نرمين حلمي
استطاعت منصة بث الفيديو على حسب الطلب الرائدة “نتفليكس”، أن تجذب أكثر من 150 مليون مشترك عالمي، ولكن المنافسة الجادة تأتي الآن مع شركات وسائل الإعلام التقليدية.
تستعد “ديزني”، كبرى الشركات الترفيهية الأمريكية الإعلامية، والشهيرة بسلسلة “Marvel” و”Star Wars” وغيرهم من العروض الأصلية، لإطلاق خدمة بث محتوى الفيديو من خلال الإنترنت، الخاصة بها، والمسماه بـ ”Disney+”.
كما تحضر شركة” WarnerMedia”، المملوكة لشركة “AT&T”، لخدمة بث فيديو على حسب الطلب، تشمل محتوى من HBO، و Turner، و استوديو أفلام Warner Bros، لم تشر WarnerMedia أنها ستسحب محتواها من منصة “نتفليكس” مثلما أعلنت “ديزني” سابقًا، من أجل عرضها على منصتها الخاصة، التي ستطلقها خلال الأيام المقبلة من هذا العام.
لكن رغبة “نتفليكس” في دفع 100 مليون دولار؛ للحفاظ على عرض الست كوم الشهير “الأصدقاء”، المملوك لـ Warner Bros لمدة عام آخر، بالتزامن مع اللحظة التي يتعين على WarnerMedia أن تقرر ما إذا كان ستُبقيها حصريًا لخدمتها فقط أم لا؛ هو ما يبرز قيمة السحب الجماعي للمحتوى، والمشكلات التي يمكن أن تواجهها “نتفليكس”؛ إذا أعادت شركات الميديا تقييم استراتيجيات المحتوى الخاص بها.
سبق لشركة “نتفليكس” أنها دفعت 30 مليون دولار في السنة لـ الست كوم الأمريكي “الأصدقاء”، والتي كانت تعد واحدة من أكبر نجاحاتها على مستوى العالم، بحسب ما نُشر في The Guardian.
وفي السياق ذاته، قال ريتشارد بروتون Richard Broughton، وهو محلل في مؤسسة التحليلات “Ampere Analysis”، إن “نتفليكس” تواجه منافسة متزايدة من بعض مزودي المحتوى السابقين.
تابع موضحًا أن على الرغم من تركيزها الكبير على المحتوى الأصلي، إلا أن الشركة لا تزال تعتمد بشكل كبير على المحتوى المرخص للمشتركين، وهذا يحمل المخاطر.
نرشح لك: تفاصيل برنامج خالد جواد الجديد على “نجوم إف إم”
تقدر “Ampere ” المنتجات الأصلية لـ “نتفليكس” في أمريكا، بأنها لا تشكل سوى حوالي 8% من ساعات المحتوى المتاح في مكتبتها الضخمة، و 9 % في بريطانيا، كما تم تصنيف 5% أخرى من الساعات على أنها أصلية بواسطة “نتفليكس” لأنها تبثها أولاً، ولكن يتم الحصول عليها فعليًا من مزودي المحتوى، مثل Star Trek: Discovery.
وفي سياق متصل، أوضح “ريتشارد” أن أي مجموعة من مجموعات استوديوهات هوليوود الكبيرة، لا تشكل نسبة كبيرة من كتالوج “نتفليكس”، مشيرًا إلى أنها ربما تكون 4% أو 5 % من إجمالي الساعات، لافتًا إلى أنه إذا سحب واحد أو اثنين المحتوى الخاص بهم، فيمكن لـ “نتفليكس” أن تسد الفجوة، ولكن إذا أصبح السوق أكثر عدوانية ضد “نتفليكس”، فسيصبح الأمر أكثر صعوبة، بحسب وصفه.
تواجه “نتفليكس” بالفعل خدمة “أمازون” للفيديو “Amazon’s Prime Video “، وهو منافس عالمي له خطط طموحة. رفعت “نتفليكس” ميزانية المحتوى بنسبة 50%؛ من 8 مليار دولار إلى 12 مليار دولار، عندما أعلنت “أمازون” أنها ستنفق 5 مليارات دولار. لكن بإمكان “أمازون” أن تفوق منافسيها بسهولة؛ حيث تبلغ قيمتها السوقية 6 مرات أكبر من “نتفليكس” و 4.5 مرات حجم “ديزني”.
كما ستواجه “نتفليكس” شركة “أبل”، والتي من المتوقع بدرجة كبيرة، أن تطلق خدمة البث العالمية هذا العام.
وعلى صعيد اَخر، تواصل “نتفليكس” التحول إلى أسواق الديون؛ لزيادة الأموال، التي تحتاجها لمواصلة زيادة المحتوى السينمائي والتلفزيوني لديها؛ حيث بلغ صافي دينها 8.34 مليار دولار في نهاية شهر سبتمبر الماضي.
اعتمدت “نتفليكس” على بناء سمعتها وجماهيرها من الأعمال الدرامية باهظة الثمن، مثل The Crown، ولكنها مؤخرًا بدأت في التركيز على عروض أرخص، لكنها شائعة. تواجه “نتفليكس” ضغوطًا أيضًا من خارج أمريكا، حيث إن أكثر من 80% من المشتركين الجدد الذين أضافتهم “نتفليكس” مؤخرًا، جاءوا من خارج الولايات المتحدة.
كانت الشركة متفائلة للغاية بشأن منطقة آسيا، لا سيما الهند. ولكن تقيم الأسعار من ”نتفليكس” يجعلها خدمة متميزة مقارنة مع التلفزيون المدفوع وخدمات البث المنافسة في العديد من هذه الأسواق الجديدة، ربما تضطر إلى خفض الأسعار، مما يعني أنها ستحتاج إلى المزيد من المشتركين.
وعن أكبر المنافسين المتوقعين أمام “نتفليكس”، احتسب “ريتشارد” أنه سيكون “أمازون”، مشيرًا إلى أنه إذا كان عليه أن يضع نقوده في مكان ما، يجب أن يكون ذلك على ” أمازون”، لافتًا إلى أن “ديزني” و” WarnerMedia” يحتاجان إلى الكثير من الوقت والتسويق لاقتحام السوق، مضيفًا أن “أمازون” يعد كتالوجها الأكبر حتى الآن، حتى لو كان هناك الكثير من المحتوى يعد قديمًا جدًا، فضلاً عن أنها تستكشف حقوق الرياضة وغيرها من المجالات.
شاهد: تصريحات أثارت الجدل في 2018