حين طلب مني الكتابة عن عبد الله السعيد ، وجدت أن المدخل الرئيسي للحديث عنه هو الاعتراف بموهبته فلو لم يكن عبد الله السعيد يتمتع بموهبة حقيقية وقدرات إبداعية في عالم كرة القدم لم يكن ليثير كل هذا الجدل ولم يكن ليصبح محوراً لكل هذه الأخبار والمقالات.
موهبة اللاعب المولود في مدينة الإسماعيلية فرضت نفسها مبكراً فانتقل من صفوف الناشئين إلى الفريق الأول للدراويش عام 2005، وعمره لم يتجاوز العشرين عاما وفي نفس العام ضمه المدرب محمد رضوان لقائمة منتخب الشباب المشاركة في كأس العالم للشباب في هولندا ليشارك أساسياً في مباريات مصر الثلاث بالبطولة – وهو أمر لو تعلمون عظيم في ظل هيمنة لاعبي القطبين على تشكيل المنتخبات الوطنية – لتكون كأس العالم للشباب بمثابة بطاقة تعارف أولى بينه وبين جمهور الكرة المصرية.
نرشح لك: شاهد: عبد الله السعيد يقود بيراميدز للفوز على الأهلي
بعد العودة من هولندا أصبح عنصراً أساسياً لا غنى عنه في تشكيلة الدراويش وقدم في 6 مواسم ما جعله مطلباً أساسياً لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك ويدخل الطرفان في صراع محموم للحصول على خدماته. وفي ظل حاجة إدارة الإسماعيلي للمال جاءت الموافقة على رحيله وكانت تميل أكثر لانتقاله للزمالك احتراما لرغبة جماهير الإسماعيلى التى كانت ترفض بشدة انتقاله للأهلي ولديها على النقيض علاقات طيبة مع الزمالك ولكن جاءت رغبة اللاعب نفسه لتحسم كل شيء وتقوده للقلعة الحمراء – سنعود لهذه النقطة بالتفصيل في مقال الغد عن عبد الله السعيد البراجماتي – ليبدأ مسيرة جديدة مع الأهلى لم تكن بنفس التوهج أو التألق حتى اعتزل أبو تريكة عام 2014 ليتحرر عبد الله السعيد على أرضية الميدان ويعود لمركزه المفضل ويكون بمثابة الوريث الشرعي لتريكة في القيام بدور صانع الألعاب والعقل المفكر للكتيبة الحمراء.
وبالفعل حقق نجاحاً باهراً في تلك المهمة وارتفع مستواه بشدة وانتقل من منطقة الظل في الأهلي إلى منطقة التوهج واستعاد الكثير من مستواه السابق الذي كان يقدمه مع الإسماعيلي وخدمته الظروف بشدة مع تولي حسام البدري تدريب الأهلى وتولي هيكتور كوبر تدريب منتخب مصر، فالثنائي (البدري وكوبر) أقتنعا بإمكانيات عبد الله السعيد بشدة وبشكل مبالغ فيه لدرجة تصميمهما على عدم إمكانية وجود بديل له من وجهة نظر كل منهما.
نرشح لك: فرج عامر: سموحة قد يدفع فاتورة هزيمة الأهلي
وجهة نظر رغم تطرفها إلا إنها أفادت السعيد بشدة لأن طريقة لعب الأهلي والمنتخب تم تطويعهما وفقاً لإمكانيات عبد الله السعيد مما ساهم في إبراز قدراته ولعلنا نتذكر أدوراه الهامة في تأهل منتخب مصر لكأس العالم 2018 ووصوله لنهائي أمم افريقيا 2017. وكذلك قيادته للأهلى للفوز بالدوري 3 مواسم متتالية (2016 – 2017 -2018) وحصوله على لقب الأفضل في الدوري المصري في تلك الفترة.
ولكن ما فعله البدري ظهرت نتائجه السلبية عندما غادر السعيد القلعة الحمراء ليصبح الأهلى مترنحا وفاقداً لأهم أسلحته وكذلك دفع كوبر ثمناً غالياً لعدم تجهيزه لبديل قوي للاعبه المدلل الذي أنخفض مستواه بشدة في كأس العالم فأصيب الآداء الهجومي للمنتخب المصري في مقتل.
ولكن لأن الموهبة متأصلة في وجدان عبد الله السعيد فإنه حالياً ورغم تقدمه في العمر – تجاوز 33 عاما حاليا – إلا أنه لا زال قادراً على إبهارنا خلال المباريات مثلما فعل في بعض اللقطات في لقاء الأمس بين بيراميدز والأهلي.
وجاء انتقال عبد الله السعيد لبيراميدز وارتدائه لشارة القيادة في مواجهة فريقه السابق ليؤكد صفة البراجماتية في النجم الكبير وهو ما سنتحدث عنه غدا بالتفصيل إن شاء الله..
شاهد: أبرز أهداف محمد صلاح في2018