من حق أي فنان أن يبحث عن مصادر جديدة تدعم نجوميته للاستمرار في دائرة الضوء أو ما يعرف حاليًا “بالتريند” بشرط أن يكون الجديد مناسب لموهبته وإمكانياته الفنية، ومن أبرز هؤلاء الفنانين الباحثين بدأب ليلًا ونهارًا عن ذلك الممثل وفيما بعد “المغني الاستعراضي”، محمد رمضان.
منذ بدايات ظهوره وهو يداعب مشاعر الجمهور “بتقليد” الفنان الراحل أحمد زكي، ولذلك وصل به الحال لتقليده الغناء في أفلامه حيث عُرف عن الفنان الراحل إجادته الناجحة لتأدية أغنيات في عدد من أفلامه؛ ولذلك يبدو أن محمد رمضان قال بما أنني شبيه أحمد زكي في التمثيل فسوف استكمل المسيرة للغناء أيضًا مع الفارق طبعًا، فأحمد زكي كان يؤدي أغنيات في سياق درامي لأفلامه بكلمات وموسيقى متعارف عليها لكبار الفنانين مثل كمال الطويل وعمار الشريعي وسيد حجاب.
ولكن رمضان بدأ يستخدم في أفلامه ما يعرف بموجة غنائية “ليس لها أصل أو فصل”، وهي ما عرفت بأغاني وموسيقى المهرجانات!، واستفاد من تحقيقها نجاحًا في الشارع وقتها فاستعان بفرقها في أفلامه وبالفعل لاقت استحسان جمهوره فبدأ اهتمامه بها يزيد وأصبحت جزء من شخصيته الفنية.
وبعد أن داخل دائرة الكبار في شباك تذاكر السينما المصرية عام 2012 حاول أن يبتعد عن الشكل الذي ظهر به وبدء البحث عن سيناريوهات مختلفة، لكن المفاجأة أنه بدأ التراجع سريعًا في شباك التذاكر بشكل لافت بعد أن عاد نجوم الجيل الذي يسبقه بقوة مرة أخرى لصدارة المشهد مما “أزعجه”، ولذلك بدأ البحث عن مصدر جديد للنجومية يجعله في التريند وفوجئنا بإصداره 3 كليبات في أقل من 6 أشهر! بعد أن وجد أنها عوضت تراجعه في شباك تذاكر السينما “حقق المركز 5 في موسم 2018 السينمائي”، ولم يفلح مع جمهور السينما الأكشن الذي استخدمه في أخر أفلامه “الديزل”!، فكانت الكليبات بمثابة طوق النجاة له من جديد لإعادته لدائرة الضوء والجدل أيضًا حيث استخدم بلا مقدمات “أسلوب الهجاء” في كليباته الثلاث وهو ما فسره كثيرين بأنه ضد زملائه ومنافسيه في الوسط الفني!!، بعكس أحمد مكي مثلًا الذي قدم في نفس التوقيت كليب ناجح “أغلى من الياقوت” به معاني إنسانية جميلة.
بالتأكيد محمد رمضان يجيد التعامل مع السوشيال ميديا وتأكد منذ بداية مشواره أنها ستكون أكبر الداعمين له، ولذلك يستخدمها دائمًا بشكل مكثف ويتواصل بشكل يومي مع معجبيه وهو ما سهل حصوله على التريند، واستخدم في كليباته الشخصيات المحببة لشريحة كبيرة من جمهوره ويصعب عليه تقديمها في عمل سينمائي فكان البديل “السريع” الكليب المصور مع الموسيقى الصاخبة التي ظهرت معه منذ البداية لإرضاء ذوق جمهوره.
لكن لماذا يصر على استخدام “الهجاء” ضد زملائه في جديده الفني!، فيقول في كليبه “مافيا”، “ببعت رسالة للي حاطتني جوه راسه!، ثم في مقطع آخر “أنا الي برسم الطريق وانتوا اللي بتمشوا عليه، ماهو النجاح مش بالعافية مهما عملتوا أيه”.
هل جزء من الترويج للكليب أن يثير الجدل مع الوسط الفني!، ويبدأ هنا نسيانه أن زملاء كثيرين له حققوا نجاحًا وأرقامًا قياسية في شباك التذاكر مؤخرًا بشهادة الجمهور، فالنجاح يأتي لمن يجتهد في عمله وليس حكرًا على شخص!.
هو ممثل موهوب وذكي ولكن يخونه ذكائه المهني كثيرًا حتى لو حقق مكاسب أعتقد أنها لن تكون دائمة، فهو منشغل دائمًا بأمور كثيرة بدلًا من التركيز على أفلامه وكيف يعود بها للصدارة مرة أخرى، ولكن بالتأكيد هو سعيد بحالة الجدل التي يثيرها سواء معه أو ضده المهم أكون “تريند” إذا أنا موجود.
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: “The death of stalin”.. كوميديا أزعجت موسكو!!