السر (المنيا)!
فضيلة أخرى لا أطيق ممارستها.. يسمونها (الحزن النبيل) الصامت الذى لا يخرج خارج الصدور ويلازم صاحبه فى هدوء…
الحقيقة أننى جربته كثيرا ولم يساعدنى أبدا، فكرهته وغضبت منه! أى معنى للحزن دون (غضب)؟! أن تحزن على حالك، أم أن تغضب لتغييره!!..
جيراننا فى فلسطين يكررونها شعارا #لاتحزن_إغضب، فحقا لن ينفعنا الحزن شيئا ولن يضيف لحيواتنا سوى انكسار تلو انكسار..
جربوا الغضب قليلا.. جربوا المصارحة وقول الحقيقة.. جربوا الصراخ أحيانا.. فإنه مفيد!!.
لا أمارس فضيلة (العتاب) فطالما خذلتنى تلك المحاولات الفاشلة لقول (أحبكم) بطريقة لم تفهم.. وانتهينا إلى أن عدنا بعدها – كما بدأنا – معارف!.
لا أمارس فضيلة (البقاء) وانتظار أن يتغير شىء من الأمور.. أشعر بالغربة.. فأرحل.. ولطالما كان الرحيل سر سلامى.. ففى كل مرة وصلت فيها إلى شواطئ أجمل.. كان يسبقها رحيل مؤلم!.
شاهد: يحدث لأول مرة.. في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب