محمد أبومندور: مواعيد فشنك

في الزمن السحيق الماضي كان الأجداد والآباء من شعبنا يستخدمون الساعة لقياس الزمن والتعرف على الوقت وكانوا يستخدمون الساعة المحمولة (ذات الكاتينة – بدون عقارب ولا مينا) وساعة الحائط التي يطل منها عصفور عند رأس كل ساعة وكذلك ساعة اليد مع تطور الحركة المدنية التي لم نعد نشعر بها في ايامنا هذه. وكان الأولون يضبطون ساعاتهم على دقات ساعة جامعة القاهرة تأسياً بساعة بيج بن في لندن ومع ظهور الإذاعة اصبحت تلك الدقات هي الميقات الرسمي للدولة- أو هكذا أفهمونا- وأصبح الناس يضبطون ساعتهم على نشرات الأخبار والتي كانت تأتي على رأس الساعة بدقة كحد السيف لا تتأخر ولا تتقدم عن موعدها.
الآن نشهد عصراً من الفوضى في مواعيد كل شيء وحتى البرامج التي يعلن عن مواعيدها بدقة في كل تنويه بأن البرنامج الفلاني يأتيكم الساعة كذا ولكن يبدوا أن القنوات تعاني من عدم امتلاكها لساعة حتى وإن كانت في يد أحد موظفيها فعلى سبيل المثال من المفترض أن برنامج مانشيت لجابر القرموطي في تمام الساعة السادسة مساءاً ولكنه يبدأ في الساعة 6:10 أو 6:05 أو 6:15 وأنت وحظك وكذلك هو حال برنامج آخر النهار لمذيعيه الثلاثة والذي يبدأ رسمياً في الساعة 8:00 لكنه يبدأ في الساعة 8:10 أو 8:20 حسب كم الإعلانات في هذا الموسم فالمتفرج ينبغي أن يدفع من وقته وأن يتكبد مشاهدة تلك الإعلانات غصباً واقتداراً من القناة حتى يبدأ البرنامج والذي ما أن يبدأ وبعد خمس دقائق يجد فاصل إعلاني جبار في الانتظار فتنقطع الأفكار ولا يتمكن لا المقدم ولا المتلقي من الاستفادة. ومن الامثلة الأكثر استفزازاً برنامج العاشرة مساءاً والذي لم يبدأ يوماً قط في العاشرة مساءاً وقد علل البعض هذا بأن التأخير يجدث بسبب سيشوار وائل الابراشي والذي يستغرق وقتاً طويلاً، لذا اقترح البعض ايضاً تسمية البرنامج – بالعاشرة وشوية مساءاً – على أساس أن الشوية مقياس يمكنك تقبله فهو مقدار غير محدد ومن ثم لا يحق للمشاهد التبرم أو الاستياء.
وبالنسبة للتلفيزيون الرسمي للبلاد فلا توجد مواعيد مقدسة لأي شيء فلا يمكنك عزيزي القارئ أن تعرف وعلى وجه الدقة في أي وقت يعرض أي برنامج فلا مواعيد ثابتة لأي شيء حتى مواعيد الآذان ستجدها تتباين حسب مزاج مسئول البث المبشر. أما في البرنامج العام فحدث ولا حرج فنشرة الآخبار لا تأتي في موعدها إلا في حالات نادرة حيث أنها لابد وأن تتأخر دقيقتين عن الموعد أو أكثر خصوصاً عندما تأتي بعد برنامج مذاع على الهواء حيث يستفيض المذيع ناهباً لوقت النشرة وكأنه يشفي غليله بالانتقام من مذيع النشرة.
وهذا نداء استغاثة لكل مسؤلي البث المباشر ومديري التخطيط البرامجي في القنوات والإذاعات، نرجوا من سعادتكم ضبط ساعاتكم والالتزام بمواعيد البث المعلنة بارك الله لنا فيكم وأعانكم علينا فنحن متفرجين من النوع النمرود ونطلب أن تأتي البرامج في موعدها وهو أمر بغيض على أنفسكم، معلش استحملونا أو احترمونا.

اقرأ أيضًا:

محمد أبومندور: الكبر فينا والعند مالينا

محمد أبو مندور: نصيحة من شخص عادي

محمد أبو مندور : فليمارس جميعنا… الدعارة !

محمد أبو مندور : إعلام “التكاتك” الموازي

محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض

 

 

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا