إبراهيم أبو بكر الصديق
نشر موقع ديلي ميل الإنجليزي، تقريرًا مفصلًا عن أشهر الأخطاء التاريخية التي توجد في أشهر أفلام هوليوود، والتي ربح الكثير منها مئات الملايين من الدولارات في شباك التذاكر وحصلت على عدة ترشيحات للأوسكار.
استعرض الموقع 10 أفلام وهم:
1- ( Braveheart ( 1995
فيلم تاريخي درامي، يحكي قصة ويليام والاس المواطن الإسكتلندي الذي يقوم بثورة على الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا، بعد أن يتم إعدام عروسته السرية التي أهانت جندي إنجليزي حاول اغتصابها.
الفيلم بطولة ميل جيبسون، صوفي مارسو، باتريك ماكجوهان، كاثيرين مككورماك، برندان جليسون، وبريان كوكس، وإخراج ميل جيبسون الذي شارك في إنتاج الفيلم، وتأليف راندال والاس.
يقول المؤرخ الإسكتلندي شارون كروسا عن الفيلم: “الأحداث غير دقيقة، التواريخ غير دقيقة، الشخصيات غير دقيقة، الأسماء غير دقيقة، الملابس غير دقيقة، بإختصار لا شئ دقيق”.
أولًا، يُظهر الفيلم ويليام والاس وهو ينشأ في أسرة فقيرة كفلاح، بينما في الواقع وُلد والاس في أجواء أرستقراطية إسكتلندية، ولم يمت والده على يد الإنجليز أثناء طفولته.
في الفيلم يتم تصوير ويليام والاس على أنه عشيق إيزابيلا زوجة إدوارد الثاني ملك إنجلترا، ولاحقًا سوف تكون حامل بطفل ويليام والاس، وذلك يجعله والد إدوارد الثالث في المستقبل، في الواقع إيزابيلا سوف تبلغ من العمر 3 سنوات في ذلك الوقت، ويظهر المحاربون الإسكتلنديون وهم يرتدون تنورات، بينما لم يتم صنع الجلود المربوطة حتى القرن السادس عشر الميلادي، أي بعد أكثر من مائتي عام.
2- ( U-571 ( 2000
فيلم حربي؛ يحكي قصة غواصة ألمانية على متنها بحارة أمريكيون متنكرون، يحاولون الاستيلاء على جهاز التشفير – إينجما – أثناء الحرب العالمية الثانية.
الفيلم بطولة ماثيو ماكونهى، بيل باكستون، هارفي كيتل، جون بون جوفي، وجيك ويبر، إخراج جوناثان موستو؛ والذي شارك في كتابة قصة وسيناريو الفيلم.
الغواصة التي تحمل آلة فك الشفرة اسمها الحقيقي U-110 و ليس U-571، وفي الواقع تم السيطرة عليها من قبل البحارة البريطانيين في مايو 1941، قبل أن يدخل الأمريكيون الحرب.
الفيلم يتجنب ذكر أي تدخل بريطاني في العملية، إلا من بعض التوضيحات في تتر نهاية الفيلم، ويغفل تمامًا حقيقة أن خبراء بريطانيين هم الذين قاموا بفك شفرة إينجما.
الغواصة U-571 لم تشارك، و لم يتم الاستيلاء عليها في الأحداث التي ذُكرت في الفيلم، و لكن تم إغراقها قبالة ساحل إيرلندا عام 1944.
أيضًا تم إنتقاد الفيلم بسبب تصويره للبحارة الألمان بصورة شريرة جدًا على متن الغواصة، حيث نشاهدهم في مشهد وهم يقتلون الجنود الحلفاء الناجين، بدلًا من أخذهم أسرى.
3- ( Titanic ( 1997
فيلم رومانسي درامي يحكي قصة فتاة أرستقراطية في السابعة عشر من عمرها، تقع في حب فنان طيب ولكن فقير، و ذلك على متن السفينة المنكوبة تيتانيك.
الفيلم بطولة ليوناردو دى كابريو، كيت وينسلت، بيلى زين، كاثي بيتس، و بيل باكستون، إخراج وتأليف جيمس كاميرون، الذي أنتجه أيضًا بالمشاركة مع جون لانداو.
بالرغم من أن معظم المشاهد المشهورة في الفيلم مشاهد حدثت في الواقع، مثل مشهد استمرار الفرقة الموسيقية في العزف أثناء غرق السفينة، ومشهد غرق إدوارد سميث كابتن السفينة تيتانيك، إلا أن هناك مشاهد أخرى كانت غير حقيقية؛ مثل مشهد قيام طاقم خدمة وايت ستار بحبس ركاب الدرجة الثالثة في الطابق السفلي، بينما تغرق تيتانيك في المحيط الأطلنطي.
