نرمين حلمي
أتاحت شركة “فيسبوك” لكبرى شركات التكنولوجيا، بحق الوصول لبيانات المستخدمين، بنحو ما يصل لـ 150 شركة، تشمل شركات التقنية والترفيهية، والمؤسسات الإعلامية، وتجار التجزئة.
ووفقًا لـ تحقيق “نيويورك تايمز“، منحت شركة التواصل الإجتماعي، شركة “نتفليكس” المتخصصة في خدمة بث الفيديو على حسب الطلب، و”سبوتيفاي “Spotify” المتخصصة في الخدمات الصوتية عبر الإنترنت، إمكانية الوصول إلى الرسائل الخاصة بالمستخدمين من أجل مشاركة المقاطع الصوتية والعروض عبر”Messenger”.
و سمحت لـ “بينج Bing” التابع لمايكروسوفت، برؤية قائمة أسماء أصدقاء المتابعين دون إذنهم، كما سمحت لـ متجر “أمازون” الإلكتروني بالوصول إلى أسماء المستخدمين ومعلومات التواصل الخاصة بهم من خلال أصدقائهم، بالإضافة إلى استفادة “ياهو “Yahoo
من المنصة بعرض مشاركات الأصدقاء في الفترة الأخيرة مثل ما كانت في الصيف الأخير.
صُممت الاتفاقات بين الشركات لصالح الطرفين؛ بحسب ما نُشر في التحقيق، على أن يكتسب “فيسبوك” المزيد من المستخدمين ويصبح أكثر ترسخًا عبر مواقع الإنترنت والأجهزة الإلكترونية، بينما تتمكن الشركات الخارجية من تصميم منتجاتها بشكل أكثر فاعلية.
نرشح لك: نتفليكس تخطط لإنتاج 90 فيلم سنويًا بميزانية 200 مليون دولار
وفي السياق ذاته، صرح ستيف ساترفيلد، مدير الخصوصية والسياسة العامة في “فيسبوك”، في إحدى اللقاءات، بأن الشركات لم تنتهك قواعد خصوصية مستخدميها أو اتفاق لجنة التجارة الفيدرالية، مضيفًا إلى أنه طُلب من الشركات، الالتزام بسياسات “فيسبوك”، لافتًا إلى أنه وفقًا للاتفاقيات، اعتبر “فيسبوك” أن وصول الشركات الخارجية، يعزز من ميزاتها، لذا لم تكن هناك حاجة إلى الحصول على أذونات إضافية من المستخدمين؛ نظرًا لأن الدخول محكومًا بشروط استخدام “فيسبوك” على حد وصفه.
ومن جانبهما، أشارت شركتي “نتفليكس” و”سبوتيفاي” إلى أنهما لم يدركا أنهما منحا هذا الحق في الوصول للبيانات.
لفت متحدث رسمي باسم “نتفليكس” في رسالة بريدية إلكترونية أرسلت لـ “بيزنس إنسايدر“، مساء أمس الثلاثاء، أن الشركة قامت بتجربة عدة طرق مختلفة لجعل الشبكة الترفيهية أكثر إجتماعية على مر السنين، مستشهدًا بأحد الأمثلة على ذلك هو الميزة التي أطلقوها في عام 2014؛ لتمكن الأعضاء من ترشيح العروض التلفزيونية والأفلام لأصدقائهم عبر “فيسبوك” من خلال Messenger أو Netflix.
تابع موضحًا أنه تم إلغاء تلك الميزة في 2015، لأنها لم تكن شائعة وقتذاك، نافيًا قدرتهم في الوصول إلى رسائل المستخدمين الخاصة على “فيسبوك” في أي وقت، مشيرًا إلى أنهم لم يطلبوا القدرة في ذلك أيضًا.
وعلقت “نتفليكس” على تقرير “نيويورك تايمز” أيضًا، بنشر تدوينة على الصفحة الرسمية الخاصة بصفحتها على “تويتر”، مستنكرة قيامها بذلك، أو محاولتها للوصول إلى الرسائل الخاصة بالمستخدمين، كاتبة: ” لم تطلب Netflix، أو تمكنت من الوصول للرسائل الخاصة لأي شخص إطلاقًا. نحن لسنا من النوع الذي ينزلق في الرسائل الخاصة بك”.
Netflix never asked for, or accessed, anyone's private messages. We're not the type to slide into your DMs.
— Netflix US (@netflix) December 19, 2018
وكانت “نيويورك تايمز” اطلعت على أكثر من 270 صفحة من وثائق “فيسبوك” الداخلية، وأجرت مقابلات مع أكثر من 60 شخصًا، يشمل موظفون سابقون في “فيسبوك” وشركائها ومسئولون حكوميون سابقون، والتي كشفت عن أن “فيسبوك” سمح لبعض الشركات بالوصول إلى البيانات على الرغم من تلك الحماية، كما أنها تثير تساؤلات حول ما إذا كان موقع “فيسبوك” قد تعارض مع اتفاقية عام 2011 التي عقدت مع لجنة التجارة الفيدرالية، ونصت على منع الشبكة الإجتماعية مِن مشاركة بيانات المستخدمين بدون إذن صريح.
جدير بالذكر أن “فيسبوك” تعرضت لعدة أزمات خلال العام الحالي، وكان أبرزها أزمة إساءة استخدام البيانات لبعض مستخدمي موقع “فيسبوك” من قِبل شركة “كامبريدج أناليتيكا”، في الفترة التي سبقت الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
شاهد: إعلانات تعكس العنصرية ضد المرأة