جدل كبير أثير على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب طرح كليب “مافيا” للفنان محمد رمضان ، مؤخراً، وتعد هذه الأغنية هي الرابعة له، حيث قدّم قبلها “أقوى كارت في مصر” و”نمبر وان” و”الملك”، وكالمعتاد واجهت هجومًا وعدة انتقادات، لكنها رغم ذلك تحقق في نفس الوقت نسب مشاهدة تقدر بالملايين، لتحتل التريند في الوقت الحالي.
لذلك السؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا تنجح أغاني محمد رمضان رغم كل هذا النقد والجدل؟.. وهذا ما نحاول الرد عليه في العناصر التالية:
1- خالف تعرف
عندما سُئل محمد رمضان عن سبب اتجاهه للغناء، أوضح أنه ليس مطربًا، فقال “أنا لا أغني ما يجعلني مطربًا فهذه ليست أغاني رومانسية ولا اجتماعية، أنا أقدم نوعًا مختلفًا وهو الغناء عن القوة، وإن لم يتقبله الجمهور سأتوقف عن تقديمه”. إذن هدفه واضح في تلك الأغاني، وهو جذب انتباه الجمهور، والمقياس الذي وضعه لنفسه لوصوله لهذا الهدف هو عدد المشاهدات.
2- الدعاية السلبية
نوع من الدعاية تستخدمه بعض الشركات في التسويق لمنتجاتها فبدلاً من أن تدفع الملايين لنجم ليقدم إعلانًا تجاريًا، اصنع إعلاناً مثيرًا للسخرية والاستهجان وسينتشر كالنار في الهشيم، فكل تعليقات السخرية والاستهجان والشير هي بمثابة المنتج الحقيقي للإعلان، فنجد أشهر محلات الكبده في مصر اسمه “عبده تلوث”، وشاع استخدامه في الوقت الحالي في الترويج للأعمال الفنية، فأصبحت هي المحور الذي تدور حوله التريندات، فإذا أردت أن تحصد مشاهدات تقدر بالملايين اصنع محتوى يجعل الناس ينتقدونك ويسبونك ويتهمونك باتهامات لا حصر لها، فبالرغم من ذلك فإن هذا الهجوم هو التذكرة التي ستحجز لك مقعداً في قائمة التريند، فالسوشيال ميديا وضعت قاعدة “أنت جيش عدوك”، تطبيقاً للمثل الانجليزي “haters make me famus” الكارهون يصنعون الشهرة.
لعل سبب هذا التناقض بين أن تنتقد شيئًا وتذهب إليه في نفس الوقت هو أن العقل دائماً ينجذب إلى التطرف، فأكثر الفيديوهات انتشاراً ومشاهدة على اليوتيوب هي التي تحمل عناوين مثل “أكثر الموقف المحرجة على الهواء، أغنى 10أشخاص في العالم، أسوأ فساتين المشاهير، أجمل صوت في العالم” حيث صيغة التفضيل دائماً هي عنصر الجذب سواء للأكثر قبحاً أو الأكثر جمالاً، وهو ما وعى إليه محمد رمضان،_ فحتى منتقديه لم ينكروا عليه موهبته وذكائه_، حيث قال في حوار له مع الإعلامي أسامة كمال: “المعجبون هم وقود السيارة الذي يدفعني للأمام، والكارهون هم الجاز الذي يحترق لتتحرك السيارة”، لذلك ظهر في بداية كليب “نمبر وان” شاشات تعرض هجوم بعض الإعلاميين عليه، في إشارة إلى المثل السابق ذكره “haters make me famus”، استفزازاً للبعض لتدورعجلة الدعاية السلبية.
نرشح لك: فنان راحل يظهر في برومو “قرمط بيتمرمط”
3- الفيديو كليب
الفيديو كليب منذ ظهوره غيّر في شكل الغناء وجعل الصورة أهم من الصوت، بدءاً من استخدام والت ديزني للرسوم الموسيقية المتحركة في الفيلم الكرتوني “السيمفونية السخيفة” كفواصل موسيقية، مروراً بأول أغنية مصورة لـ”توني بينيت”، حيث صور إحدى أغنياته وهو يسير قرب بحيرة Serpentine بحديقة «الهايد بارك»، مع تطور التصوير وظهور التلفزيون الملون انتشرت الأغنية المصورة في الأوساط الغنائية، وافتتحت قنوات موسيقية متخصصة مثل mtv الأمريكية 1981، وصولًا إلى اليوتيوب حاليًا، حيث أصبح الفيديو كليب عرفًا متبعًا في كل ألبوم غنائي جديد.
يساهم الفيديو كليب في نجاح الأغنية بشكل أو بأخر، فمثلًا الأغنية الدعائية لمهرجان الجونة هذا العام، اللحن والكلمات مأخوذة من عدة أغاني أخرى لكن ما صنع لها مذاق خاص، هو الفيديو كليب الذي ضم عدد كبير من النجوم، فيما يشبه فيلم قصير أو عمل استعراضي. مما جعل أغانيه بمثابة فيلم قصير يعتمد فيه على عناصر الإثارة والإبهار البصري من أزياء وسيارات ورقصات خاصة بكل أغنية وأسود وقصور.
4- استنساخ عبده موته في عالم الغناء
يقول الناقد كريم فرغلي “إن محمد رمضان يسعى لترسيخ صورة ذهنية جذابة تقارب صورته في مسلسله الناجح ( الأسطورة ) . فهو الشاب العصامي المكافح ليس في المسلسل فقط بل في الواقع أيضا ما يجعله نموذجا للشهرة والنجاح والثروة ليصبح (الأسطورة) مسلسلا ولقبا. مستخدمًا في ذلك الشفرة السرية للبطل الشعبي التي اخترعها فريد شوقي فهو البطل الخارق قوي البنية الذي يجدد قوته في كلمته الشهيرة (يا قوة الله)، حيث يملك رمضان وجه ابن البلد الذي تراه بسهولة في كل شارع شعبي مصري وهو قوي البنية خفيف الحركة لا ينجح أحد في هزيمته ولا ينجو أحد من ظلمه ( ثقة في الله) وهي لازمة أو كلمة سر شفرته الخاصة”.
5- موسيقى المهرجانات
اكتسبت موسيقى المهرجانات شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة، مما جعلها منافسًا جديدًا في سوق الغناء العربي، لذلك استعان بها منذ بدايته في السينما للترويج لأفلامه، وصرح بعد ذلك أنه توقف عن غناء المهرجانات بسبب رأي النقاد فيها، لكنه عاد إليها، فاستعان بفرق المهرجانات “المدفعجية” و”فيجو” و”موندي” في لحن أغانيه الأربعة؛ مستغلاً رواج وانتشار هذا النوع من الموسيقى حالياً.
شاهد: أبرز حفلات النجوم في ليلة رأس السنة