البعض الآخر اعترض على درجة نقاء المياه التي أغرقت ممرات تيتانيك، لأن مياه البحر يجب أن تكون غامقة ومظلمة، بينما كانت شخصية كيت وينسلت في الفيلم – روز – تسبح وهي سعيدة في مياه شبه متجمدة وهي ترتدي فستانًا رقيقًا.
ولكن أكبر الأشياء المأخوذة على الفيلم، هي أفعال ويليام مردوخ الضابط الأول على متن السفينة تيتانيك، الذي يقوم بإطلاق النار على أحد الركاب قبل أن يقوم بأداء التحية – على الطريقة الأمريكية وليس البريطانية – ثم يقتل نفسه، ذلك المشهد أزعج عائلة البحار والمؤرخين لتيتانيك، لأنه يتعارض مع الروايات التاريخية العديدة عن الأفعال الحقيقة لوليام مردوخ، حيث إنه قام بمساعدة الآخرين في النجاة قبل أن يفقد حياته.
صناع فيلم تيتانيك شعروا بالحرج للصورة التي ظهر بها ويليام مردوخ بعد صدور الفيلم، واعتذروا لعائلة مردوخ، وقدموا تبرع بقيمة 5000 جنيه إسترليني لجائزة مردوخ التذكارية، في مدرسة ثانوية في إسكتلندا.
4- ( The Patriot ( 2000
فيلم تاريخي يحكي قصة الفلاح المسالم بينجامين مارتن، الذي يُدفع لقيادة ميليشيا المستعمرات خلال الثورة الأمريكية، وذلك عندما يقوم ضابط بريطاني سادي بقتل ابنه.
الفيلم بطولة ميل جيبسون، هيث ليدجر، جولي ريتشاردسون، جايسون إسحاق، كريس كوبر، كاريو، رينيه أوبرجونويس، وتوم ويلكينسون، إخراج رولان إيميريش وتأليف روبرت رودات.
ثاني فيلم لـ ميل جيبسون في هذه اللائحة، وباعتراف كاتب سيناريو الفيلم روبرت رودات؛ فإن شخصية بطل الفيلم مأخوذة من أربع شخصيات في زمن الحرب الأهلية الأمريكية.
على أية حال، لم يمنع ذلك الفيلم من الوقوع في أخطاء تاريخية، مثل تصوير القوات البريطانية على أنها شريرة ومتعطشة للدماء ومريضة نفسيًا، ولكن أكثر مشاهد الفيلم إثارة للجدل هو مشهد قيام البريطانيين الساديين، بجمع نساء وأطفال قرية في كنيسة وغلقها عليهم، ثم هدم الكنيسة فوق رؤوسهم.
شخصية مارتن – ميل جيبسون – في الفيلم، تُظهر أنه رجل عائلة، ولكن أحد الشخصيات الأربع المأخوذة منها شخصية مارتن، كان رجل وحشي قام بقتل هنود قبيلة الشيروكي من أجل الرياضة، واغتصب عبيده الإناث.
إنتقاد أخر للفيلم من قِبل الذين شاهدوا الفيلم في السينما، وهو التجاهل العام للعبودية في الفيلم، والتي كانت جزءًا مهمًا في الحياة الأمريكية خلال تلك الفترة، حيث ظهر العبيد السود في الفيلم كأفراد سعداء الحظ.
المخرج الأمريكي الأسود سبايك لي قال عن الفيلم: “لمدة 3 ساعات تهرب فيلم The Patriot أو تجنب أو تجاهل بالكامل العبودية.. The Patriot دعاية هوليوودية أمريكية خالصة ونقية”.
5- ( 2006 ) 300
فيلم أكشن فانتازي، يحكي قصة ليونيدس ملك إسبرطة وجيش من 300 رجل حاربوا الفرس في عام 480 قبل الميلاد.
الفيلم بطولة جيرارد بتلر، لينا هيدى، ديفيد وينهام، دومينيك ويست، رودريجو سانتورو، ومايكل فاسبندر، إخراج زاك سنايدر والذي اشترك في كتابة الفيلم أيضًا.
الفيلم مأخوذ من قصة كوميكس، تحكي قصة تلك المعركة الأسطورية والتي شارك بها بالفعل 300 رجل إسبرطي، ولكن الفيلم تجاهل ذكر أكثر من 7000 مقاتل يوناني وقفوا بجانبهم.
