شاهدت قبل قليل فيلم “الكويسين” لأحمد فهمي برفقة مجموعة من الأبطال، والفيلم يدور من البداية إلى النهاية حول الكنز الذي يحمل اسم “القرموط القرمزي”، وهو عبارة عن جوهرة حمراء يُخطط فهمي للاستيلاء عليها وتقدر بنحو ثمانية عشر مليون دولار، يدور الفيلم في قالب كوميدي خالص، مُعتمدًا على غزارة الإفيهات وكوميديا الموقف.
و”القرموط القرمزي” الذي نسج فهمي ورفاقه الحكاية حوله؛ ترجمه عقلي لموقف جمهور الأهلي من حسين الشحات، لاعب العين الإماراتي الحالي ومنتخب مصر!.
نرشح لك: هشام صلاح يكتب: نجيب الريحاني وأِشرف عبد الباقي بين ماضي التاريخ وحاضر المستقبل
والذي لا يخفى على أحد أن الأهلي يمر بكبوة، وهذه الكبوة يختلف تعريفها من نادي إلى آخر ومن جمهور إلى آخر، فبينما تُعد خسارة الأهلي لـ لقبين أفريقيين مُتتاليين كارثة لإدارته وجمهوره ربما يعد بطولة في حد ذاته إلى نادي آخر وجمهوره.
في كل الأحوال انتفضت جماهير الأهلي عقب خسارة النهائي الأفريقي للمرة الثانية على التوالي، وهذه المرة كانت خسارة ثقيلة وبثلاثية نظيفة من المنافس التقليدي في القارة السنوات الأخيرة “الترجي التونسي”، كان بطلها سعد بقير “بجير” وأنيس البدري الذي نال شهرة أوسع في مصر عقب هدفه في مرمى محمد الشناوي عقب “إفيه” عصام الشوالي “في الوقت القاتل، يشوي يكوي، تلاتة صفر يا البدري”.
ثم خسارة أخرى وخروج جديد من البطولة العربية على يد الوصل الإماراتي، ثم الإطاحة بكارتيرون وتنصيب محمد يوسف مديرًا فنيًا لحين قدوم مدرب أجنبي جديد، ثم مجموعة من الصفقات أبرزها محمود محمود موهبة وادي دجلة ومنتخب مصر صاحب العشرين عامًا، وأخيرًا قدوم لاسارتي مديرًا فنيًا للفريق.
في خضم تلك الثورة والمسلسل الدرامي داخل القلعة الحمراء وفي حالة التجديد وسباق الزمن لعودة الأهلي لوضعه الطبيعي داخل مصر والقارة الأفريقية من حيث الشكل والمضمون، ظل اسم حسين الشحات يتردد في الأروقة كـ”قرموطًا قرمزيًا” مستهدفًا لجماهير الأهلي.
يجد جمهور الأهلي في الشحات “الكنز” الذي ظل أحمد فهمي يبحث عنه طوال ساعتين من “فيلم الكويسين”، وتحديدًا في آخر شهرين، رغم أن الحديث عن الشحات والأهلي وجماهيره يمتد لشهور طويلة.
لكن لماذا الشحات؟
رغم إعلان الأهلي عن التعاقد رسميًا محمد محمد محمود صانع ألعاب وادي دجلة، ومحمود وحيد مدافع مصر للمقاصة وجيرالدو جناح أول أغسطس الأنجولي ولا تزال قائمة التدعميات مفتوحة؛ إلا أن الشحات يبدو كأولوية قصوى لجمهور القلعة الحمراء، ليس فقط لكون الشحات لاعبًا مميزًا أو جوكر يجيد اللعب في أكثر من مركز، لكن الأمر يرجع بشكل أكبر لشخصية الشحات، وهي التي يعتبرها الجمهور الأحمر الشخصية النموذجية لارتداء قميص الفريق.
فاللاعب يظهر في المدرجات من قبل بالتيشيرت الأحمر، وفي الإمارات يرتدي القميص 74 احتفاءً بشهداء بورسعيد، وقبل أيام في كأس العالم للأندية يحرز هدفًا رائعًا في مرمى الترجي ويشير إلى لاعبي الترجي “بالثلاثة” بعد المباراة وهو ما اعتبره جمهور الأهلي إكمالًا لمسلسل “العشق الممنوع” للأهلي حتى الآن.. ورد الاعتبار للهزيمة الكبيرة التي تلقاها الأهلي من الترجي في رادس بالثلاثة أيضًا.
والحقيقة أن الشحات غازل الأهلي وجماهيره من هذا الجانب بشكل ذكي وكافي جدًا، والأهم أنه بدا لامعًا جدًا مع العين الإماراتي، وبالتحديد في كأس العالم للأندية التي حصد فيها المركز الثاني كأفضل مركز يحققه لاعب مصري في تلك البطولة.
يحلُم جمهور الأهلي بمايسترو جديد يقود المسيرة نحو زمن الاكتساح الذي غاب وخفت بعد اعتزال جيل أبو تريكة وبركات ووائل جمعة، واختلاف قواعد اللعبة بعد مجلس حسن حمدي وعودة الزمالك كمنافس قوي بقدرات كبيرة وقوة شرائية أعادت وضع التنافس للاشتعال مجددًا.
لكن يبقى السؤال، هل يستطيع مجلس إدارة الأهلي دفع متطلبات العين الإماراتي للاستغناء عن الشحات؟، وحال إتمام التعاقد هل يستطيع الشحات المشاركة في صنع حقبة كروية جديدة مليئة بالإنجازات مع الأهلي؟!.
الإجابة خلال الأيام القليلة القادمة.
شاهد: أغلى فساتين زفاف في العالم