هالة أبو شامة
كان جمهوره الأول، خالاته الـ 7، فقد كانت كل خالة منهن تصطحبه معها إلى السينما، ولذلك كان من الممكن أن يشاهد نفس الفيلم 7 مرات خلال أسبوع واحد، لكن كما يعرف الجميع فإن في الإعادة إفادة، فنظرًا لتكرار المُشاهدة كان يحفظ الفيلم بكل أغانيه ومشاهده، ومن ثم يُعيد تجسيدها في المنزل أمام خالاته، إلا أن الحظ كان يلازمه منذ ميلاده في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر 1936.
فمن خلال غنائه وتمثيله باللغة الإنجليزية، منذ أن كان بعمر الـ 10 سنوات في ركن الطفل في الإذاعة المصرية بماسبيرو، مع الفنانة لبنى عبد العزيز، وجيراته للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، استطاع الإعلامي الفنان سمير صبري، الدخول إلى عالم الفن من أوسع أبوابه ليُصبح في عصرنا هذا من أكبر القامات الفنية والإعلامية.
وقربه للعندليب الأسمر، جعله مُحبًا للفن بل وعاشقًا له، ولذلك حرص على ملازمًا “حافظ” وضيوفه الفنانين، ووصل به الأمر إلى أنه كان يصاحبهم في زياراتهم لبعض الفنانين الآخرين، بحسب تصريحاته خلال لقائه في برنامج “مفاتيح” مع الإعلامي مفيد فوزي.
فكان يذهب مع الإعلامي جلال معوض، إلى حفلات أضواء المدينة، ويراقبه باهتمام شديد، ليتعلم منه طريقة إدارة حفلة يحيها كبار فناني الزمن الجميل مثل نجاة وشادية وعبد الحليم، وغيرهم، حيث قال “صبري” خلال لقائه في برنامج “مساء الخير” إن “معوض” كان يكتب له أسماء الفنانين الذين يقومون بتقديم زملائهم، ليقدمهم إلى الجمهور قبل أن يقدموا فقرات زملائهم، مؤكدًا على أنه بفضل ذلك تلاشت لديه رهبة المسرح والخوف من الجمهور.
انطلق “صبري” بعد ذلك مُحلقًا نحو أبواب الشهرة والنجومية، فقدم في الإذاعة الإنجليزية بماسبيرو برنامج “ما يطلبه المستمعون”، ومن ثم قدم برنامج “النادي الدولي” الذي يُعد من أشهر البرامج في ذلك الوقت، كل ذلك تزامنًا مع انخراطه في عالم الفن، الذي قدم فيه خلال هذه الفترة العديد والعديد من الأفلام والمسلسلات، وكان أبرزهم فيلم” حكايتي مع الزمان، وعالم عيال عيال، والبحث عن فضيحة، وبالوالدين إحسانا، ونص ساعة جواز”.
إلا أنه بحلول عام 1979، جاء أمر رئاسي في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بإيقاف برنامج “النادي الدولي”، بسبب الحوار الذي أجراه مع الفنانة الصاعدة حينها فيفي عبدة، حيث قال “صبري” عن ذلك الحوار إنه في بداية حديثه معها سألها عن اسمها والبلد التي تنتمي إليه، فقالت إنها من ميت أبوالكوم، التي كان معروف عنها أنها مسقط رأس “السادات”.
تابع خلال نفس اللقاء، أنه بمجرد سماعه اسم القرية ظل صامتًا لمدة 30 ثانية على الأقل ينظر إلى “المونيتور” منتظرا انتقال الكاميرا إليه أثناء لتسجيل الحلقة، إلا أنه بعد إذاعة هذه الحلقة فسر البعض بأن صمته كان سخرية من “السادات” ولذلك جاء الأمر بإيقافه، ولكن بعد أسبوع من ذلك القرار جاء أمر رئاسي آخر بإعادة إذاعة البرنامج، إلا أن “صبري” رفض العودة مرة أخرى.
وبدأ من جديد في الظهور عبر الشاشات من خلال عدة برامج أخرى قام بتقديمها عبر شاشة التليفزيون المصري مثل برنامج “الفرقة 16″ و”هذا المساء” و”كان زمان” بجانب برنامج “ماسبيرو” الذي قدمه مؤخرًا عبر شاشة Ten .
كما خاض تجربة الإنتاج الفني، من خلال الشركة التي أسسها، حيث أشرف على عدة أفلام مثل “جحيم تحت الماء، إنذار بالقتل، جحيم تحت الأرض، في الصيف الحب جنون، دموع صاحبة الجلالة”.
واستمر في تقديم العديد من الأعمال الدرامية التي كان أبرزها: “يا ورد مين يشتريك، قضية رأي عام، حضرة المتهم أبي، ملكة في المنفى” وغيرها الكثير من الأعمال التي أثبت من خلالها صدق موهبته وحبه للفن والإعلام.
شاهد: نجوم مصر في معرض النحاتّة مي عبد الله