طارق الشناوي نقلًا عن المصري اليوم
شاهدت إيمان البحر درويش عبر (اليوتيوب) وهو يؤذن لصلاة الفجر، ثم وهو يقرأ- أظنها لأول مرة- فى حفل غنائى سورة (الفجر) بعدها امتزج نداء (الله الله) بتصفيق الجمهور.
إيمان يؤدى الأذان بطريقته، كما أنه يقرأ القرآن بعيدا عن القراءات السبع المتعارف عليها، القراءات المستقرة، من اجتهاد شيوخ أفاضل، ومن حق من يقرأ القرآن أن يضيف لها. لاحظت أن أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب فى أدائهما القرآنى المتوفر عبر (النت)، أضافا أداء نغميا مغايرا، المعروف أن الشيخ زكريا أحمد هو الذى حفظ أم كلثوم بأسلوبه سورة (إبراهيم).
نرشح لك: محمد عبد الرحمن يكتب: إستراحة مشاهد.. جريمة أشرف عبد الباقي
لا يوجد ما يمنع قطعا أن يردد مطرب القرآن فى حفل عام، والتعبير بالتصفيق لا يجرح جلال القرآن، الشيخ عبدالباسط عبد الصمد عندما كان يقرأ آيات الذكر الحكيم فى باريس، صفقوا له لمدة عشر دقائق، وأغلب الشيوخ الكبار لديهم دراية عميقة بعلوم النغم، حتى لو لم يتلقوا تعليميا أكاديميا، فهم يدركون الفارق بين (الصبا) و(السيكة) و(البياتى) وغيرها، والمسافة ليست بعيدة بين علم النغم وعلوم تجويد القرآن.
الشيخ محمد رفعت (صوت الجنة)، كان يدندن الطقاطيق والموشحات والقصائد العاطفية، إلا أنه كان يخشى أن يسجلها بصوته، حتى لا يعتبرها بعض المغالين معصية لا تغتفر.
الجانب الآخر للصورة، وأعنى به عددا من المطربين، الذين شرعوا، أو بتعبير أدق، حاولوا تسجيل القرآن بأصواتهم، وواجهتهم معارضة شديدة.
أم كلثوم كانت تتمنى تسجيل القرآن كاملاً، وهى بالطبع استندت إلى ثقافتها وتدريب صوتها منذ الطفولة على الأداء القرآنى.
كان من المفترض أن أم كلثوم تلقى ترحيبا، إلا أن المفاجأة أن الأزهر فى الستينيات حال دون رغبتها، الموسيقار محمد عبدالوهاب وثقافته أيضاً دينية، وكان يحفظ الكثير من أجزاء القرآن الكريم على يد شقيقه الكبير الشيخ حسن عبدالوهاب، فهو من دراويش (سيدى الشعرانى)، إلا أنه تلقى اعتراضا قاسيا من الأزهر، عندما فكر أن يقرأ القرآن وبخلفية موسيقية لآلة العود، أشبه بنغمات الموسيقى التصويرية، بعدها طلب فقط تسجيل القرآن بلا عود، اعترضوا أيضا، وله تسجيل متوفر عبر (اليوتيوب)، وهو يقرأ سورة (الضحى)، ولكن كالعادة هناك رفض مسبق وأظن له علاقة بـأنه مطرب، وهذا يعنى لدى المتزمتين تقليلا من شأن قارئ القرآن، ونزولا به لمرتبة أدنى.
فى السنوات الأخيرة لدينا أكثر من مطرب أعلن عن رغبته فى تسجيل القرآن، مثل على الحجار ومحمد الحلو وإيهاب توفيق وأحمد سعد، ولا أظن أيا منهم حظى بموافقة.
تردد مؤخرا، أن المطرب الذى يريد تسجيل القرآن، عليه اعتزال الغناء، وكأنه يعترف ضمنا بأن الغناء معصية، إنها كما ترى وجهة نظر لا تتعامل على أرض الواقع، حيث إن أغانى هذا المطرب متوفرة عبر كل الفضائيات، فما هى الجدوى إذن وراء توقفه عن الغناء، مثلما اشترطوا فى وقت سابق على الممثل الذى لعب دور سيدنا عمر رضى الله فى مسلسل (الفاروق) أن يظل خمس سنوات بعيدا عن الاستديوهات.
خسر الإسلام كثيرا، لأن الأزهر الشريف لم يسمح لأم كلثوم وعبدالوهاب بتسجيل القرآن، أتمنى ألا يضعوا أى عراقيل أمام مطربينا لو تقدموا بالطلب، ويقف فى أول الصف الآن إيمان البحر درويش!!.
شاهد| بالعقل 3: آل باتشينو العرب