معظم الغضب الذى واجهه الفيلم، جاء من الشكل الذي ظهر به الغزاة الفرس، حيث ظهروا كغزاة متوحشين مشوهين، ولكن فى الواقع كان لدى الفرس واحدة من أكثر الحضارات المتقدمة في العالم في ذلك الوقت، وكانت الحضارة الأخمينية من أول الحضارات التي تضمنت عناصر الديموقراطية و حقوق الإنسان في الحياة اليومية.
مخرج الفيلم زاك سنايدر دافع عن الفيلم قائلًا: “90% من الأحداث حقيقية، طريقة التصوير الخيالية هي فقط الشئ الجنوني، لقدت عرضت الفيلم على مجموعة من المؤرخين العالميين الذين قالوا إنه رائع.. إنهم لا يصدقوا كم هو دقيق”.
6- ( Pearl Harbor ( 2001
فيلم تاريخي أكشن درامي يحكي، قصة حرب وحب مختلطان بالتاريخ، من خلال صديقان منذ الطفولة وممرضة جميلة، في صباح يوم الأحد السابع من ديسمبر عام 1941.
الفيلم بطولة بن أفليك، جوش هارتنت، كيت بيكينسيل، كوبا جودينج جونير، توم سيزمور، جون فويت، كولم فيور، وأليك بالدوين، إخراج مايكل بي والذي أنتجه بالإشتراك مع المنتج الأمريكي الشهير جيرى بروكهايمر، وتأليف راندال والاس.
المؤرخون والنقاد والمحاربون القدماء، رفضوا الفيلم لأنه غير دقيق بشكل صارخ؛ حيث لون الطائرات اليابانية أخضر بدلًا من اللون الرمادي التاريخي، حتى يستطيع المشاهدون التمييز بين الطيبين والأشرار.
كما أظهر الفيلم قاذفات القنابل وهى تدمر المرافق الطبية بشكل متعمد، ولكن في ذلك اليوم تم ضرب مستشفى واحدة فقط ، واتفق الكثيرون على أنه لم يكن هدف محدد وأن موظف واحد فقط مات في ذلك الهجوم.
أحد أكثر المشاهد التي تبعث على الدفء، عندما يقوم الرئيس الأمريكي فرانكلين رزوفلت من على كرسيه المتحرك، في محاولة لإثباته لرؤساء أركانه أن أي شئ ممكن، بينما في الواقع لم يحدث أي شئ من ذلك، لأن الرئيس كان مقيد بالكامل بكرسيه في هذه المرحلة من حياته، بسبب نوبة خطيرة من شلل الأطفال.
جملة أخرى من الفيلم تبدو غير حقيقية، عندما يقول الأميرال الياباني أسوروكو ياماماتو: “أخشى أن يكون كل ما فعلناه هو إيقاظ وحش نائم”.
7- ( The Last Samurai ( 2003
فيلم تاريخي أكشن درامي، يحكي قصة مستشار عسكري أمريكي يعشق ثقافة الساموراي، بعد أن كانت مهمته تدمير تلك الثقافة، وذلك بعد أن يتم أسره في معركة.
الفيلم بطولة توم كروز، كين واتانابي، تيموثي ليونارد سبال، بيلي كونولي، توني جولدوين، وهيرويوكي ساندا، إخراج إدوارد زويك والذي شارك في إنتاجه مع توم كروز و بولا واجنر وآخرون، وتأليف جون لوجان وإدوارد زويك ومارشال هيرسكوفيتز.
تم انتقاد الفيلم بسبب شخصية توم كروز المنقذة، التي تنتمى للجنس الأبيض وهي شخصية مختلقة بالكامل.
يظهر في الفيلم أيضًا النينجا، على الرغم من اختفائهم الغامض قبل سنوات من الفترة الزمنية التي يستعرضها الفيلم، وكذلك تظهر الشخصيات اليابانية وهى تتحدث الإنجليزية وتفهمها في الفيلم.
كذلك الصورة التي ظهر بها الساموراي في الفيلم، شكلت إزعاجًا للكثيرين حيث ظهر محاربو الساموراي بصورة رومانسية أثناء تأثرهم من انتشار التكنولوجيا الحديثة، والتي أدت إلى تآكل تقاليد مجتمعهم.
على أية حال، الواقع كان أكثر دقة، بينما كان الساموراي يؤمنوا بالشرف و القوانين، لكنهم شغلوا مناصب مهمة في السلطة وقاموا بتحديث الجيش ليضم الفلاحين.
الساموراي الذين لديهم تاريخ طويل في سحق الطبقات الدنيا لكي يبقوا هم في مواقعهم، نشاهدهم في الفيلم يحاربوا بالسيوف معظم الوقت، وتم تجاهل ولو بشكل جزئي، استخدام المسدسات والبنادق أثناء التمرد.
8- ( The King’s Speech ( 2010
فيلم سيرة ذاتية يحكي قصة الملك جورج السادس ملك المملكة المتحدة، وصعوده المرتجل إلى عرش الإمبراطورية البريطانية في عام 1936، وليونيل لوج معالج مشاكل النطق الشهير، الذي عالج الملك جورج السادس من التلعثم في الكلام.
الفيلم بطولة كولين فيرث، جيوفرى راش، هيلينا بونهام كارتر، جاى بيرس، و تيموثى ليونارد سبال، إخراج توم هوبر وتأليف ديفيد سايدلر.
9- ( Pocahontas ( 1995
فيلم أنيميشن يحكي قصة حب بين جندي إنجليزي – سميث – وابنة زعيم الهنود الحمر – بوكاهونتاس – وذلك أثناء غزو الإنجليز ولاية فيرجينيا الأمريكية، في القرن السابع عشر.
قام بالأداء الصوتي في الفيلم إيرين بيدارد، ميل جيبسون، ديفيد أوجدن ستايرز، جون كاسر، راسل مينس، وكريستيان بيل، إخراج الثنائي مايك جابرييل وإيريك جولدبرج، تأليف كارل بيندر، سوزانا جرانت، وفيليب لازيبنك.
كلا الشخصيتين تاريخيتين، وكانتا على قيد الحياة في ذلك الوقت، ولكن في الواقع بوكاهونتاس كانت في العاشرة من عمرها، عندما وصل سميث مع شركة فيرجينيا عام 1607.
سميث؛ والذي يقوم ميل جيبسون – في ثالث فيلم له في تلك القائمة – بالأداء الصوتي له، يظهر في الفيلم شخص ودود ومهتم بالآخرين، بينما في الواقع تم وصفه بأنه شخص قاس من قبل زملائه المستعمرين.
بوكاهونتاس وسميث كانا يعرفان بعضهما البعض إلى حد ما، ولكن المؤرخين أنكروا وجود أية علاقة رومانسية بينهما.
وفي ذروة أحداث الفيلم، نرى بوكاهونتاس ترمي نفسها نحو سميث لكي تحميه من شعبها، وتقنعهم بأن يتوقفوا عن القتال مع المستعمرين الإنجليز وذلك بطريقة خيالية، و لكن في الواقع المستعمرين الإنجليز أسروا بوكاهونتاس بعد 3 سنوات من رحيل جون سميث إلى إنجلترا، وبعد ذلك بعدة سنوات تزوجت بوكاهونتاس من جون رولف وهى في السابعة عشرة، وعادت معه إلى إنجلترا، ولكنها توفيت بعد ذلك بثلاث سنوات لأسباب غير معروفة.
10- ( BC 10,000 ( 2008
فيلم أنيميشن عن ملحمة تجري أحداثها قبل 10,000 عام من ميلاد المسيح، يحكي قصة شاب صياد لحيوان الماموث، ورحلته عبر منطقة مجهولة لتأمين مستقبل قبيلته.
الفيلم بطولة ستيفن سترايت، كاميلا بيل، كليف كورتس، عفيف بن بدره، وقام عمر الشريف برواية الفيلم بصوته.
فيلم آخر للمخرج الشهير رولاند إيميرش، والذي يعتبر أسوأ أفلامه، سواءً من الناحية النقدية أو من الناحية التاريخية، في الحقيقة هناك 10,000 خطأ في فيلم 10,000 BC والكثير منها يتعلق ببناء الأهرامات في مصر القديمة.
أولاً تظهر حيوانات الماموث في الفيلم وهي تساعد في عمليات بناء الأهرامات، على الرغم من ارتباط تلك الحيوانات العملاقة بالطقس الأكثر برودة من طقس الصحراء الحار، كما أن الأهرامات تم بنائها بعد 8000 عام من أحداث الفيلم.
كما نرى الفيلم ينتقل بدون تفسير من العصر الجليدي إلى عصر القدماء المصريين، بدون أي ذكر للألف عام التي تفصل بين العصرين.
هناك أخطاء أخرى، مثل استخدام البشر للسفن الشراعية، وذلك قبل اختراعها بقرون، وركوب الخيل من قبل بعض الرجال، على الرغم من أن الحصان لم يتم استئناسه حتى عام 3500 قبل الميلاد.
شاهد: عيد ميلاد نادية لطفي