بمرور السنوات في حياة كل شخص منا بالتأكيد سيمر خلال عمره بالعديد من المكتسبات سواء في حالة النجاح والفرح أو الحزن والإنكسار، هكذا هي طبيعة الحياة بشكل عام، لكن الأهم إلى متى ستصمت وإلى أين ستصل بحياتك إلى بر الأمان؟
مؤكدًا من ضمن الحالات الغريبة والملهمة للغاية خلال السنوات الماضية، هم حالاتي الفنان أحمد مكي ولاعب الكرة العالمي محمد صلاح، فكل منهما قصة تجعل الأبدان تقشعر، وأنت تراهم أمام عينك واقفين وصامدين رغم مرورهم بظروف حياتية قاسية للغاية، تجعل أي شخص منا لو لم يمتلك الإرادة والقوة والصبر والكفاح والتمسك بالأمل الذي يبثه الله في نفوسنا، لكان القدر لعب دورا آخر مغيرًا لمجرى حياته.
نرشح لك: محمد عبد الرحمن يكتب: إستراحة مشاهد.. جريمة أشرف عبد الباقي
فمكي وصلاح بينهما عدة اشتراكات حياتيه نوعًا ما، فالثنائي مبدع وله بصمة بمجاله رغم الظروف القاسية التي مر بها كل منهما، حيث أن صلاح قبل أن يرحل لبدء رحلته الاحترافية والتي بدأت في نادي بازل السويسري، مر بالعديد من الأزمات ومنها السفر اليومي والإصرار على النجاح من قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية إلى نادي المقاولون العرب والكائن بمنطقة مدينة نصر، ثم أراد المولى أن يبدأ رحلة احترافه بعد أن رفضه نادي الزمالك المصري للانضمام له نظرًا لأنه غير مؤهل للعب في نادٍ كبير مثل الزمالك، وبمرور الشهور والسنوات والانتقال من فريق إلى فريق أكبر آخر، أصبح محمد صلاح حامد غالي طه أحد أهم وأبرز لاعبي كرة القدم في العالم حاليًا، عن جدارة واستحقاق، وبالرغم من المعوقات التي مر بها في بداية انتشاره في أوروبا ومنها اللغة والثقافة والقوة البدنية ليصبح بمرور الوقت من أحد أفضل ثلاث أسماء للاعبي كرة القدم على مستوى العالم، ليصبح حلمه الشخصي حقيقة علي أرض الواقع وأكثر مما يتمنى أو يتخيله بالمرة.
أما الفنان أحمد مكي والذي ولد في الجزائر وتربى وترعرع بحي الطالبية بالجيزة، كان أحد القصص الملهمة أيضًا في مجال الفن، حيث عافر في الكثير والكثير من التجارب لتحقيق حلمه الخاص والعمل عليه بأكثر من طريقة، سواء كان مخرجا أو مؤلفًا لأحد الأعمال الفنية، أو بطلًا لأعمال أخرى بعد مرور السنين، فمكي من القلائل الذين مروا بظروفٍ اجتماعية غريبة كانت نتيجتها الحتمية أن تقضي على حياة أي شخص آخر لولا الإرادة والصبر وإيمانه بأن فرج الله سيأتي، وذلك بعد أن سيطر عليه المرض بشكل قوي وأصبح بعيدَا عن الشاشات وعن العمل بل عن الحياة الاجتماعية أيضًا، نظرًا لمروره في السنوات الماضية بأزمة صحية أوصلته إلى أنه لا يستطيع أن يأكل ويشرب مثل أي بني أدم طبيعي، وهذا الأمر في غاية القسوة بالتأكيد.
فمع مرور الأشهر والسنين والتي أبعدت مكي عن الساحة الفنية والاجتماعية، كان يعاني فيها أمر المر بذلك المرض اللعين، وخصوصًا بعد تخلي العديد من أصدقائه سواء كان من الوسط العام أو الوسط الخاص عنه، ليصبح وحيدًا شريدًا لا يرى أمامه إلا أهل بيته فقط، الذين يراعونه، لكن مع إصراره وإرادته استطاع أن يغلب المرض بنفسه وبإيمانه في أن الله هو العافي والشافي والسند لكل شيئ في حياتنا، وهذا ما أكده هو شخصيًا عندما قام بتسجيل حلقة تليفزيونية مع الإعلامية مني الشاذلي خلال الأيام القليلة الماضية.
حالتا مكي وصلاح بكل تأكيد هم قصص ملهمة ضمن قصص كثيرة مؤثرة في حياتنا العامة، فالإرادة والقوة والصبر علي البلاء والإيمان بقدرة الله في تغير الواقع المرير لكل منا هم أسس هامة في حياتنا، فإذا أردنا العيش في هذه الدنيا “المؤقتة” بشكل محترم وملهم، يجب علينا جميعا إتخاذ مثل هذه الأسماء الشابة قدوة في حياتنا للاستمرام لنصبح دائما أفضل وأقوى بمرور الوقت.
شاهد| بالعقل 3: آل باتشينو العرب