قبل أيام كتبت في إعلام.أورج رأيي حول “إعدام” العدد السنوي لجريدة الوطن من قِبَل الجهات السيادية التي اعترضت على المانشيت الرئيسي للعدد، وقلت أن “الوطن” يستحقون تلك المعاملة بسبب مشاكلهم الداخلية مع الصحفيين، وبسبب خشيتهم – في بعض الأحيان- من لمس بعض الخطوط الحمراء في البلاد.
جاءني القليل من ردود الأفعال – المتزنة- التي لامتني على خلط الوراق وأن “الوطن” كأي جريدة ووسيلة إعلامية مصرية تخضع للضغوط (السيادية) وان لا دخل لهم في ذلك، وأن مقالي جاء به الكثير من (التشفي) غير المبرر، وهي آراء وجدتها مناسبة وصحيحة إلى حد بعيد، ففكرت بعدها بيومين أن أكتب اعتذار لزملائي وأساتذتي بالوطن على هذا الخلط وتلك الضبابية في عرض أفكاري، ثم استقريت على الانتظار لمتابعة الجريدة اكثر واكثر، لأبني اعتذاري على أسس سليمة… ولم أنتظر كثيراً ، لأجد ضالتي اليوم، لما تم تعيين المستشار أحمد الزند، وزيراً للعدل.
فتح “موقع الجريدة” كتاب (المهنية الإعلامية) وطبقه حرفياً .. لمسوا بداية / بداهة أن السوشيال ميديا غاضبة من تعيين المستشار الزند، فإن كان سلفه رحل من أجل تصريح مقتضب، فالرجل له أطنان من التصريحات التي تقع تحت بند (السب والقذف) لعموم المصريين، الذين اتهمهم الرجل يوماً بأنهم/ بأننا عبيد وأن القضاة هم سادة هذا الوطن.
وبعد أن لمسوا هذا الغضب المتصاعد، قرروا – وعلى مسطرة المهنية- أن ينشروا عدداً من التقارير، حول تاريخ وزير العدل الجديد، حول أسرته، حول أهم تصريحاته، وأهم مختصميه في قضايا السب والقذف!!
نشروا تعليقات الإعلاميين حول هذا التعيين المفاجئ، وأبرزوا تعليق (رامي رضوان) مذيع برنامج البيت بيتك الذي تلق تصريح الوزير السابق المستشار / محفوظ صابر والذي كان سبباً في إقالته … “رامي” مثلاً و طبقاً للوطن قال ” يا قلبي لا تحزن”
الوطن هنا ، يمتلك وجهة نظر، وهذا لائق إعلامياً ، ولا ضير فيه، وقرروا أن يلعبوا بحرفية وذكاء لتأكيد وجهة النظر تلك بدون اصطدام بالوزير الجديد، وبدون أن يكذبوا او يفبركوا شيئاً … هم يقولون أن الرجل غير مناسب، لكنه ليس رأينا فقط، بل هو رأي الآخرين، ورأي الواقع ورأي التاريخ كذلك… ويالها من حرفية عالية تشبه الرقص على حبال السيرك المعلقة.
هذا هو الوطن كما يجب أن يكون، وهذا هو ما أتمنى أن أراه دوماً في كافة المنصات الإعلامية، إمتلاكها أولاً لوجهة نظر، ودقة وحرفية التعبير عنها عن طريق تغليفها بآراء وحقائق ومستندات.
زملائي الأعزاء بجريدة الوطن
أعتذر منكم على خلطي للأوراق قبل أيام، وأشكركم بشدة على حساسيتكم تجاه مستجدات الأمور في البلاد وقدرتكم على إدارة المعركة الإعلامية بإحترافية حتى وإن خسرتوها، فلكم ولنا شرف المحاولة، وهذا ما أدعو الله أن يكون طريقتنا جميعاً ، كما أدعو القراء لمتابعة الموقع الإليكتروني لجريدة الوطن، لتكوين فكرة عامة / هامة ، حول السيد المستشار وزير العدل الجديد والذي كان عنوان “البروفايل” الخاص به في “الوطن” .. الزند ..قاضٍ يحكم فيما لا يملك .
لكم المودة بلا حدود